حور العين
07-27-2024, 03:56 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
احذر أن تهرف بما لا تعرف
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾
[النساء: 83].
تأمل قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ.... ﴾،
لتعلم أن بعض الناس لا يَميز صحيح الكلام من فاسده، ولا حسنه من رديئه،
يلقي الكلام على عواهنه، ولا يتدبر ما فيه، ولا ما يترتب عليه، فيفسد من
حيث لا يشعر، ويُسيء ويَحسَب أنه يُحسن صنعًا، وبعضهم يعتذر بأنه ما قال
إلا ما سمع، ونسي أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا
أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»[1].
وقد ينقل الكفر البواح، والشرك الصريح،
ولا يدري أنه شريك لقائله الأول بنشره بين الناس.
وقد ينقل الفاحشة ويرغب في الرذيلة بما تفوَّه به وإن كان لا يقصد،
﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا
وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15].
وقد ينقل كلامًا عن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أنه لا يصح، ثم يقول
معتذرًا: والعهدة على الراوي، ولم يدر المسكين أن دخل في عداد الكذابين،
وليس أي كذب، بل كذب يوجب النار؛ فعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ»[2].
عَنِ المُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[3].
وقد ينقل كلامًا فيكون سببًا في سفك الدماء وإزهاق الأرواح، ونَسِيَ أن من
أعان على قتل مسلم ولو بكلمة كان شريكًا في قتله، وقد ينقل كلمة سمعها
بلا تثبت فيروع الآمنين، ويكدر صفوهم، وقد ينقل كلمة فيقطع بها حبال
المودة والألفة، ويعمل عمل السحر في التفريق بين المجتمعين، ونثر بذور
العداوة بين المتحابين؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إ
ِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ»[4].
فاحذر أن تَهرِف بما لا تعرِف، أو تتحدث بكل ما سَمعت، فتُسيء وأنت تحسَب
أنك تُحسن، وتُفسد وأنت تظن أنك من المصلحين.
[1] رواه مسلم- المقدمة، بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سُمِعَ، حديث رقم: 5
[2] رواه أحمد- حديث رقم: 18184،
والطبراني- حديث رقم: 1020، بسند صحيح
[3] رواه البخاري- كتَاب الْجَنَائِزِ، بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ،
حديث رقم: 1291، ومسلم- المقدمة، بَابٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْكَذِبِ
عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديث رقم: 4
[4] رواه مسلم- كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ، بَابُ تَحْرِيمِ النَّمِيمَةِ، حديث رقم: 2606
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
درس اليوم
احذر أن تهرف بما لا تعرف
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾
[النساء: 83].
تأمل قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ.... ﴾،
لتعلم أن بعض الناس لا يَميز صحيح الكلام من فاسده، ولا حسنه من رديئه،
يلقي الكلام على عواهنه، ولا يتدبر ما فيه، ولا ما يترتب عليه، فيفسد من
حيث لا يشعر، ويُسيء ويَحسَب أنه يُحسن صنعًا، وبعضهم يعتذر بأنه ما قال
إلا ما سمع، ونسي أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا
أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»[1].
وقد ينقل الكفر البواح، والشرك الصريح،
ولا يدري أنه شريك لقائله الأول بنشره بين الناس.
وقد ينقل الفاحشة ويرغب في الرذيلة بما تفوَّه به وإن كان لا يقصد،
﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا
وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15].
وقد ينقل كلامًا عن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أنه لا يصح، ثم يقول
معتذرًا: والعهدة على الراوي، ولم يدر المسكين أن دخل في عداد الكذابين،
وليس أي كذب، بل كذب يوجب النار؛ فعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ»[2].
عَنِ المُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[3].
وقد ينقل كلامًا فيكون سببًا في سفك الدماء وإزهاق الأرواح، ونَسِيَ أن من
أعان على قتل مسلم ولو بكلمة كان شريكًا في قتله، وقد ينقل كلمة سمعها
بلا تثبت فيروع الآمنين، ويكدر صفوهم، وقد ينقل كلمة فيقطع بها حبال
المودة والألفة، ويعمل عمل السحر في التفريق بين المجتمعين، ونثر بذور
العداوة بين المتحابين؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إ
ِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ»[4].
فاحذر أن تَهرِف بما لا تعرِف، أو تتحدث بكل ما سَمعت، فتُسيء وأنت تحسَب
أنك تُحسن، وتُفسد وأنت تظن أنك من المصلحين.
[1] رواه مسلم- المقدمة، بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْحَدِيثِ بِكُلِّ مَا سُمِعَ، حديث رقم: 5
[2] رواه أحمد- حديث رقم: 18184،
والطبراني- حديث رقم: 1020، بسند صحيح
[3] رواه البخاري- كتَاب الْجَنَائِزِ، بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ النِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ،
حديث رقم: 1291، ومسلم- المقدمة، بَابٌ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْكَذِبِ
عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديث رقم: 4
[4] رواه مسلم- كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ، بَابُ تَحْرِيمِ النَّمِيمَةِ، حديث رقم: 2606
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين