تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ممَا جَاءَ فِي أَنْ لَا يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ " الحلقة 51 "


adnan
12-23-2012, 08:35 PM
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى

( ممَا جَاءَ فِي :
أَنْ لَا يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ )
" الحلقة 51 "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَ قُتَيْبَةُ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قُتَيْبَةُ رضى الله تعالى عنهم
يَبْلُغُ بِهِ عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

وَ قَالَ أَحْمَدُ رضى الله تعالى عنه
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ

( لَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَ لَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ )

قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ سَمُرَةَ وَ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِنَّمَا مَعْنَى كَرَاهِيَةِ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ
إِذَا خَطَبَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَرَضِيَتْ بِهِ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَتِهِ
وَ قَالَ الشَّافِعِيُّ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ لَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ هَذَا عِنْدَنَا
إِذَا خَطَبَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَرَضِيَتْ بِهِ وَ رَكَنَتْ إِلَيْهِ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَتِهِ
فَأَمَّا قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ رِضَاهَا أَوْ رُكُونَهَا إِلَيْهِ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَخْطُبَهَا
وَ الْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ حَيْثُ جَاءَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فَذَكَرَتْ لَهُ أَنَّ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ وَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ خَطَبَاهَا

فَقَالَ عليه الصلاة و السلام

( أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَرَجُلٌ لَا يَرْفَعُ عَصَاهُ عَنْ النِّسَاءِ
وَ أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ وَ لَكِنْ انْكِحِي أُسَامَةَ )

فَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَنَا وَ اللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ فَاطِمَةَ لَمْ تُخْبِرْهُ بِرِضَاهَا بِوَاحِدٍ مِنْهُمَا
وَ لَوْ أَخْبَرَتْهُ لَمْ يُشِرْ عَلَيْهَا بِغَيْرِ الَّذِي ذَكَرَتْ .

الشــــــــــــــروح

قَالَ فِي النِّهَايَةِ خَطَبَ يَخْطُبُ خِطْبَةً بِالْكَسْرِ فَهُوَ خَاطِبٌ ،
وَ الِاسْمُ مِنْهُ الْخِطْبَةُ أَيْضًا وَ أَمَّا الْخُطْبَةُ بِالضَّمِّ فَهُوَ مِنَ الْقَوْلِ وَ الْكَلَامِ . انْتَهَى ،
و قَالَ فِي الصُّرَاحِ خِطْبَةٌ بِالْكَسْرِ زن خواستن .
قَوْلُهُ : ( قَالَ قُتَيْبَةُ يَبْلُغُ بِهِ )

أَيْ : قَالَ قُتَيْبَةُ فِي رِوَايَتِهِ يَبْلُغُ بِهِ أَيْ :
يَرْفَعُ أَبُو هُرَيْرَةَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( وَ قَالَ أَحْمَدُ ) أَيْ : قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ فِي رِوَايَتِهِ
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ) فَمَعْنَى رِوَايَتِهِمَا وَاحِدٌ ،
وَ إِنَّمَا الْفَرْقُ فِي اللَّفْظِ .

قَوْلُهُ : ( لَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ )

قَالَ الْعُلَمَاءُ الْبَيْعُ عَلَى الْبَيْعِ حَرَامٌ ، و كَذَلِكَ الشِّرَاءُ عَلَى الشِّرَاءِ ،
و هُوَ أَنْ يَقُولَ لِمَنِ اشْتَرَى سِلْعَةً فِي زَمَنِ الْخِيَارِ افْسَخْ لِأَبِيعَكَ بِأَنْقَصَ ،
وَ يَقُولُ لِلْبَائِعِ : افْسَخْ لِأَشْتَرِيَ مِنْكَ بِأَزْيَدَ ، قَالَ الْجُمْهُورُ لَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْمُسْلِمِ وَ الذِّمِّيِّ ،
وَ ذِكْرُ الْأَخِ خَرَجَ لِلْغَائِبِ فَلَا مَفْهُومَ لَهُ
( وَ لَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ) قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ :
هُوَ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَتَرْكَنُ إِلَيْهِ وَ يَتَّفِقَا عَلَى صَدَاقٍ ، وَ يَتَرَاضَيَا وَ لَمْ يَبْقَ إِلَّا الْعَقْدُ .
فَأَمَّا إِذَا لَمْ يَتَّفِقَا وَ لَمْ يَتَرَاضَيَا ، و لَمْ يَرْكَنْ أَحَدُهُمَا إِلَى الْآخَرِ ، فَلَا يَمْنَعُ مِنْ خِطْبَتِهَا ،
وَ هُوَ خَارِجٌ عَنِ النَّهْيِ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنْ سَمُرَةَ وَ ابْنِ عُمَرَ )

و فِي الْبَابِ أَيْضًا عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ .
أَمَّا حَدِيثُ سَمُرَةَ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ :

( نَهَى النَّبِيُّ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ) ،

و أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَ الْبُخَارِيُّ ، وَ النَّسَائِيُّ وَ لَفْظُهُ

( لَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ الرَّجُلِ حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ ، أَوْ يَأْذَنَ لَهُ الْخَاطِبُ )

وَ أَمَّا حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، وَ مُسْلِمٌ وَ لَفْظُهُ

( الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ ، فَلَا يَحِلُّ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَبْتَاعَ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ ،
وَ لَا يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَذَرَ )

قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )

وَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَ النَّسَائِيُّ .

قَوْلُهُ : ( وَ الْحُجَّةُ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ إِلَخْ )

قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ : هَذِهِ الْأَحَادِيثُ ظَاهِرَةٌ فِي تَحْرِيمِ الْخِطْبَةِ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ ،
و أَجْمَعُوا عَلَى تَحْرِيمِهَا إِذَا كَانَ قَدْ صَرَّحَ لِلْخَاطِبِ بِالْإِجَابَةِ وَ لَمْ يَأْذَنْ وَ لَمْ يَتْرُكْ
فَلَوْ خَطَبَ عَلَى خِطْبَتِهِ وَ تَزَوَّجَ وَ الْحَالَةُ هَذِهِ عَصَى ، وَ صَحَّ النِّكَاحُ وَ لَمْ يُفْسَخْ .
هَذَا مَذْهَبُنَا وَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ ، و قَالَ دَاوُدُ يُفْسَخُ النِّكَاحُ وَ عَنْ مَالِكٍ رِوَايَتَانِ كَالْمَذْهَبَيْنِ ،
و قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ: يُفْسَخُ قَبْلَ الدُّخُولِ لَا بَعْدَهُ وَ أَمَّا إِذَا عَرَضَ لَهُ بِالْإِجَابَةِ
وَ لَمْ يُصَرِّحْ فَفِي تَحْرِيرِ الْخِطْبَةِ عَلَى خِطْبَتِهِ قَوْلَانِ لِلشَّافِعِيِّ : أَصَحُّهُمَا لَا يَحْرُمُ ،
و قَالَ بَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ : لَا يَحْرُمُ حَتَّى يَرْضَوْا بِالزَّوْجِ وَ يُسَمَّى الْمَهْرُ ،
و اسْتَدَلُّوا لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أَنَّ التَّحْرِيمَ إِنَّمَا هُوَ إِذَا حَصَلَتِ الْإِجَابَةُ
بِحَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ فَإِنَّهَا قَالَتْ خَطَبَنِي أَبُو جَهْمٍ وَ مُعَاوِيَةُ ،
فَلَمْ يُنْكِرِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ خِطْبَةَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ، بَلْ خَطَبَهَا لِأُسَامَةَ ،
و قَدْ يُعْتَرَضُ عَلَى هَذَا الدَّلِيلِ فَيُقَالُ : لَعَلَّ الثَّانِيَ لَمْ يَعْلَمْ بِخِطْبَةِ الْأَوَّلِ ،
وَ أَمَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَأَشَارَ بِأُسَامَةَ ، لَا أَنَّهُ خَطَبَ لَهُ ،
و اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ إِذَا تَرَكَ الْخِطْبَةَ رَغْبَةً عَنْهَا ، أَوْ أَذِنَ فِيهَا جَازَتِ الْخِطْبَةُ عَلَى خِطْبَتِهِ ،
وَ قَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ . انْتَهَى .

دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا
و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله
اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار ,
و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم.
اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .
اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهن .
اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه
و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "