المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6183


حور العين
06-22-2024, 01:00 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم


فضل ماء زمزم (02)





4- ماء زمزم طعام طعم:

فقد أخرج الإمام مسلم عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه في خبر إسلامه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر:رضي الله

عنه"مَتَى كُنْتَ هَا هُنَا؟" قَالَ: قُلْتُ: قَدْ كُنْتُ هَا هُنَا مُنْذُ ثَلاَثِينَ، بين لَيْلَةٍ

وَيَوْمٍ، قَاَلَ صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ كَاَنَ يُطْعِمُكَ؟"، قَالَ: قُلْتُ: مَاَ كَانَ لِيَ

طَعَامٌ إلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حتى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، وَمَا أَجِدُ عَلىَ

كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ ؛ قال صلى الله عليه وسلم:

" إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْم...."؛ الحديث،

وأخرج البزار والطبراني في الكبير والصغير من حديث أبي ذر

رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"زمزم طعام طعم، وشفاء سقم"؛ (صحيح الجامع 3572).

-

وأخرج الطبراني في الكبير عن أبي الطُّفَيْل

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

"كنا نُسَمِّيها شَبَّاعةً، يعنى زمزم، وكنا نجدها نعم العَوْنِ على العيال"؛

(الصحيحة: 2685)، وقول ابن عباس - رضى الله عنهما -: "وكنا نجدها

نعم العون على العيال"، يوضِّحه قول أبيه العباس بن عبد المطلب؛ حيث

قال: تنافس الناس في زمزم في الجاهلية، حتى إن كان أهل العيال يغدون

بعيالهم، فيشربون، فيكون صبوحا لهم، وقد كنا نعدها عونًا على العيال.



5- ماء زمزم شفاء سقم:

مر بنا في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"زمزم مباركة، أنها طعام طعم، وشفاء سقم".



وأخرج ابن حبان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام

الطعم وشفاء السقم"؛ (صحيح الجامع: 3322).



ومما يدل على أن ماء زمزم شفاء من الأمراض والأسقام ما رواه الترمذي

والبخاري في الكبير من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الأداوى والقِرب،

وكان يصب على المرضي ويسقيهم"؛ (الصحيحة: 883).

-

يقول عباد بن عبد الله بن الزبير: لما حج معاوية حججنا معه، فلما طاف

بالبيت صلى عند المقام ركعتين، ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا، فقال:

انزع لي منها دلوًا يا غلام، قال: فنزع له دلوًا، فأتى به فشرب وصبَّ على

رأسه ووجهه وهو يقول: "زمزم شفاء، وهي لما شُرب له"؛ (قال الحافظ

ابن حجر-رحمه الله-: إسناده حسن مع كونه موقوفًا).

- ويقول ابن القيم -رحمه الله -: وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء

زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرئت بإذن الله،

وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبًا من نصف شهر أو أكثر، ولا

يجد جوعًا، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني، أنه ربما بقي عليه أربعين

يومًا، وكان له قوة يجامع بها أهله، ويصوم ويطوف مرارًا؛

(زاد المعاد:3/406) (الطب النبوي صـــ393).



وقال أيضًا كما في زاد المعاد:4/ 178: ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه،

وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، أي: بفاتحة الكتاب، أخذ شربه من

ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارًا، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم

صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع؛ اهـ.



6- التضلع من ماء زمزم مفارقة عن المنافقين:

فقد أخرج ابن ماجه والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ مَاَءِ زَمْزَمَ"؛

صححه الشيخ عبد الله بن حمد الحميدان في تحقيق المستدرك،

وضعفه الألباني في الإرواء: 4 /328، وفي ضعيف الجامع: 22



قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع: 7 /379:"

وذلك لأن ماء زمزم ليس عذبًا حلوًا، بل يميل إلى الملوحة، والإنسان المؤمن

لا يشرب من هذا الماء الذي يميل إلى الملوحة إلا إيمانًا بما فيه من البركة،

فيكون التضلع منه دليلًا على الإيمان".



7- ماء زمزم غسل بها قلب النبي صلى الله عليه وسلم:

من الأمور الدالة على فضل ماء زمزم أن الله عز وجل اختار هذا الماء ليغسل

به صدر النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء والمعراج لملاقاة ربه

عز وجل، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه يحدث

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فُرِجَ سَقْفِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ

عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ،

مُمْتَلِئ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ إِلَى

السَّمَاءِ الدُّنْيَا..."؛ الحديث؛ قال السهيلي -رحمه الله-: لما كانت زمزم هزمة

جبريل روح القدس لأم إسماعيل جد النبي صلى الله عليه وسلم، ناسب أن

يغسل بمائها عند دخول حضرة القدس ومناجاته.



8- ماء زمزم يتحف به الضيفان، ويحمله الركبان:

- روى مجاهد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كان إذا نزل به ضيف

أتحفه من ماء زمزم، ولا أطعم قومًا طعامًا إلا سقاهم من ماء زمزم".

-

وأخرج الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم: "ابن السبيل أول شارب"؛ يعني: من زمزم؛ (صحيح الجامع: 44).

-

وأخرج البيهقي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم؛

يعني خارج مكة"؛ (الصحيحة: 883).



وأخرج البيهقي بسند جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل - وهو

في المدينة قبل أن تفتح مكة - إلى سهيل بن عمرو أن أَهدِ لنا من ماء زمزم

ولا تترك، فيبعث إليه بمزادتين.



قال أحدهم:

يا طيب زمزم مطعمًا أو مشربًا

تهفو لورد نعيمه الأرواحُ

جبريل أطلقه بهزِّ جناحه

فإذا به مسترسل ينداحُ

الله أودعه عناصر رُكِّبت

فيه يُحارُ بكنهها الشُّراحُ

فتضلعوا من مائه وادْعوا فقد

جاءت أحاديث بذاك صحاحُ
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين