المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6076


حور العين
02-17-2024, 11:09 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم

الاستعداد لرمضان(02)

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل،

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾.

معاشر المؤمنين: قبل حلول هذا الشهر المبارك لنا بعض الوقفات:

الوقفة الأولى: علينا أن نستعد لرمضان بتطهير أنفسنا من المعاصي

والسيئات وتنقية قلوبنا من الشرور والآفات؛ ويكون ذلك بالتوبة النَّصوح،

فالمعاصي تُقسِّي القلوب، وتُثبِّطُ عن العمل، وتُهوِّنُ الوقوع في الآثام،

فالصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما

بينهن إذا اجتنبت الكبائر.



واعلموا عباد الله أن يَبسُط يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النهار، ويبسط يدَه

بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل، وينادي عباده ويقول:

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾.



الوقفة الثانية: علينا أن نعودَ إلى كتابِ الله جل وعلا في هذا الشهرِ الكريم،

ونعيشَ في رِحابه، ونحرِصْ على أن لا نكون ممن يدخل في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ﴾،

ومن مر عليه رمضانُ ولم يختم فيه القرآنَ فليعلم

أنه محرومٌ استحوذ عليه الشيطانُ فأنساهُ ذكرَ الله.



الوقفة الثالثة: ليحرِصْ كلُّ واحدٍ منا أن يكونَ في رمضانَ مِثالاً للمؤمِنِ

الحقِّ، الذي يُعرَفُ بحُسْنِ أخلاقِه؛ يحترمُ الكبيرَ، ويعطِفُ على الصغيرِ،

ويصِل الرحِم.



الوقفة الرابعة: عِندَمَا يَدخُلُ رَمَضَانُ يَتَبَادَلُ النَّاسُ المُكَالَمَاتِ وَالرَّسَائِلَ

مُهَنِّئِينَ بَعضَهُم بِدُخُولِهِ، وتلهجُ أَلسِنَتُهُم بِالشُّكرِ لِلمَولى إِذْ بَلَّغَهُم إِيَّاهُ،

وهذا أمر محمود، وفعل يُنْبِي عن ما في القلوب من الإيمان.



ولكن الذي يُؤسِف أن لا تجد لِذَاكَ الشُّكرِ القَوليِّ مِنَ الشُّكرِ العَمَليِّ نَصِيبًا في

واقع بعض الناس، إِذْ تَرَى مقابل ذلك نَومًا عَنِ الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَات، وَتَركًا

لِلسُّنَّنِ، وَزُهدًا في النَّوَافِلِ، وَغَفلَةً شَنِيعَةً عَنِ الدُّعَاءِ، وَهَجرًا طَوِيلاً لِلقُرآنِ،

وَقَبضًا لِلأَيدِي عَنِ الإِنفَاقِ في سَبِيلِ اللهِ، وإحجاماً عَن قَضَاءِ الحَاجَاتِ

وَتَفرِيجِ الكُرُبَاتِ.

فَهَل هَذِهِ هِيَ حَالُ الشَّاكِرِينَ المُدرِكِينَ لأَهَمِّيَّةِ بُلُوغِ هَذَا الشَّهرِ الكَرِيمِ؟

في الصحيحين عَنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعبَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَامَ النَّبيُّ –

صلى الله عليه وسلم - حَتَّى تَوَرَّمَت قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصنَعُ هَذَا وَقَد غُفِرَ

لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ:

(( أَفَلا أَكُونُ عَبدًا شَكُورًا؟)).



هذا هو الشُّكرُ الحَقِيقِيُّ عند نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فالشكرُ لَيسَ

مُجَرَّدَ أقوالٍ باللسان، وحُرُوفٌ تُرَدِّدُهَا الشَفَتَانِ، بَل قِيَامٌ طَوِيلٌ وَقُنُوتٌ، وَتَبَتُّلٌ

وَرُكُوعٌ وَسُجُودٌ، وَقِرَاءَةٌ وَذِكرٌ وَدُعَاءٌ، وَتَعَبٌ في طَاعَةِ اللهِ وَنَصَبٌ،

﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾.

نسأل الله جل وعلا أن يبلغنا شهر رمضان،

وأن يوفقنا وجميع المسلمين إلى البر والتقوى والعمل الذي يرضى.

واعلموا عباد الله أن الله قد أمركم بالصلاة والسلام على رسول الله فقال:

﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ

وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين