تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6241


حور العين
09-18-2024, 12:46 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
من فضل قيام الليل

(قيام الليل يجعلك من الصالحين)

قال تعالى:

﴿ لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ

وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ

عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا

مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾[آل عمران: 113– 115].

تفسير الآيات:

نزلت هذه الآيات فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام، وأسد

بن عبيد، وثعلبة بن سعْية، وغيرهم، والمعنى: لا يستوي مَن تقدم ذكرهم

بالذم من أهل الكتاب، وهؤلاء الذين أسلموا، ولهذا قال تعالى:

﴿ لَيْسُوا سَوَاءً ﴾أي: ليسوا كلهم على حد سواء، بل منهم المؤمن ومنهم

المجرم، ولهذا قال تعالى: ﴿ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ

قَائِمَةٌ ﴾ أي: قائمة بأمر الله، مطيعة لشرعه متبعة نبي الله، فهي ﴿ قَائِمَةٌ ﴾

يعني مستقيمة ﴿ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ أي: يقومون

الليل، ويكثرون التهجد، ويتلون القرآن في صلواتهم

﴿ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾، وهؤلاء هم المذكورون في آخر السورة:

﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ

لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾

[آل عمران: 199]

وهكذا قال هاهنا: ﴿ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ﴾ أي: لا يضيع عند الله،

بل يجزيكم به أوفر الجزاء ﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ أي: لا يخفى عليه عمل

عامل، ولا يضيع لديه أجر من أحسن عملا[1].

ما يستفاد من الآيات:

1- فضل تلاوة القرآن، وقيام الليل.

2- فضل الإيمان بالله، والأمر بالمعروف، والنهي

عن المنكر، والمسارعة إلى الأعمال الصالحة.

3- الله عز وجل لا يضيع عمل عامل، ولا يضيع لديه أجر من أحسن عملا.

[1] انظر: تفسير ابن كثير (2 /105).


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين