حور العين
09-17-2024, 01:50 PM
من:الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
حياة ما وراء البرزخ... ما هي، وما أسرارها،
وكيف سندخل هذا العالم العجيب؟ 2
فهنا عندما يقول الله تبارك وتعالى: (بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران:169]، ما معنى (يُرْزَقُونَ)؟
أيّ أنّ هناك رزق ماديّ ملموس.. ولكن نحن لا نشعر به ولا نعرفه.
ماذا أيضاً؟ ما هي خصائص هذه الحياة؟
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [آل عمران:169-170]،
إذاً هناك حياة.. وهناك رزق.. وهناك فرح.. وهناك استبشار.. سبحان الله!
نعيم ماديّ، ونعيم نفسيّ.. من خلال الفرح والاستبشار، والنَّعيم الماديّ من خلال الرِّزق.
إذاً هذا حال من يموت في سبيل الله.. ماذا عن حال المؤمن؟ وحال الكافر؟ وماذا عن حال المنافق مثلاً؟
(هنا نتعامل مع الزَّمن وليس مع المكان، منطقة زمنية) هناك منطقة اسمها البرزخ..
تسبقها منطقة يمكن أن نسميها غَمَرات الموت، هذه المنطقة هناك تبدأ لحظة الموت
ولكن قبل أن يموت الإنسان.. هناك حوارات تجري، هناك أحداث كثيرة جداً..
ثمَّ بعد ذلك يعبر الإنسان بنفسه وروحه منطقة البرزخ، تاركاً الجسد وراءه في الحياة الدنيا.
إذاً هذه المنطقة بالنِّسبة للإنسان الذي كفر بالله، وألحد، واستكبر، وفعل الذنوب والمعاصي وتحدَّى الخالق عزَّ وجلّ..
هل يُرسِل له الله ملائكة رحمة؟ أم ملائكة عذاب؟ بالمنطق نتحدث.. هل هذه الملائكة التي ستتوفّى هذا الكافر..
هل ستكون الوفاة مريحة لا يشعر بها؟ أم هناك ألم وعذاب وضرب وذلّ وهوان؟
طبعاً لكي نعرف دائماً نلجأ إلى القرآن الكريم.. القرآن الكريم فيه تعبير عجيب جداً (وَلَوْ تَرَى)،
هذا التَّعبير في الحقيقة إذا فكرت به يصوّر لك الحدث لو أنَّ الله أعطاك القدرة على رؤية الأحداث لكنت رأيت هذا المشهد.
الله تبارك وتعالى يقول: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) [الأنعام:93]، إذاً هذا الظَّالم الآن في غَمَرات الموت،
في منطقة عاصفة تَعصِف به الغَمْرة (الستر،الغطاء).. نقول غمرَته المياه أيّ غطّته المياه..
هناك ما يشبه الأغطية التي تحيط بهذا الميِّت وتغلّفه لا نراها نحن بأعيننا، لا نستطيع أن نخترق هذه الحُجب لرؤية ما يحدث، ولكنّ القرآن يحدّثنا.
يقول تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) [الأنعام:93]، الخطاب للنّبي صلّى الله عليه وسلّم ولكلّ مؤمن..
أيُّها النَّبي لو أنَّ الله أعطاك القدرة على أن ترى بعينك ماذا يحدث لهذا الكافر لحظة الموت فسوف ترى المشهد الآتي، ماهو المشهد؟
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ) [الأنعام:93]،
إذاً الملائكة تبسط أيديها.. والبسط هنا ليس مجرد أن تمدّ يدها.. بل باسطةٌ أيديها بالعذاب.. الملائكة تبسط أيديها بالعذاب..
نحن نعلم في قصة قابيل وهابيل.. عندما هدَّد قابيل أخوه هابيل بالقتل، ماذا قال له؟
قال: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [المائدة:28]،
إذاً القرآن يصوّر لنا بدقّة ما يحدث لهذا الظَّالم، (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ) [الأنعام:93]،
هذا تهديد من قِبل الملائكة لهذا الظالم.
تقول لهم هؤلاء الظّلمة: (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام:93]،
إذاً أيّها الملحد الظَّالم إذا كان لديك القوَّة أخرج نفسك من هذا العذاب.. هذا هو المعنى.
والقرطبيّ له أيضاً تفسير جميل لهذه الآية.. يقول إنَّ روح ونفس المؤمن تنشط للخروج للقاء ربِّها لما يرى من النَّعيم..
من نعيم الله ومن الجنَّة والرِّضوان.
بينما نفس الكافر تأبى.. لذلك كما قلنا في آية أخرى:
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا) [المؤمنون:90-91]،
يحاول أن يرجع إلى الدنيا لما يرى أمامه من العذاب.
وهنا أيضاً الملائكة تهدِّدهم وتقول: (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ) [الأنعام:93]،
فنفس الكافر كما يقول الإمام القرطبيّ رحمه الله.. تأبى الخروج،
لأنَّها ترى الأهوال، والعذاب.. عذاب الله سبحانه وتعالى أمامها، وترى شدّة الهوان والذلّ.. وبالتّالي يحاول هذا الظَّالم أن يرجع إلى الدنيا..
وتحاول نفسه أن تأبى الخروج، ولكن هذه الأنفس تزهق وتخرج وهي كارهة.. سبحان الله.
لذلك نجد أنّ المؤمن يحبُّ لقاء الله.. بينما الكافر يكره لقاء الله،
(مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت:5]، هذا الآية لمن موجهة؟
للمؤمنين.. وليس للكفّار، ولا للملحدين.. لأنّ الملحد عندما يرى حقيقة العذاب أمامه ويرى هذا المصير الأسود الذي ينتظره..
فإنَّه يحاول أن يعود إلى الدنيا ويهرب من هذه اللحظة.
ولكنَّ الملائكة ماذا تقول له: (الْيَوْمَ) [الأنعام:93]، أيّ ليس يوم القيامة بل اليوم.. لحظة الموت.. يوم موتك أيّها الظَّالم،
(الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ) [الأنعام:93]، أيّ عذاب الذلّ والهوان.. إهانة.. عذاب مع مهانة وذلّ،
(بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام:93].
نلخص هذه الحلقة بكلمات قليلة.. ونقول إنَّ مرحلة البرزخ تنتظر كلّ واحد منّا ليَعبُر من خلالها بروحه ونفسه..
وليس بجسده.. الجسد يتركه في الحياة الدنيا.. ليس له أيّ قيمة.. يتحوَّل إلى تراب،
أمَّا الرُّوح والنَّفس هي التي إمَّا أن تعود إلى الله عزَّ وجلّ..
وإمَّا أن تعيش حياة عذاب وشقاء وذلّ وهوان.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يَقيَنا شرَّ هذه اللحظة.. ويَقيَنا عذاب ما بعد الموت.
وفي اللقاء القادم نستكمل هذه التأمُّلات الإيمانيَّة لمرحلة الموت وما بعد الموت..
والإثبات من القرآن الكريم على أنَّ الحياة التي تنتظرك أيُّها الإنسان بعد الموت تَحفَل..
بالأحداث أكثر بكثير من حياتك التي تعيشها.
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل
حياة ما وراء البرزخ... ما هي، وما أسرارها،
وكيف سندخل هذا العالم العجيب؟ 2
فهنا عندما يقول الله تبارك وتعالى: (بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران:169]، ما معنى (يُرْزَقُونَ)؟
أيّ أنّ هناك رزق ماديّ ملموس.. ولكن نحن لا نشعر به ولا نعرفه.
ماذا أيضاً؟ ما هي خصائص هذه الحياة؟
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *
فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [آل عمران:169-170]،
إذاً هناك حياة.. وهناك رزق.. وهناك فرح.. وهناك استبشار.. سبحان الله!
نعيم ماديّ، ونعيم نفسيّ.. من خلال الفرح والاستبشار، والنَّعيم الماديّ من خلال الرِّزق.
إذاً هذا حال من يموت في سبيل الله.. ماذا عن حال المؤمن؟ وحال الكافر؟ وماذا عن حال المنافق مثلاً؟
(هنا نتعامل مع الزَّمن وليس مع المكان، منطقة زمنية) هناك منطقة اسمها البرزخ..
تسبقها منطقة يمكن أن نسميها غَمَرات الموت، هذه المنطقة هناك تبدأ لحظة الموت
ولكن قبل أن يموت الإنسان.. هناك حوارات تجري، هناك أحداث كثيرة جداً..
ثمَّ بعد ذلك يعبر الإنسان بنفسه وروحه منطقة البرزخ، تاركاً الجسد وراءه في الحياة الدنيا.
إذاً هذه المنطقة بالنِّسبة للإنسان الذي كفر بالله، وألحد، واستكبر، وفعل الذنوب والمعاصي وتحدَّى الخالق عزَّ وجلّ..
هل يُرسِل له الله ملائكة رحمة؟ أم ملائكة عذاب؟ بالمنطق نتحدث.. هل هذه الملائكة التي ستتوفّى هذا الكافر..
هل ستكون الوفاة مريحة لا يشعر بها؟ أم هناك ألم وعذاب وضرب وذلّ وهوان؟
طبعاً لكي نعرف دائماً نلجأ إلى القرآن الكريم.. القرآن الكريم فيه تعبير عجيب جداً (وَلَوْ تَرَى)،
هذا التَّعبير في الحقيقة إذا فكرت به يصوّر لك الحدث لو أنَّ الله أعطاك القدرة على رؤية الأحداث لكنت رأيت هذا المشهد.
الله تبارك وتعالى يقول: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) [الأنعام:93]، إذاً هذا الظَّالم الآن في غَمَرات الموت،
في منطقة عاصفة تَعصِف به الغَمْرة (الستر،الغطاء).. نقول غمرَته المياه أيّ غطّته المياه..
هناك ما يشبه الأغطية التي تحيط بهذا الميِّت وتغلّفه لا نراها نحن بأعيننا، لا نستطيع أن نخترق هذه الحُجب لرؤية ما يحدث، ولكنّ القرآن يحدّثنا.
يقول تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) [الأنعام:93]، الخطاب للنّبي صلّى الله عليه وسلّم ولكلّ مؤمن..
أيُّها النَّبي لو أنَّ الله أعطاك القدرة على أن ترى بعينك ماذا يحدث لهذا الكافر لحظة الموت فسوف ترى المشهد الآتي، ماهو المشهد؟
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ) [الأنعام:93]،
إذاً الملائكة تبسط أيديها.. والبسط هنا ليس مجرد أن تمدّ يدها.. بل باسطةٌ أيديها بالعذاب.. الملائكة تبسط أيديها بالعذاب..
نحن نعلم في قصة قابيل وهابيل.. عندما هدَّد قابيل أخوه هابيل بالقتل، ماذا قال له؟
قال: (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [المائدة:28]،
إذاً القرآن يصوّر لنا بدقّة ما يحدث لهذا الظَّالم، (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ) [الأنعام:93]،
هذا تهديد من قِبل الملائكة لهذا الظالم.
تقول لهم هؤلاء الظّلمة: (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام:93]،
إذاً أيّها الملحد الظَّالم إذا كان لديك القوَّة أخرج نفسك من هذا العذاب.. هذا هو المعنى.
والقرطبيّ له أيضاً تفسير جميل لهذه الآية.. يقول إنَّ روح ونفس المؤمن تنشط للخروج للقاء ربِّها لما يرى من النَّعيم..
من نعيم الله ومن الجنَّة والرِّضوان.
بينما نفس الكافر تأبى.. لذلك كما قلنا في آية أخرى:
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا) [المؤمنون:90-91]،
يحاول أن يرجع إلى الدنيا لما يرى أمامه من العذاب.
وهنا أيضاً الملائكة تهدِّدهم وتقول: (أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ) [الأنعام:93]،
فنفس الكافر كما يقول الإمام القرطبيّ رحمه الله.. تأبى الخروج،
لأنَّها ترى الأهوال، والعذاب.. عذاب الله سبحانه وتعالى أمامها، وترى شدّة الهوان والذلّ.. وبالتّالي يحاول هذا الظَّالم أن يرجع إلى الدنيا..
وتحاول نفسه أن تأبى الخروج، ولكن هذه الأنفس تزهق وتخرج وهي كارهة.. سبحان الله.
لذلك نجد أنّ المؤمن يحبُّ لقاء الله.. بينما الكافر يكره لقاء الله،
(مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [العنكبوت:5]، هذا الآية لمن موجهة؟
للمؤمنين.. وليس للكفّار، ولا للملحدين.. لأنّ الملحد عندما يرى حقيقة العذاب أمامه ويرى هذا المصير الأسود الذي ينتظره..
فإنَّه يحاول أن يعود إلى الدنيا ويهرب من هذه اللحظة.
ولكنَّ الملائكة ماذا تقول له: (الْيَوْمَ) [الأنعام:93]، أيّ ليس يوم القيامة بل اليوم.. لحظة الموت.. يوم موتك أيّها الظَّالم،
(الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ) [الأنعام:93]، أيّ عذاب الذلّ والهوان.. إهانة.. عذاب مع مهانة وذلّ،
(بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام:93].
نلخص هذه الحلقة بكلمات قليلة.. ونقول إنَّ مرحلة البرزخ تنتظر كلّ واحد منّا ليَعبُر من خلالها بروحه ونفسه..
وليس بجسده.. الجسد يتركه في الحياة الدنيا.. ليس له أيّ قيمة.. يتحوَّل إلى تراب،
أمَّا الرُّوح والنَّفس هي التي إمَّا أن تعود إلى الله عزَّ وجلّ..
وإمَّا أن تعيش حياة عذاب وشقاء وذلّ وهوان.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يَقيَنا شرَّ هذه اللحظة.. ويَقيَنا عذاب ما بعد الموت.
وفي اللقاء القادم نستكمل هذه التأمُّلات الإيمانيَّة لمرحلة الموت وما بعد الموت..
والإثبات من القرآن الكريم على أنَّ الحياة التي تنتظرك أيُّها الإنسان بعد الموت تَحفَل..
بالأحداث أكثر بكثير من حياتك التي تعيشها.
ــــــــــــ
بقلم المهندس /عبد الدائم الكحيل