المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطاب الله جل جلاله للمؤمنين 25


adnan
01-19-2013, 07:29 PM
الأخ / مصطفى آل حمد

خطاب الله جل جلاله للمؤمنين 25


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) }

الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم،
ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
إحباط العمل يكون بمخالفته للقرآن و السنة:

أيها الأخوة الكرام

مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا، آية اليوم:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ(33) }
( سورة محمد)
أحياناً عملك بأكمله جملة وتفصيلاً يبطل، هذا اسمه إحباط العمل،
قد يكون العمل مقبولاً لكن وراءه نوايا ليست طيبة، وقد يكون غير مقبول،
يحبط العمل إذا كان مخالفاً للسنة، مخالفاً للقرآن،
ويحبط العمل لو كان مقبولاً عند الناس إذا لم تكن وراءه نية
خالصة لله عز وجل.
حالات إحباط العمل في القرآن الكريم كثيرة منها:

1 ـ أن تكره ما أنزل الله :
لكن القرآن فصّل في حالات يحبط العمل ويلغى كلياً، من هذه الحالات
قال تعالى :

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(9) }
(سورة محمد)

إن رأيت حكماً قرآنياً، أو سنة نبوية مكروهة عندك لم تعجبك ليتها لم تكن،
ليت الحجاب لم يكن في الإسلام، ليت الاختلاط مسموح به مثلاً،
إذا رأيت حكماً شرعياً أمراً، نهياً، تمنيت ألا يكون، كرهته،
وجدته عبئاً عليك، وجدته يعيق حركتك في الحياة،
لم تعتقد أن الله كماله مطلق، وأن هذه الموانع لمصلحتك،
تماماً كالمكبح في السيارة، السيارة صنعت لتسير ولكن المكبح عقائدياً
يتناقض مع علة صنعها، المكبح يوقفها ولكن يوقفها لسلامتها،
أنت حين ترى لوحة كتب عليها حقل ألغام ممنوع التجاوز
هل تحقد
على واضع هذه اللوحة أم تشكره ؟
هل ترى هذه اللوحة قيداً لحريتك أم ضماناً لسلامتك ؟
فلمجرد أن تكره ما أنزل الله، ما حكم الله به، ما أمر به، ما نهى عنه،
ما أمر به نبيه، فأنت لا تعرف الله ولا تعرف كماله المطلق،
ولا تعرف أنه خلقك لجنة عرضها السماوات والأرض ثمنها هذا الانضباط:

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(9) }
(سورة محمد)

هذه:

{ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) }
( سورة محمد)

( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ
بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا،
قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ،
وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ،
قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ،
وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا )

[ ابن ماجه عن ثوبان مولى رسول الله صل الله عليه وسلم ]

{ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }

2 ـ أن تتبع ما أسخط الله:

المحبط الثاني:

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(28) }
(سورة محمد)
أن تتعاون مع عدو الأمة هذا شيء يغضب الله، أن تدل الطرف الآخر
على عورات المسلمين هذا شيء يغضب الله، ألا تكون وفياً لأمتك، لدينك،
لهذا الدين العظيم، أن تتعاون مع أعدائهم، هذا شيء يغضب الله:

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(28) }
(سورة محمد)
لم يعبؤوا برضا الله عز وجل، سيان فأحبط أعمالهم، يعني أعمالهم الطيبة
المقبولة عند الناس لا قيمة لها إطلاقاً، لأنه لم يفعلها ابتغاء مرضاة الله،
إذا كرهت حكماً قرآنياً، أو سنة نبوية، أو إذا كرهت رضوان الله،
والله الذي لا إله إلا هو مرة كنت في عقد قران وقام عالم تكلم كلمة
الذي قاله أعرفه والله ولكن كأنه ذكرني به قال:

( يا معاذ إني لأحبك )
[ النسائي عن معاذ بن جبل]
يقول عليه الصلاة والله إني لأحبك، هذا عطاء كبير أن يحبك رسول الله،
أن يحبك الله ، أن تتحرك في رضوان الله، صادق أمين، مصدر خير للناس،
تعطي مما زاد عن حاجتك، تؤنس الناس، تبتسم في وجوههم،
ترعى صغيرهم، تحترم كبيرهم، تقدر عالمهم، تنفق على فقيرهم،
هذه أعمال ترضي الله.

ما من إنسان إلا ويعلم بفطرته ما الذي يرضي الله و ما الذي يغضبه:
والله الذي لا إله إلا هو ما منا واحد إلا ويعلم بفطرته ما الذي يرضي الله،
يرضي الله أن تكرم زوجتك،
يرضي الله أن تربي أولادك،
يرضي الله أن تحسن إلى جيرانك،
يرضي الله أن تتقن عملك،
يرضي الله أن يكون السعر معتدلاً،
يرضي الله أن ترحم خلق الله،
يرضي الله أن تكون منصفاً،
يرضي الله أن تكون رحيماً،
بالفطرة نحن جميعاً نعلم الذي يرضي الله، ونعلم الذي يسخط الله:

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(28) }
(سورة محمد)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ(33) }
( سورة محمد)
السيدة عائشة رضي الله عنها حينما قالت :

( أبلغي زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم )

حدثني إنسان بائع خضراوات واضع نوع من الخضراوات، سعر الكيلو
ست ليرات جيدة جداً، وهناك بضاعة سيئة جداً الكيلو بليرتين،
فعبأ الكيس أربعة كيلو من النوع الجيد ثم غطى الكيس بصف واحد من
هذه الخضار السيئة فظنها البائع أنها كلها من النوع السيئ،
شيء مضحك هل تصدقون أنه ألغى صلاته وصيامه.
الله عز وجل فطر كل إنسان فطرة سليمة راقية جداً تكشف له
الخطأ من الصحيح:
لما أنت تغش مسلم،
لما تختلس مالاً حراماً،
لما توقع بين مسلمين،
لما تسبب طلاق زوجة وأنت تصلي،
هل تصدقون إنساناً يصلي ويكذب، يصلي ويحتال، يصلي ويغش المسلمين،
يصلي ويدلس، يصلي ويأخذ ما ليس له:

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(28) }
(سورة محمد)
أقسم لكم بالله مرة ثانية بفطرتك، بحسك من دون تعليم، من دون توجيه،
من دون لفت نظر، من دون إرشاد، تعرف الخطأ من الصواب،
القطة إن خطفت قطعة لحم تأكلها بعيداً عنك أدركت خطأها،
وإن أطعمتها هذه القطعة أكلتها أمامك، جرب، أطعم قطة قطعة لحم أما
إذا خطفتها تأكلها بعيداً عنك، تعرف الخطأ من الصواب،
أنت إنسان لا تقل لي لا أعرف، لا تقل ما أحد علمني، الله عز وجل فطرك
فطرة سليمة راقية جداً تكشف لك خطأك، والدليل:

{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) }
( سورة الشمس )

3 ـ أن تعجب بالكفار وتمشي على هديهم:

ثلاثة:

{ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا
فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ
وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(69) }
(سورة التوبة)
يعني أنت متعلق بالغرب، بعاداته، بتقاليده، يجب إذا فتحنا مؤسسة أن
نكسر زجاجة خمر عند افتتاحها تقليد غربي، مأخوذ بهذا التقليد،

كنت في بلد عربي أضخم فندق في البلد، أرقى الفنادق اشتراه إنسان ملتزم
فأتلف بسبعة ملايين جنيه الخمور في الفندق، هناك من أراد أن يسحب منه
الرخصة لأنه خالف قاعدة أوربية، فندق خمس نجوم يجب أن يكون فيه
الخمور، هذا الفندق الفخم جداً، الغالي جداً ألغى الخمر منه،
كأنه خالف قاعدة إلهية هناك من يفكر بسحب الرخصة منه الآن،
لأنه لا يوجد خمر، نحن بلاد إسلامية، لما أنت تتعلق بالغرب،
بأخطاء الغرب، بانحرافات الغرب، الاختلاط، بتقاليد الغرب، حبط عملك.

{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
( سورة فصلت )
لا يكفي وقال إنني من المسلمين.
المؤمن لا يستحي بدينه و لا يعجب بغيره:
لو فرضنا إنساناً كان في سفر، ووضعوا على الطاولة خمر، حرام طبعاً،
لكنه ما شرب يقول معي قرحة، لا، قل أنا مسلم،
هذا شراب محرم في الإسلام وضح، لماذا:

{ وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
جاءت وزيرة فاستقبلها نظيرها في بلد عربي وعنده مجموعة موظفين كبار،
أحد الموظفين ملتزم لم يصافحها فانزعج الوزير منه انزعاجاً كبيراً،
قال له: كانت ستأكلك لو صافحتها ؟
هناك دعوة على الغداء قال له لا تأتي، لم يتحمله،
هذه الوزيرة البريطانية على الغداء
قالت للوزير: عندك موظف ما صافحني أين هو ؟
انحرج قال لها: يمكن اعتذر،
قالت له: أتمنى أن ألتقي به فطلبه جاء، سألته لما لم تصافحني ؟
قال لها: أنا مسلم وفي ديني لا يجوز مصافحة امرأة أجنبية
وأنت امرأة أجنبية فالتفتت إلى الوزير
وقالت له : لو كنتم أمثال هذا لكنا تحت حكمكم.
لا تستحي بإسلامك، لا تستحي بدينك،
قل هذا حرام لا أفعله، لمجرد أن تلتفت للغرب، وأن تعجب به،
وأن تهيم حباً به، وأن تقلده في كل تفاصيل حياتك، يحبط العمل

4 ـ أن تصد عن سبيل الله:

الآن:

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى
لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) }
(سورة محمد)
الويل ثم الويل ثم الويل لمن كان في خندق معاد للدين،
هل تعلم من الطرف الآخر ؟ خالق السماوات والأرض،
هل تعلم من الطرف الآخر الذي بيده حياتك ورزقك وموتك ومرضك ؟
لذلك فكر بكل شيء إلا أن تكون بخندق معاد للدين :

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى
لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) }
(سورة محمد)