حور العين
09-28-2024, 02:09 PM
من: الأخت / أم لـؤي
مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ
الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (2/24) :
" وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ،
وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ، فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا غَيْرَ اللَّهِ عُذِّبَ بِهِ، وَسُجِنَ قَلْبُهُ فِي مَحَبَّةِ ذَلِكَ الْغَيْرِ،
فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْهُ، وَلَا أَكْسَفُ بَالًا، وَلَا أَنْكَدُ عَيْشًا، وَلَا أَتْعَبُ قَلْبًا .
فَهُمَا مَحَبَّتَانِ، مَحَبَّةٌ هِيَ جَنَّةُ الدُّنْيَا، وَسُرُورُ النَّفْسِ، وَلَذَّةُ الْقَلْبِ، وَنَعِيمُ الرُّوحِ وَغِذَاؤُهَا وَدَوَاؤُهَا،
بَلْ حَيَاتُهَا وَقُرَّةُ عَيْنِهَا، وَهِيَ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَحْدَهُ بِكُلِّ الْقَلْبِ، وَانْجِذَابُ قُوَى الْمَيْلِ وَالْإِرَادَةِ، وَالْمَحَبَّةُ كُلُّهَا إِلَيْهِ.
وَمَحَبَّةٌ هِيَ عَذَابُ الرُّوحِ، وَغَمُّ النَّفْسِ، وَسِجْنُ الْقَلْبِ، وَضِيقُ الصَّدْرِ،
وَهِيَ سَبَبُ الْأَلَمِ وَالنَّكَدِ وَالْعَنَاءِ، وَهِيَ مَحَبَّةُ مَا سِوَاهُ سُبْحَانَهُ" . انتهى .
وقال رحمه الله أيضا ، كما في إغاثة اللهفان (1/40) :
" من أحب شيئا سوى الله عز وجل : فالضرر حاصل له بمحبوبه: إن وجد وإن فقد !!
فإنه إن فقده : عذب بفراقه ، وتألم على قدر تعلق قلبه به .
وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله، ومن النكد في حال حصوله،
ومن الحسرة عليه بعد فوته = أضعاف ، أضعاف ما في حصوله له من اللذة !
فَمَا في الأرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ ... وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المذَاقِ
تَرَاهُ بَاكِيًا في كلِّ حَالٍ * مَخَافَةَ فُرْقةٍ، أَوْ لاشْتِياقِ
فَيَبْكِى إنْ نَأَوْا، شَوْقاً إلَيْهِمْ * وَيَبْكِى إِنْ دَنَوْا، حَذرَ الْفِرَاقِ
فَتَسْخنُ عَيْنُهُ عِنْدَ التَّلاقى ... وَتَسْخنُ عَيْنُهُ عِنْدَ الْفِرَاقِ
وهذا أمر معلوم بالاستقراء والاعتبار والتجارب .
ولهذا قال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، في الحديث الذى رواه الترمذي
وغيره : ( الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها ؛ إلا ذكر الله وما والاه ) .
فذِكْره: جميع أنواع طاعته ؛ فكل من كان في طاعته ، فهو ذاكره، وإن لم يتحرك لسانه بالذكر.
وكل من والاه الله ، فقد أحبه وقربه؛ فاللعنة لا تنال ذلك إلا بوجهه، وهى نائلة كل ما عداه "انتهى.
مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ
الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد (2/24) :
" وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضِيقِ الصَّدْرِ الْإِعْرَاضُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى، وَتَعَلُّقُ الْقَلْبِ بِغَيْرِهِ، وَالْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِهِ،
وَمَحَبَّةُ سِوَاهُ، فَإِنَّ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا غَيْرَ اللَّهِ عُذِّبَ بِهِ، وَسُجِنَ قَلْبُهُ فِي مَحَبَّةِ ذَلِكَ الْغَيْرِ،
فَمَا فِي الْأَرْضِ أَشْقَى مِنْهُ، وَلَا أَكْسَفُ بَالًا، وَلَا أَنْكَدُ عَيْشًا، وَلَا أَتْعَبُ قَلْبًا .
فَهُمَا مَحَبَّتَانِ، مَحَبَّةٌ هِيَ جَنَّةُ الدُّنْيَا، وَسُرُورُ النَّفْسِ، وَلَذَّةُ الْقَلْبِ، وَنَعِيمُ الرُّوحِ وَغِذَاؤُهَا وَدَوَاؤُهَا،
بَلْ حَيَاتُهَا وَقُرَّةُ عَيْنِهَا، وَهِيَ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَحْدَهُ بِكُلِّ الْقَلْبِ، وَانْجِذَابُ قُوَى الْمَيْلِ وَالْإِرَادَةِ، وَالْمَحَبَّةُ كُلُّهَا إِلَيْهِ.
وَمَحَبَّةٌ هِيَ عَذَابُ الرُّوحِ، وَغَمُّ النَّفْسِ، وَسِجْنُ الْقَلْبِ، وَضِيقُ الصَّدْرِ،
وَهِيَ سَبَبُ الْأَلَمِ وَالنَّكَدِ وَالْعَنَاءِ، وَهِيَ مَحَبَّةُ مَا سِوَاهُ سُبْحَانَهُ" . انتهى .
وقال رحمه الله أيضا ، كما في إغاثة اللهفان (1/40) :
" من أحب شيئا سوى الله عز وجل : فالضرر حاصل له بمحبوبه: إن وجد وإن فقد !!
فإنه إن فقده : عذب بفراقه ، وتألم على قدر تعلق قلبه به .
وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله، ومن النكد في حال حصوله،
ومن الحسرة عليه بعد فوته = أضعاف ، أضعاف ما في حصوله له من اللذة !
فَمَا في الأرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ ... وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المذَاقِ
تَرَاهُ بَاكِيًا في كلِّ حَالٍ * مَخَافَةَ فُرْقةٍ، أَوْ لاشْتِياقِ
فَيَبْكِى إنْ نَأَوْا، شَوْقاً إلَيْهِمْ * وَيَبْكِى إِنْ دَنَوْا، حَذرَ الْفِرَاقِ
فَتَسْخنُ عَيْنُهُ عِنْدَ التَّلاقى ... وَتَسْخنُ عَيْنُهُ عِنْدَ الْفِرَاقِ
وهذا أمر معلوم بالاستقراء والاعتبار والتجارب .
ولهذا قال النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ، في الحديث الذى رواه الترمذي
وغيره : ( الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها ؛ إلا ذكر الله وما والاه ) .
فذِكْره: جميع أنواع طاعته ؛ فكل من كان في طاعته ، فهو ذاكره، وإن لم يتحرك لسانه بالذكر.
وكل من والاه الله ، فقد أحبه وقربه؛ فاللعنة لا تنال ذلك إلا بوجهه، وهى نائلة كل ما عداه "انتهى.