المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 5906


حور العين
09-01-2023, 08:15 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم

دينُـنا غالٍ

اللهُ أكبرُ عدد ما كان وما يكون، اللهُ أكبرُ عدد الحركات والسُّكون، توَحَّـدت

خلائقُه أن لا إله إلا هو سبحانه، عزَّ بجبروته لدينه، وحفظ معجزة كتابه،

وأدام أمانه لمقدَّساته بفضله وجُودِه الكـريم، وإنه لمن فضل الله علينا أنْ

سَخَّـر بلدًا آمِنًا مُطمئنًّا، تستكين به النفسُ، وتطيبُ به الرُّوح، ويسلو فيه

الوِجْدان، ويُقصد ببكَّة سائر الخلائق من جميع أقطار الأرض، موحِّدين

ألسنتهم ومنهجية فؤادهم أن لا إله إلا الله، ولا معبود بحقٍّ سواه، مُصْطَفِّين

بين كعبته صفًّا صفًّا كالبُـنْيان المرصوص، ولا فرق بينهم إلا بالتقوى،

كتفًا بكتف وساعدًا بساعد؛ راضين خالقهم بإذنه، ومُصْطفِّين لنشر الخيرية

بين أوطانه، وإنه لمن تعظيم الله لبيته الحرام أن أدام الله عليه الأمْنَ والأمان،

فقال في كاتبه:

﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ

يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ﴾ [العنكبوت: 67]، وما سُمِّي مسجدًا حرامًا،

إلَّا لعظمة حُرمتها، وتحريم سفك الدماء بها حتى للبهائم، فمن دخلها كان

آمِنًا مُطمئنًّا، وقال بها شيخ الإسلام ابن تيمية، وكذلك ما خصَّ الله تعالى به

الكعبة البيت الحرام من حين بناه إبراهيم وإلى هذا الوقت من تعظيمه وتوقير

وانجذاب القلوب إليه، ومن المعلوم أن الملوك وغيرهم يبنون الحصون

والمدائن والقصور بالآلات العظيمة البناء المحكم، ثم لا يلبث أن ينهدم

ويُهان، والكعبة بيت مبني من حجارة سُودٍ بوادٍ غير ذي زَرْعٍ، ليس عنده

ما تشتهيه النفوس من البساتين والمياه وغيرها، ولا عنده عسكر يحميه

من الأعداء، وإلى كُـلِّ مُسلم قد شهد فؤاده أن لا إله إلا الله، عليك أن تُوقِن

وتتذكَّر أنَّه حتى يصِل الدِّين إلينا بعقيدةٍ صحيحةٍ ومنهاجٍ وشريعةٍ واضحة،

قد هُدِّمت منازل واستُحِلَّت أوطان، وقد شُـجَّـت جبهةُ رسولنا الكريم

صلى الله عليه وسلَّم حتى تدفَّقَتْ منهُ الدماء، ومُنِع مصعب بن عمير من

الطعام والشراب، وكان بلال بن رباح يُوضَع في عُنُقهِ الحِبال، فيا قومنا، إن

هذا الدين غالٍ! أتاكَ على أشلاء أُناسٍ وعلى دموعٍ منهمرةٍ، وعلى أرواحٍ

مُضحية، فلا نبيع عقيدتنا وديننا لأجل ثمن بخسٍ عُـمِّر بدنيا زائفة،

فـلـتُثمِّن دينك، ولتُعظِّم حُرُمات الله، فإن الله قد عرض الأمانة على الجبال

فأبَيْنَ أن يحمِلْنَها، وحملها (الإنسان)، فلنكن وعاءً سليمًا لحَمْل هذه الأمانة،

ولـنُـسخِّر أنفُسَنا ببثِّ رُوح العطاء والخيريَّة ببيت الله الحرام وسائر البُلْدان،

ولنَنْثر الخير دائمًا وأبدًا أينما كُنَّا وحللـنـا، ولنَكُن نعم البِذر لأرض يُستطاب

العيشُ بها، ونعم أمَّة قد بكى رسُولُها لأجلها، ونغدو كانهلال الوَدْق أينما سَقَط روى خلفه الأرض،

وانتعش الثمر، فترك خلفهُ نعم المثمر، ولنكن

خلائف الله بأرضه مَن عظَّمُوا مناسِكَه، وأقامُوا دينَهُ وعَـدْلَه، وأناروا بنور

أركان فؤادهم سائرَ جنباتِ الكَوْنِ.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين