adnan
01-01-2013, 09:48 PM
أخيكم / عدنان الياس
( AdaneeeNo )
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي :
الزَّوْجَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ يُسْلِمُ أَحَدُهُمَا .. 1 منه )
" الحلقة 60 "
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ
قَالَ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ رضى الله تعالى عنهم
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله تعالى عنهما قَالَ
[ رَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِي بْنِ الرَّبِيعِ
بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ وَ لَمْ يُحْدِثْ نِكَاحًا ]
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِإِسْنَادِهِ بَأْسٌ وَ لَكِنْ لَا نَعْرِفُ وَجْهَ هَذَا الْحَدِيثِ
وَ لَعَلَّهُ قَدْ جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ .
الشــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ وَ لَمْ يُحْدِثْ نِكَاحًا )
و فِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ وَ أَبِي دَاوُدَ وَ ابْنِ مَاجَهْ : بَعْدَ سَنَتَيْنِ ،
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : و فِي رِوَايَةٍ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِينَ وَ أَشَارَ فِي الْفَتْحِ إِلَى الْجَمْعِ
فَدَلَّ : الْمُرَادُ بِالسِّتِّ مَا بَيْنَ هِجْرَةِ زَيْنَبَ وَ إِسْلَامِهِ ، وَ بِالسَّنَتَيْنِ ،
أَوْ الثَّلَاثِ مَا بَيْنَ نُزُولِ
قَوْلِهِ تَعَالَى :
{ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ }
وَ قُدُومِهِ مُسْلِمًا فَإِنَّ بَيْنَهُمَا سَنَتَيْنِ وَ أَشْهُرًا .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِإِسْنَادِهِ بَأْسٌ )
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ ، و قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ،
وَ كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ ، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍفِي الْإِرْشَادِ : هُوَ حَدِيثٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ ،
وَ هُوَ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . انْتَهَى ،
إِلَّا أَنَّ حَدِيثَ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَسَخَهُ ،
وَ قَدْ ضَعَّفَ أَمْرَهَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَ غَيْرُهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ ،
وَ ابْنُ إِسْحَاقَفِيهِ مَقَالٌ مَعْرُوفٌ ، كَذَا فِي النَّيْلِ ،
قُلْتُ : قَدْ تَقَدَّمَ فِي بَحْثِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ أَنَّ الْحَقَّ أَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ ، ثِقَةٌ قَابِلٌ لِلِاحْتِجَاجِ .
( وَ لَكِنْ لَا نَعْرِفُ وَجْهَ الْحَدِيثِ ) قَالَ الْحَافِظُ : أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ رَدَّهَا إِلَيْهِ بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ ،
أَوْ بَعْدَ سَنَتَيْنِ ، أَوْ ثَلَاثٍ مُشْكِلٌ لِاسْتِبْعَادِ أَنْ تَبْقَى فِي الْعِدَّةِ هَذِهِ الْمُدَّةَ ،
قَالَ : وَ لَمْ يَذْهَبْ أَحَدٌ إِلَى جَوَازِ تَقْرِيرِ الْمُسْلِمَةِ تَحْتَ الْمُشْرِكِ إِذَا تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ
عَنْ إِسْلَامِهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا ، و مِمَّنْ نَقَلَ الْإِجْمَاعَ فِي ذَلِكَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ ،
وَ أَشَارَ إِلَى أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الظَّاهِرِ قَالَ بِجَوَازِهِ ، وَ رَدَّهُ بِالْإِجْمَاعِ الْمَذْكُورِ ،
و تُعُقِّبَ بِثُبُوتِ الْخِلَافِ قَدِيمًا فِيهِ ،
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَلِيٍّ وَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ بِطُرُقٍ قَوِيَّةٍ ،
وَ أَفْتَى بِهِ حَمَّادٌ شَيْخُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَ أَجَابَ الْخَطَّابِيُّ عَنِ الْإِشْكَالِ بِأَنَّ بَقَاءَ الْعِدَّةِ ـ تِلْكَ الْمُدَّةَ ـ مُمْكِنٌ ،
وَ إِنْ لَمْ تَجْرِ بِهِ عَادَةٌ فِي الْغَالِبِ ، وَ لَا سِيَّمَا إِنْ كَانَتِ الْمُدَّةُ إِنَّمَا هِيَ سَنَتَانِ وَ أَشْهُرٌ
فَإِنَّ الْحَيْضَ قَدْ يُبْطِئُ عَنْ ذَاتِ الْأَقْرَاءِ لِعَارِضٍ ، و بِمِثْلِ هَذَا أَجَابَ الْبَيْهَقِيُّ ،
قَالَ الْحَافِظُ : وَ هُوَ أَوْلَى مَا يُعْتَمَدُ فِي ذَلِكَ ،
و قَالَ السُّهَيْلِيُّ فِي شَرْحِ السِّيرَةِ : إِنَّ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَلُ ،
وَ إِنْ كَانَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَصَحَّ إِسْنَادًا ، لَكِنْ لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ ؛
لِأَنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ كَانَ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
{ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ }
وَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ قَالَ : مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
رَدَّهَا عَلَيْهِ عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ فِي الصَّدَاقِ وَ الْحِبَاءِ ،
وَ لَمْ يُحْدِثْ زِيَادَةً عَلَى ذَلِكَ مِنْ شَرْطٍ ، وَ لَا غَيْرِهِ . انْتَهَى ،
و قَدْ أَشَارَ إِلَى مِثْلِ هَذَا الْجَمْعِابْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، و قِيلَ : إِنَّ زَيْنَبَ لَمَّا أَسْلَمَتْ ،
وَ بَقِيَ زَوْجُهَا عَلَى الْكُفْرِ لَمْ يُفَرِّقِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ؛
إِذ لَمْ يَكُنْ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ نِكَاحِ الْمُسْلِمَةِ عَلَى الْكَافِرِ ،
فَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
{ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ } الْآيَةَ .
أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ابْنَتَهُ أَنْ تَعْتَدَّ ،
فَوَصَلَ أَبُو الْعَاصِ مُسْلِمًا قَبْلَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ فَقَرَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ .
فَيَنْدَفِعُ الْإِشْكَالُ ، قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : وَ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ تُعَضِّدُهُ الْأُصُولُ ،
وَ قَدْ صَرَّحَ فِيهِ بِوُقُوعِ عَقْدٍ جَدِيدٍ ، و الْأَخْذُ بِالصَّرِيحِ أَوْلَى مِنَ الْأَخْذِ بِالْمُحْتَمَلِ ،
وَ يُؤَيِّدُهُ مُخَالَفَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ لِمَا رَوَاهُ كَمَا حَكَى ذَلِكَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ،
قَالَ الْحَافِظُ : وَ أَحْسَنُ الْمَسَالِكِ فِي تَقْرِيرِ الْحَدِيثَيْنِ تَرْجِيحُ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
كَمَا رَجَّحَهُ الْأَئِمَّةُ ، وَ حَمَلَهُ عَلَى تَطَاوُلِ الْعِدَّةِ فِيمَا بَيْنَ نُزُولِ آيَةِ التَّحْرِيمِ وَ إِسْلَامِ أَبِي الْعَاصِ ،
وَ لَا مَانِعَ مِنْ ذَلِكَ . انْتَهَى ،
و فِي الْمَقَامِ كَلَامٌ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا فَعَلَيْكَ أَنْ تُرَاجِعَ شُرُوحَ الْبُخَارِيِّ كَالْفَتْحِ ، وَ غَيْرِهِ .
دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا
و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله
اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار ,
و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم.
اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .
اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهن .
اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه
و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "
( AdaneeeNo )
حديث اليوم
مع الشكر للأخ مالك المالكى
( ممَا جَاءَ فِي :
الزَّوْجَيْنِ الْمُشْرِكَيْنِ يُسْلِمُ أَحَدُهُمَا .. 1 منه )
" الحلقة 60 "
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ
قَالَ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ رضى الله تعالى عنهم
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضى الله تعالى عنهما قَالَ
[ رَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِي بْنِ الرَّبِيعِ
بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ وَ لَمْ يُحْدِثْ نِكَاحًا ]
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِإِسْنَادِهِ بَأْسٌ وَ لَكِنْ لَا نَعْرِفُ وَجْهَ هَذَا الْحَدِيثِ
وَ لَعَلَّهُ قَدْ جَاءَ هَذَا مِنْ قِبَلِ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ .
الشــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ وَ لَمْ يُحْدِثْ نِكَاحًا )
و فِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ وَ أَبِي دَاوُدَ وَ ابْنِ مَاجَهْ : بَعْدَ سَنَتَيْنِ ،
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : و فِي رِوَايَةٍ بَعْدَ ثَلَاثِ سِنِينَ وَ أَشَارَ فِي الْفَتْحِ إِلَى الْجَمْعِ
فَدَلَّ : الْمُرَادُ بِالسِّتِّ مَا بَيْنَ هِجْرَةِ زَيْنَبَ وَ إِسْلَامِهِ ، وَ بِالسَّنَتَيْنِ ،
أَوْ الثَّلَاثِ مَا بَيْنَ نُزُولِ
قَوْلِهِ تَعَالَى :
{ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ }
وَ قُدُومِهِ مُسْلِمًا فَإِنَّ بَيْنَهُمَا سَنَتَيْنِ وَ أَشْهُرًا .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ بِإِسْنَادِهِ بَأْسٌ )
حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ ، و قَالَ الْخَطَّابِيُّ : هُوَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ،
وَ كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ ، قَالَ ابْنُ كَثِيرٍفِي الْإِرْشَادِ : هُوَ حَدِيثٌ جَيِّدٌ قَوِيٌّ ،
وَ هُوَ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ . انْتَهَى ،
إِلَّا أَنَّ حَدِيثَ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَسَخَهُ ،
وَ قَدْ ضَعَّفَ أَمْرَهَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، وَ غَيْرُهُ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ ،
وَ ابْنُ إِسْحَاقَفِيهِ مَقَالٌ مَعْرُوفٌ ، كَذَا فِي النَّيْلِ ،
قُلْتُ : قَدْ تَقَدَّمَ فِي بَحْثِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ أَنَّ الْحَقَّ أَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ ، ثِقَةٌ قَابِلٌ لِلِاحْتِجَاجِ .
( وَ لَكِنْ لَا نَعْرِفُ وَجْهَ الْحَدِيثِ ) قَالَ الْحَافِظُ : أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ رَدَّهَا إِلَيْهِ بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ ،
أَوْ بَعْدَ سَنَتَيْنِ ، أَوْ ثَلَاثٍ مُشْكِلٌ لِاسْتِبْعَادِ أَنْ تَبْقَى فِي الْعِدَّةِ هَذِهِ الْمُدَّةَ ،
قَالَ : وَ لَمْ يَذْهَبْ أَحَدٌ إِلَى جَوَازِ تَقْرِيرِ الْمُسْلِمَةِ تَحْتَ الْمُشْرِكِ إِذَا تَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ
عَنْ إِسْلَامِهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا ، و مِمَّنْ نَقَلَ الْإِجْمَاعَ فِي ذَلِكَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ ،
وَ أَشَارَ إِلَى أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الظَّاهِرِ قَالَ بِجَوَازِهِ ، وَ رَدَّهُ بِالْإِجْمَاعِ الْمَذْكُورِ ،
و تُعُقِّبَ بِثُبُوتِ الْخِلَافِ قَدِيمًا فِيهِ ،
فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَلِيٍّ وَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ بِطُرُقٍ قَوِيَّةٍ ،
وَ أَفْتَى بِهِ حَمَّادٌ شَيْخُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَ أَجَابَ الْخَطَّابِيُّ عَنِ الْإِشْكَالِ بِأَنَّ بَقَاءَ الْعِدَّةِ ـ تِلْكَ الْمُدَّةَ ـ مُمْكِنٌ ،
وَ إِنْ لَمْ تَجْرِ بِهِ عَادَةٌ فِي الْغَالِبِ ، وَ لَا سِيَّمَا إِنْ كَانَتِ الْمُدَّةُ إِنَّمَا هِيَ سَنَتَانِ وَ أَشْهُرٌ
فَإِنَّ الْحَيْضَ قَدْ يُبْطِئُ عَنْ ذَاتِ الْأَقْرَاءِ لِعَارِضٍ ، و بِمِثْلِ هَذَا أَجَابَ الْبَيْهَقِيُّ ،
قَالَ الْحَافِظُ : وَ هُوَ أَوْلَى مَا يُعْتَمَدُ فِي ذَلِكَ ،
و قَالَ السُّهَيْلِيُّ فِي شَرْحِ السِّيرَةِ : إِنَّ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَلُ ،
وَ إِنْ كَانَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ أَصَحَّ إِسْنَادًا ، لَكِنْ لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ ؛
لِأَنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ كَانَ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
{ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ }
وَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ قَالَ : مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
رَدَّهَا عَلَيْهِ عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ فِي الصَّدَاقِ وَ الْحِبَاءِ ،
وَ لَمْ يُحْدِثْ زِيَادَةً عَلَى ذَلِكَ مِنْ شَرْطٍ ، وَ لَا غَيْرِهِ . انْتَهَى ،
و قَدْ أَشَارَ إِلَى مِثْلِ هَذَا الْجَمْعِابْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، و قِيلَ : إِنَّ زَيْنَبَ لَمَّا أَسْلَمَتْ ،
وَ بَقِيَ زَوْجُهَا عَلَى الْكُفْرِ لَمْ يُفَرِّقِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ؛
إِذ لَمْ يَكُنْ قَدْ نَزَلَ تَحْرِيمُ نِكَاحِ الْمُسْلِمَةِ عَلَى الْكَافِرِ ،
فَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
{ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ } الْآيَةَ .
أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ابْنَتَهُ أَنْ تَعْتَدَّ ،
فَوَصَلَ أَبُو الْعَاصِ مُسْلِمًا قَبْلَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ فَقَرَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ .
فَيَنْدَفِعُ الْإِشْكَالُ ، قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ : وَ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ تُعَضِّدُهُ الْأُصُولُ ،
وَ قَدْ صَرَّحَ فِيهِ بِوُقُوعِ عَقْدٍ جَدِيدٍ ، و الْأَخْذُ بِالصَّرِيحِ أَوْلَى مِنَ الْأَخْذِ بِالْمُحْتَمَلِ ،
وَ يُؤَيِّدُهُ مُخَالَفَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ لِمَا رَوَاهُ كَمَا حَكَى ذَلِكَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ،
قَالَ الْحَافِظُ : وَ أَحْسَنُ الْمَسَالِكِ فِي تَقْرِيرِ الْحَدِيثَيْنِ تَرْجِيحُ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
كَمَا رَجَّحَهُ الْأَئِمَّةُ ، وَ حَمَلَهُ عَلَى تَطَاوُلِ الْعِدَّةِ فِيمَا بَيْنَ نُزُولِ آيَةِ التَّحْرِيمِ وَ إِسْلَامِ أَبِي الْعَاصِ ،
وَ لَا مَانِعَ مِنْ ذَلِكَ . انْتَهَى ،
و فِي الْمَقَامِ كَلَامٌ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا فَعَلَيْكَ أَنْ تُرَاجِعَ شُرُوحَ الْبُخَارِيِّ كَالْفَتْحِ ، وَ غَيْرِهِ .
دعاء من أخينا مالك لأخته و والدته يرحمهما الله و إيانا
و لموتانا و جميع موتى المسلمين يرحمهم الله
اللـهـم إنهن فى ذمتك و حبل جوارك فقهن فتنة القبر و عذاب النار ,
و أنت أهل الوفاء و الحق فأغفر لها و أرحمها أنك أنت الغفور الرحيم.
اللـهـم إنهن إماتك و بنتى عبديك خرجتا من الدنيا و سعتها و محبوبيها و أحبائها
إلي ظلمة القبر اللهم أرحمهن و لا تعذبهن .
اللـهـم إنهن نَزَلن بك و أنت خير منزول به و هن فقيرات الي رحمتك
و أنت غني عن عذابهن .
اللـهـم اّتهن رحمتك و رضاك و قِهن فتنه القبر و عذابه
و أّتهن برحمتك الأمن من عذابك حتي تبعثهن إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم أنقلهن من مواطن الدود و ضيق اللحود إلي جنات الخلود .
أنْتَهَى .
وَ اللَّهُ تَعَالَى أعلى و أَعْلَمُ. و أجل
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم
و إلى اللقاء في الحديث القادم و أنتم بكل الخير و العافية
" إن شـاء الله "