المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 6229


حور العين
09-02-2024, 01:47 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
حديث اليوم
باب فضل الجوع وخشونة العيش(29)

عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال أبو طلحة لأم سليم: قد سمعت صوت

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضعيفا أعرف فيه الجوع، فهل عندك من

شيء؟ فقالت: نعم، فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخذت خمارا لها، فلفت

الخبز ببعضه، ثم دسته تحت ثوبي وردتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذهبت به، فوجدت رسول الله –

صلى الله عليه وسلم -، جالسا في المسجد، ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال

لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أرسلك أبو طلحة؟» فقلت: نعم،

فقال: «ألطعام؟» فقلت: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«قوموا» فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته، فقال

أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس

وليس عندنا ما نطعمهم؟ فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى

لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

معه حتى دخلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هلمي ما عندك يا

أم سليم» فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففت،

وعصرت عليه أم سليم عكة فآدمته، ثم قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

ما شاء الله أن يقول، ثم قال: «ائذن لعشرة» فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم

خرجوا، ثم قال: «ائذن لعشرة» فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم

قال: «ائذن لعشرة» فأذن لهم. حتى أكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون

رجلا أو ثمانون. متفق عليه.



الشرح:

وفي رواية: فما زال يدخل عشرة، ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا

دخل، فأكل حتى شبع، ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها. وفي رواية:

فأكلوا عشرة عشرة، حتى فعل ذلك بثمانين رجلا، ثم أكل النبي –

صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك وأهل البيت، وتركوا سؤرا. وفي رواية:

ثم أفضلوا ما بلغوا جيرانهم. وفي رواية عن أنس، قال: جئت رسول الله –

صلى الله عليه وسلم - يوما، فوجدته جالسا مع أصحابه، وقد عصب بطنه،

بعصابة، فقلت لبعض أصحابه: لم عصب رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

بطنه؟ فقالوا: من الجوع، فذهبت إلى أبي طلحة، وهو زوج أم سليم بنت

ملحان، فقلت: يا أبتاه، قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عصب

بطنه بعصابة، فسألت بعض أصحابه، فقالوا: من الجوع. فدخل أبو طلحة

على أمي، فقال: هل من شيء؟ قالت: نعم، عندي كسر من خبز وتمرات، فإن

جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده أشبعناه، وإن جاء آخر معه

قل عنهم... وذكر تمام الحديث. في هذا الحديث: معجزة ظاهرة للنبي –

صلى الله عليه وسلم -. وفيه: فطنة أم سليم ورجحان عقلها. وفيه: استحباب

أكل صاحب الطعام وأهله بعد فراغ الضيفان، وإطعام جيرانهم. وفيه: جواز

تسمية زوج الأم أبا. وفيه: ما كان عليه الصحابة من الاعتناء بأحوال

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع ما هم فيه من ضيق العيش يومئذ.

وفيه: اجتزاؤهم بالقوت، وترك ما زاد عليه من شهوة النفس

وحظها رضي الله عنهم.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين