تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معركه مع الشيطان


حور العين
07-31-2024, 01:39 PM
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
معركه مع الشيطان

من أهم العوائق التي تعيق السائر في الطريق إلى الله؛ عــائق الشيطـان..
ولكننا لا نفقه حقيقة معركتنا مع هذا العدو بشكلٍ صحيح..

فبعض الناس يعتقد إن الأمر يسير؛ لأن كيد الشيطان ضعيــف فيكتفي بمجرد الاستعاذة منه..
والبعض الآخر يستسلم للشيطان، ويظن إنه لابد أن يكون له نصيبًا في جميع أعماله.

والأمر بين هذا وذاك.. فعلينا أن نتعرَّف على طبيعة معركتنــا مع الشيطان والعقبات التي سيضعها في طريقنا؛
كي نتخذ الإحتياطات اللازمة لتجـاوز تلك العقبات والفوز بالمعركة..

حقائق ثابتة في معركتنا مع الشيطان

الحقيقة الأولي: عداوة الشيطان عداوة ثـابتة..

فالشيطان عدوٌ حسودٌ حاقدٌ بطبعه، يسعى ليُفْسِد عليك حالك والتخلُّص منك بأي طريقة..
وإذا وجدك على طاعة الرحمن اشتد غيظه، وأخذ في ترقب أي فرصة لينفث سمومه في قلبك ويُفْسِده.

يقول الله تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}
[فاطر: 6]

فالله عزَّ وجلَّ يأمرنا بأن نتخذ الشيطان عدوًا، ومن لم يتخذه عدوًا وتعايش معه تعايشًا سلميًا يأثم بذلك..
فعلينا جميعًا أن نتوب الآن من عدم اتخاذنا الشيطان عدوًا.

والشيطان داعٍ إلى جهنــم.. فهو حريص على غواية بني آدم، لذلك لا يأمرهم
إلا بالشر ولا يعدهم إلا باليــأس والقنوط من رحمة الله عزَّ وجلَّ..

كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ "، قَالُوا:
وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ " وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ "
[صحيح مسلم]..

وهذا العدو يتربص بك في كل لحظــة.. عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ "
إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ.. " [صحيح مسلم]

الحقيقة الثانية: لزوم الاحتراس منه؛ لأنه سيقعد لك على كل صراطٍ مستقيم..

وهذا مصداقًا لقول الله سبحانه وتعالى على لسان الشيطان {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}
[الأعراف: 16]

فالشيطان قاعدٌ لك على كل خطوة تخطوها في الطريق إلى الله عزَّ وجلَّ؛ فينبغي ألا تستهين بعداوته..

وقد أوضح لنا الله تعالى الداء والدواء في قوله تعالى علي لسان إبليس
{ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
[الأعراف: 17]