المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 6008


حور العين
12-11-2023, 08:52 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
حديث اليوم
باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين (08)

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

«لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج

رجلا عابدا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا

جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فانصرفت. فلما كان من

الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: أي رب أمي وصلاتي، فأقبل

على صلاته، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: أي

رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى

وجوه المومسات. فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته، وكانت امرأة بغي

يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه، فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت

راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها فوقع عليها، فحملت، فلما

ولدت، قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته، وجعلوا

يضربونه، فقال: ما ... شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك. قال: أين

الصبي؟ فجاؤوا به فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى فلما انصرف أتى الصبي

فطعن في بطنه، وقال: يا غلام من أبوك؟ قال: فلان الراعي، فأقبلوا على

جريج يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا،

أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا. وبينا صبي يرضع من أمه فمر رجل

راكب على دابة فارهة وشارة حسنة، فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا،

فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه، فقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على

ثديه فجعل يرتضع» ، فكأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

وهو يحكي ارتضاعه بأصبعه السبابة في فيه، فجعل يمصها، قال: «ومروا

بجارية وهم يضربونها، ويقولون: زنيت سرقت، وهي تقول: حسبي الله

ونعم الوكيل. فقالت أمه: اللهم لا تجعل ابني مثلها، فترك الرضاع ونظر

إليها، فقال: اللهم اجعلني مثلها، فهنالك تراجعا الحديث، فقالت: مر رجل

حسن الهيئة، فقلت: اللهم اجعل ابني مثله، فقلت: اللهم لا تجعلني مثله،

ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت سرقت، فقلت: اللهم لا

تجعل ابني مثلها، فقلت: اللهم اجعلني مثلها؟! قال: إن ذلك الرجل كان جبارا،

فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وإن هذه يقولون: لها زنيت، ولم تزن وسرقت،

ولم تسرق، فقلت: اللهم اجعلني مثلها» . متفق عليه.

الشرح:

«المومسات» بضم الميم الأولى، وإسكان الواو وكسر الميم الثانية وبالسين

المهملة؛ وهن الزواني. والمومسة: الزانية. وقوله: «دابة فارهة» بالفاء:

أي حاذقة نفيسة. «والشارة» بالشين المعجمة وتخفيف الراء: وهي الجمال

الظاهر في الهيئة والملبس. ومعنى «تراجعا الحديث» أي: حدثت الصبي

وحدثها، والله أعلم. كان جريج في أول أمره تاجرا، وكان يزيد مرة، وينقص

أخرى. فقال: ما في هذه التجارة خير، لألتمسن تجارة خيرا من هذه، فبنى

صومعة وترهب فيها. رواه أحمد. وفي حديث مرفوع: «لو كان جريج عالما

لعلم أن إجابته أمه أولى من صلاته» . وفي الحديث: إيثار إجابة الأم على

صلاة التطوع. وفيه: أن صاحب الصدق مع الله لا تضره الفتن. وفيه: إثبات

كرامات الأولياء. وفي الحديث أيضا: أن نفوس أهل الدنيا تقف مع الخيال

الظاهر، بخلاف أهل الحقيقة. كما قال تعالى:

{فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم *

وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا

ولا يلقاها إلا الصابرون} [القصص (79، 80) ] .

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين