تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الكبر والعجب من مساوئ الأخلاق


حور العين
07-08-2024, 01:15 PM
من:الأخت / أم لـؤي
الكبر والعجب من مساوئ الأخلاق


خلقان من مساوئ الأخلاق إن لم يكونا أسوأها على الإطلاق، فهما يسلبان الفضائل،
ويكسبان الرذائل، وليس لمن استوليا عليه إصغاء لنصحٍ ولا قبولٍ لنفع، وهما عنوان الذبول وبداية الأفول.

وإذا تكبر العبد جَلَّ بنفسه عن رتبة المتعلمين، وإذا أُعجب استكثر فضله عن استزادة المتأدبين،
فأكسبَ ذلك الذمَّ، وأوجب من الناس على صاحبه اللومَ.

والكبر يكسب مقت الإنسان، ويوغر صدر الإخوان، ويلهي عن التألف، فإن القلوب مجبولة على بغض من يتكبر عليها.

قال أحد الحكماء (أردشير بن بابك): ما الكبر إلا فضلُ حُمق لم يدر صاحبه أين يذهب به، فصرفه إلى الكبر.

نظر مطرف بن عبد الله بن الشخير إلى المهلب بن أبي صفرة وعليه حلة يسحبها ويمشي الخيلاء،
فقال: يا أبا عبد الله، ما هذه المشية التي يبغضها الله ورسوله؟ فقال المهلب. أما تعرفني؟
فقال: بل أعرفك، أوَّلُك نطفة مذرة، وأخرك جيفة قذرة،
وحشوك فيما بين ذلك بول وعذرة. فأخذ ابن عوف هذا الكلام ونظمه شعرًا فقال:

عجبت من معجبٍ بصورته.... وكان بالأمس نطـفة مـذرة

وفي غدٍ بعد حسن صـورته.... يصير في اللحد جيفة قذرة

وهــو على تيـهه ونخــوتــه.... ما بين ثوبيه يحمل العذرة

قال ابن المعتز: لما عرف أهل النقص حالَهم عند ذوي الكمال استعانوا بالكبر ليعظِّم صغيرًا،
ويرفع حقيرًا، وليس بفاعل.

وقيل: ليس إلى ما يكسبه الكبر من المقت حدٌّ، ولا إلى ما ينتهي إليه العُجب من الجهل غاية،
حتى إنه ليطفئ من المحاسن ما انتشر، ويسلب من الفضائل ما اشتهر، وناهيك بسيئة تحبط كل حسنة،
وبمذمة تهدم كل فضيلة، مع ما يثيره من حنق، ويكسبه من حقد.