المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصداقه كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب


حور العين
08-18-2024, 03:30 AM
من : الأخت الزميلة / غرام الغرام
قصه وعبره .. الصداقه كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب

كان فيما مضى شاب ثري ثراءً عظيماً، وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت
وكان الشاب كريم حد كرم حاتم، يغدق على أصدقائه دون كلل أو تذمر او ملل،
وهم بدورهم يجلونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له
ولكن وهذا هو حال الدنيا
دارت الأيام دورتها ،ومات الوالد وافتقرت العائلة افتقاراً شديداً، فسبحان الدائم على الدوام،
وعندها تذكر الشاب أصدقاء رخائه واصبح يبحث عنهم ، وتذكر أعز صديق له
كان يكرمه ويغدق عليه كثيرا ، وكان أكثرهم مودة وقرباً منه ، وقد تحول حاله وأثرى ثراء لا يوصف،
وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال، فتوجه إليه عسى أن يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح الحال
فلما وصل باب القصر الكبير استقبله الخدم والحشم، فذكر لهم صلته بصاحب القصر
وما كان بينهما من مودة قديمة، وعندها ذهب الخدم فأخبروا صديقه بذلك فنظر إليه من
خلف ستار، ليرى شخصاً رث الثياب عليه آثار الفقر والحاجة
فلم يرض بلقائه وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد لهذا اليوم
فهو مشغول بما هو أهم واكبر من ذلك..
خرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها ، وما اصعبها من لحظة، خرج يتألم على الصداقة
كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيداً عن الوفاء، وتساءل عن الضمير
كيف يمكن أن يموت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض
وإن المعروف قد لا يثمر حتى في أقرب الناس اليك.
وبين تفكير وحيرة ، وهو يتجول في الأسواق ذات يوم صادف ثلاثة من الرجال عليهم أثر الغريب
وكأنهم يبحثون عن شخص معين
فقال لهم ما أمر القوم، قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان، وذكروا اسم والده.
فقال لهم إنه أبي وقد مات منذ زمن عليه رحمة الله، فقالو له وكأننا وجدنا ضالتنا المنشودة،
وذكروا أباه بكل خير، وتحدثوا عن كرم أخلاقه وطيب معدنه، وقالوا إن أباك كان يتاجر بالجواهر
وله عندنا قطع نفيسة من المرجان والذهب، كان قد تركها عندنا أمانة،
وأخرجوا كيساً كبيراً قد ملئ بذلك ،فدفعوه إليه ورحلوا والدهشة تعلوه ،وهو لا يصدق ما يرى ويسمع ..

ولكن