تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العفو يرفع النظام المناعي للجسم


حور العين
10-03-2024, 08:17 AM
من:الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
العفو يرفع النظام المناعي للجسم


إنك بمجرد أن تفكر بالانتقام فإن أجهزة الجسم ترهق وينخفض النظام المناعي لديك،
ولكن عندما تفكر أن تعفو وتسامح وتغفر، ماذا يحدث لنظامك المناعي؟ لنقرأ....
العفو صفة من صفات الله تعالى، فهو الذي يعفو عن عباده ويغفر لهم ولذلك فهي صفة يحبها الله عز وجل.
والنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أمر بالعفو وطبق هذه العبادة في أهم موقف عندما فتح مكة المكرمة،
ومكَّنه الله من الكفار وعفا عنهم وكان من نتيجة هذا العفو أن دخلوا في دين الله أفواجاً.

واليوم وبعدما تطور العلم لاحظ العلماء في الغرب شيئاً عجيباً ألا وهو أن الذي يمارس هذه العادة "عادة العفو" تقلّ لديه الأمراض!
وهي ظاهرة غريبة استدعت انتباه الباحثين فبدأوا رحلة البحث عن السبب،
فكانت النتيجة أن الإنسان الذي يتمتع بحب العفو التسامح يكون لديه جهاز المناعة أقوى من غيره!
لقد كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وبخاصة في ليالي رمضان
وليلة القدر: (اللهم إنك عفوّ تحب العفو فاعف عني) [رواه البخاري].
والله تعالى لا يحب شيئاً إلا وفيه الخير لنا، فهو عفوّ يحب العفو
ولذلك فهذه الصفة لابد أن تأتي بالخير على من يتحلى بها.
والله تعالى أعطى عباده الأمل بالعفو عن الذنوب:
يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [الشورى: 25].
وقد اكتشف الباحثون أن ممارسة العفو تنشط النظام المناعي لدى الإنسان،
لأن الإنسان عندما يغضب فإن أجهزة الجسم تتنبه وتستجيب وكأن خطراً ما يهدد وجودها،
مما يؤدي إلى ضخ كميات كبيرة من الدم، وإفراز كميات من الهرمونات
ووضع الجسد في حالة تأهب لمواجهة الخطر. ضغط الدم سوف يرتفع، عملية الهضم سوف تضطرب،
النظام العصبي سوف يتعب ويرهق، يضيق التنفس، والعضلات تتوتر...
إن هذا التوتر يؤدي إلى إرهاق الجسد في حالة تكراره، وبمجرد أن يغفر ويعفو تزول هذه التوترات
وتزول الرغبة بالانتقام وتهدأ أجهزة الجسد بسبب زوال الخطر،
وهذا ما يعطي فرصة للنظام المناعي بممارسة مهامه بكفاءة عالية.

إن الغضب مشكلة العصر ويظهر أكثر ما يمكن عند غير المسلمين،
ويقول الخبراء إن ظاهرة الغضب تفشت في الغرب بشكل كبير، حتى إنك تجد شباباً يقتتلون
لأسباب تافهة وقد يرتكب أحدهم جريمة قتل بسبب كلمة أو لمجرد مناقشة لم تعجبه!
وعلى الرغم من كل وسائل العلاج النفسي والبرمجة اللغوية العصبية فإن نسبة الغضب بين الناس في ازدياد،
ويقول هؤلاء الخبراء إن أفضل وسيلة لعلاج الغضب هو العفو!! وسبحان الله!
الإسلام لم يغفل عن هذه الظاهرة المدمرة، بل أمرنا أن نغفر ونعفو ونعالج الغضب بالمغفرة!
يقول تعالى: (وَإذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) [الشورى: 37].
ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل