حور العين
07-26-2024, 01:47 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
باب فضل الجوع وخشونة العيش(11)
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: والله الذي لا إله إلا هو، إن كنت
لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من
الجوع. ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر بي النبي –
صلى الله عليه وسلم -، فتبسم حين رآني، وعرف ما في وجهي وما في
نفسي، ثم قال: «أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق» ومضى
فاتبعته، فدخل فاستأذن، فأذن لي فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال: «من أين
هذا اللبن؟» قالوا: أهداه لك فلان - أو فلانة - قال: «أبا هر» قلت: لبيك يا
رسول الله، قال: «الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي» قال: وأهل الصفة
أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، وكان إذا أتته
صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم،
وأصاب منها، وأشركهم فيها. فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة! كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاءوا
وأمرني فكنت أنا أعطيهم؛ وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن. ولم يكن من
طاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بد، فأتيتهم فدعوتهم،
فأقبلوا واستأذنوا، فأذن... لهم وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: «أبا هر»
قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «خذ فأعطهم» قال: فأخذت القدح، فجعلت
أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب
حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم،
وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال:
«أبا هر». قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «بقيت أنا وأنت» قلت: صدقت يا
رسول الله، قال: «اقعد فاشرب» فقعدت فشربت، فقال «اشرب» فشربت، فما
زال يقول: «اشرب» حتى قلت: لا، والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا! قال:
«فأرني» فأعطيته القدح، فحمد الله، وسمى وشرب الفضلة. رواه البخاري.
الشرح:
في هذا الحديث من الفوائد: استحباب الشرب من قعود. وفيه: معجزة عظيمة
من علامات النبوة. وفيه: جواز الشبع. وفيه: أن كتمان الحاجة والتلويح بها
أولى من إظهارها. وفيه: كرم النبي - صلى الله عليه وسلم - وإيثاره على
نفسه، وأن ساقي القوم آخرهم شربا. وفيه: استحباب الحمد على النعم
والتسمية عند الشرب.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
حديث اليوم
باب فضل الجوع وخشونة العيش(11)
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: والله الذي لا إله إلا هو، إن كنت
لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من
الجوع. ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر بي النبي –
صلى الله عليه وسلم -، فتبسم حين رآني، وعرف ما في وجهي وما في
نفسي، ثم قال: «أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «الحق» ومضى
فاتبعته، فدخل فاستأذن، فأذن لي فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال: «من أين
هذا اللبن؟» قالوا: أهداه لك فلان - أو فلانة - قال: «أبا هر» قلت: لبيك يا
رسول الله، قال: «الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي» قال: وأهل الصفة
أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، وكان إذا أتته
صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم،
وأصاب منها، وأشركهم فيها. فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة! كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاءوا
وأمرني فكنت أنا أعطيهم؛ وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن. ولم يكن من
طاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بد، فأتيتهم فدعوتهم،
فأقبلوا واستأذنوا، فأذن... لهم وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: «أبا هر»
قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «خذ فأعطهم» قال: فأخذت القدح، فجعلت
أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب
حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم،
وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال:
«أبا هر». قلت: لبيك يا رسول الله، قال: «بقيت أنا وأنت» قلت: صدقت يا
رسول الله، قال: «اقعد فاشرب» فقعدت فشربت، فقال «اشرب» فشربت، فما
زال يقول: «اشرب» حتى قلت: لا، والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا! قال:
«فأرني» فأعطيته القدح، فحمد الله، وسمى وشرب الفضلة. رواه البخاري.
الشرح:
في هذا الحديث من الفوائد: استحباب الشرب من قعود. وفيه: معجزة عظيمة
من علامات النبوة. وفيه: جواز الشبع. وفيه: أن كتمان الحاجة والتلويح بها
أولى من إظهارها. وفيه: كرم النبي - صلى الله عليه وسلم - وإيثاره على
نفسه، وأن ساقي القوم آخرهم شربا. وفيه: استحباب الحمد على النعم
والتسمية عند الشرب.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين