تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6197


حور العين
07-08-2024, 01:24 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم

التحذير من المال الحرام



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:



فإن معرفة الحلال والحرام فرضٌ على كل مسلم بالغ عاقل، وذلك بسؤال

العلماء، ليكون على بصيرة من أمور دينه حتى لا يقع في المحظور، ويخالف

أحكام الشريعة الإسلامية، إن اكتساب المال الحرام له آثار خطيرة على

المسلم في الدنيا ويوم القيامة؛ فأقول وبالله تعالى التوفيق:



تعريف المال الحرام:

المقصود بالمال الحرام: هو المال الذي اكتسبه المسلم بطريقة نهى عنها الله

تعالى في القرآن الكريم، أو نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم،

في سُنَّتِهِ المباركة.



وصية ربانية بالتحذير من المال الحرام:

قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا

أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾

[النساء: 29].



• (الباطل): اسم جامع لكل ما لا يحل في الشرع؛ كالربا، والغصب، والسرقة،

والخيانة، وكل محرَّم جاء الشرع به.



• قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أن

يأكلوا أموال بعضهم بعضًا بالباطل؛ أي: بأنواع المكاسب التي هي غير

شرعية، كأنواع الربا والقِمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف

الحيل"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 2، ص: 268].



• قال الإمام الذهبي رحمه الله: "الأكل بالباطل على وجهين؛ أحدهما: أن

يكون على جهة الظلم نحو الغصب والخيانة والسرقة، والثاني: على جهة

الهزل واللعب كالذي يُؤخَذ في القِمار والملاهي ونحو ذلك"؛

[الكبائر، للذهبي، ص: 118].



قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ

نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10].



• قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "إذا أكلوا أموال اليتامى بلا سبب، فإنما

يأكلون نارًا تأجَّج في بطونهم يوم القيامة"؛

[تفسير ابن كثير، ج: 2، ص: 222].



• قال الإمام السدي رحمه الله: "إذا قام الرجل يأكل مال اليتيم ظلمًا، يُبعَث

يوم القيامة ولهبُ النار يخرج من فيه، ومن مسامعه، ومن أذنيه وأنفه

وعينيه، يعرفه من رآه يأكل مال اليتيم"؛

[تفسير الطبري، ج: 6، ص: 454].



قال الله تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ *

وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ

عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 1 - 6].



قوله تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ [المطففين: 1]: هو الوادي الذي يسيل من

صديد أهل جهنم في أسفلها للذين ينقصون الناس، ويبخسونهم حقوقهم في

مكاييلهم إذا كالوهم، أو موازينهم إذا وزنوا لهم عن الواجب لهم من الوفاء؛

[تفسير الطبري، ج: 24، ص: 185].


• قال الشيخ السعدي رحمه الله: "إذا كان هذا الوعيد للذين يبخسون الناس

بالمكيال والميزان، فالذي يأخذ أموالهم قهرًا أو سرقةً، أولى بهذا الوعيد من

المطففين"؛ [تفسير السعدي، ص: 915].

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين