المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6047


حور العين
01-19-2024, 05:03 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم
أيعقل أن يكره الإنسان نفسه؟!


أتريد أن تعرف كيف حثَّ الله المؤمنين على حبِّ بعضهم البعض؟

انظر في أول آية قرأتُها في وِرْد اليوم، وهي:

﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ

إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 66]، وإذا نظرتَ في معاني الكلمات ستجد مكتوبًا:

"اقتُلوا أنفسكم: أن يقتل بعضُكم بعضًا"، ولكن الله عبَّر عنها بقوله تعالى:

﴿ أَنْفُسَكُمْ ﴾؛ لأن المؤمنين حقًّا نفسٌ واحدةٌ.



ويتكرَّر المعنى بصورةٍ أوضحَ في قوله تعالى في سورة النور:

﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ [النور: 61]،

أنت حين تدخل البيت قطعًا تُسلِّم على مَنْ فيه، ولكن الحقيقة

أن من في البيت هم نفسُك.



وأيضًا قوله جلَّ شأنُه في سورة الحجرات:

﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات: 11]،

حين تعيب أحدًا تكون في الواقع تعيب شخصًا آخر غيرك، ولكن الحقيقة

أنه لا يصحُّ أن تعيبه؛ لأن العاقل لا يعيب نفسَه.



ولم يكتفِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات لترسيخ المعنى؛

بل يؤكِّده قائلًا:

((مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مَثَلُ الجسد؛

إذا اشتكى منه عُضوٌ، تَداعى له سائرُ الجسد بالسَّهر والحُمَّى)).



فلو أدركْنا بالفعل حقيقةَ هذا المعنى، لاتَّسعت قلوبُنا لذلك الحُبِّ.

وفي المقابل يوضِّح الله لنا بعدها بقليلٍ مُحذِّرًا في نفس السياق: كيف يكون

ضدَّ ذلك.



ويقول سبحانه:

﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ

مَعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ

مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 72، 73]،

شخص يحمد الله أنه لم يكن معك في الشدة، وإذا أصابتكَ نعمةٌ

يندم على فِراقِكَ!

فيا عجبًا لمن يكره نفسه!

مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين