المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6084


حور العين
02-25-2024, 01:28 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم

واقع الاستعداد لرمضان

الاستعدادُ لرمضانَ عند كثير من الناس هو استعدادٌ استهلاكيٌّ بحت، فترى

الناسَ يتهافتون على الأسواق عند اقترابِ الشَّهر وبعد دخولِه، ويشترون

الأطعمةَ من كلِّ صنف ولَون، ويعدُّون موائدَ إفطارٍ عامرة، ينتهي المطافُ

بمعظمها في حاويات القمامةِ؛ وكل ذلك بسبب ضعفِ إيمانهم، وضعفهم أمام

أنفسِهم وشهواتهم، وبسبب تلك المنتجاتِ الاستهلاكية المغرية التي يقدِّمُها

التُّجار في هذا الشهر، والعروض والتخفيضات التي تتمُّ عليها، فإن شهرَ

رمضان عند هؤلاء هو شهرُ المبيعات العالية، والمكاسبِ التجارية الكبيرة،

يَبُثُّون في الأسواق عند دخول رمضان منتجاتٍ استهلاكيةً لا نراها إلا فيه!

ويعملون بكامل نشاطِهم، ويُقدِّمون كلَّ ما لديهم من مُغرِيات وملذَّات.

إذا كانت شياطينُ الجنِّ تُصفَّد في رمضان، فشياطينُ الإنس حاضرةٌ تعملُ

بعملها، وتنوبُ عنها، فشياطين الفضائيات والمسلسلات، والأفلام

والمسرحيات، والدعايات والمتاجر، والمقاهي والمولات –

جميعهم يتربَّصون بذلك الصائمِ، ويكيدون له، ويحاولون النَّيلَ منه.

لماذا لا نكُفُّهم، ونتصدَّى لهم، ونحاربهم؟

لماذا نمكِّنُهم من أنفسنا وبيوتنا، ونسمحُ لهم بأن يُفسدوا علينا هذا الشهرَ

الفضيل، وأن يَحرِمونا من بركته وفضلِه؟

لماذا لا يكونُ الكمُّ الاستهلاكيُّ في رمضان أقلَّ من سائرِ أشهرِ السَّنة، لا أن

يكونَ العكس؟



أليس من مقاصد الصيامِ تهذيبُ النفسِ وترقيتها، وكبحُ جماح الشَّهوات؟

أصبح رمضان عند بعضِهم غنيمةً لملء البطون بالملذَّات،

لا لملء الصحيفةِ بالحسنات.

والله المستعان.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين