المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6230


حور العين
09-03-2024, 01:47 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
مُحبِطاتُ الأعمالِ (04)



9- ومن المحبِطات: قطيعة الرحم:

فقد جاء في الحديثٍ الحسنِ:

((إن الأعمال تُعرَض كل خميس وليلة الجمعة،

فلا يَقبَل اللهُ عملَ قاطعِ رحمٍ)).



وقاطعُ الرحمِ مستحِقٌّ لِلَّعنِ؛ كما قال الله تعالى:

﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *

أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].



10- ومن المحبِطات: ترك صلاة العصر:

فقد أمر الله عز وجل بالمحافظة على الصلوات الخمس عمومًا، وأكد على

صلاة العصر خصوصًا لأهميتها؛ فقال تعالى:

﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾

[البقرة: 238].



‏وفي صحيح البخاري عن بريدة رضي الله عنه،

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله)).



‏وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله)).



11- ومن المحبطات أيضًا: التألِّي على الله تعالى:

ففي صحيح مسلم عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألَّى

على ألَّا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك)).



12- ومن المحبطات أيضًا: المنَّان الذي يَمُنُّ بعطيته:

والمنُّ هو: ذكر النعمة على معنى التعديد لها والتقريع بها؛ مثل: أن يقول

المرء لآخر: قد أحسنت إليك وأعطيتك وما قصرت معك، أو يتحدث مع الناس

بما أعطى لفلان حتى يبلغ ذلك المُعطى فيؤذيه.



‏وترجع خطورة المنِّ أنه ينقص المال ولا ينال صاحبه أجرًا ولا حمدًا على

ذلك؛ ولذا فقد ذم الله تعالى هذا الفعل وأخبرنا أنه يحبط العمل؛ فقال تعالى:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ

النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ

وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا

وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 264]،

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما:

"أن المراد بالمَنِّ: المَنُّ على الله تعالى، والأذى: الأذى للفقير".



قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: "قال جمهور العلماء في هذه الآية: إن

الصدقة التي يعلم الله من صاحبها أنه يمنُّ أو يؤذي بها فإنها لا تقبل".



وقالوا: أكثر الناس خسارةً هو المَنَّان؛ لأنه يُقَدِّم لك ويَخْسَر، ثم يَمُنُّ عليك

ويَخْسَرُك، ولا يبقَى معه سوى الخسران!



‏وقد مدح الله سبحانه وتعالى وأثنى على المنفقين الذين يبذلون الخير ولا

يمنون على من أحسنوا إليهم، وينسون معروفهم في الدنيا راجين من الله

الأجر والثواب؛ كما قال تعالى:

﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى

لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾

[البقرة: 262].

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين