تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6181


حور العين
06-20-2024, 12:43 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم

قصة زمزم

أخرج البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس

رضي الله عنهما: أول ما اتخذ النساء المِنْطَق من قِبَل أم إسماعيل، اتخذت

منطقًا لتُعَفِّي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي

ترضعه، حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد،

وليس يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعها هناك، ووضع عندهما جرابًا فيه

تمر وسِقاء فيه ماء، ثم قَفَّىَ إبراهيم منطلقًا فتبعته أم إسماعيل، فقالت:

يا إبراهيم أين تذهب؟ وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟

فقالت له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال:

نعم. قالت: إذًا لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنيَّة

حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعاء بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال:

﴿ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا

لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ

لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37].


وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفد ما

في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى- أو قال: يَتَلَبَّطُ

فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض إليها،

فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدًا؟ فلم تر أحدًا، فهبطت

من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان

المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها؛ فنظرت هل ترى

أحدًا؟ فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات.



قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فَذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا،

فلَمَّا أَشْرفَتْ علَى المرْوةِ سَمِعتْ صَوْتًا، فَقَالَتْ: صَهْ- تُرِيدُ نَفْسهَا- ثُمَّ

تَسمَّعَتْ، فَسمِعتْ أَيْضًا فَقَالتْ: قَدْ أَسْمعْتَ إِنْ كَانَ عِنْدكَ غِوَاثٍ، فَإِذَا هِي

بِالملَكِ عِنْد موْضِعِ زمزَم، فَبحثَ بِعقِبِهِ أَوْ قَال بِجنَاحِهِ حَتى ظَهَرَ الماءُ،

فَجعلَتْ تُحوِّضُهُ وَتَقُولُ بِيدِهَا هَكَذَا، وجعَلَتْ تَغْرُفُ المَاءَ في سِقَائِهَا وهُو يَفُورُ ".



قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ

تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ المَاءِ - لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا، قَالَ:

فَشَرِبَتْ وَأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا فَقَالَ لَهَا الْمَلَكُ: لَا تَخَافُوا الضَّيْعَةَ فَإِنَّ هَاهُنَا بَيْتَ اللَّهِ

يَبْنِي هَذَا الْغُلَامُ وَأَبُوهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَهْلَهُ، وَكَانَ البَيْتُ مُرْتَفِعًا مِنَ الأَرْضِ

كَالرَّابِيَةِ، تَأْتِيهِ السُّيُولُ، فَتَأْخُذُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ بِهِمْ

رُفْقَةٌ مِنْ جُرْهُمَ ".



فهذه نشأة هذا الماء المبارك الشريف في حرم الله الآمن بواسطة ملك من

ملائكة الرحمن، فما أبركه من ماء في بلد حرام، وعلى ماء زمزم قامت حياة

الناس في مكة، وعمرت سنين مديدة، ثم شاء الله أن اندرست معالم زمزم

وخفى موضعها على الناس، حتى شاء الله وقدر أن يجرى هذا الماء المبارك

مرة أخرى على يدي عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي

حفرها مرة أخرى بعد اندراس معالمها.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين