المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس اليوم 6305


حور العين
01-12-2025, 02:50 PM
من:إدارة بيت عطاء الخير
درس اليوم
من أسباب رفع البلاء

قراءة القرآن عمومًا شريطة أن يكون قارئه من أهل الإيمان



قال الله تعالى:

﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾

[الإسراء: 82].



وقال تعالى:

﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ﴾

[فصلت: 44].



قال الحافظ ابن كثير: في "تفسيره" (5/ 103): يقول تعالى مخبرًا عن كتابه الذي

أنزله على رسوله محمد ق، وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من

خلفه تنزيل من حكيم حميد، إنه شفاء ورحمة للمؤمنين؛ أي: يُذهب ما في القلب من

أمراض، من شكٍّ ونفاقٍ، وشركٍ وزيغٍ وميلٍ، فالقرآن يشفي من ذلك كله.



وهو أيضًا: رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة، وطلب الخير والرغبة فيه.

وليس هذا إلا لمن آمن به وصدَّقه واتَّبعه، فإنه يكون شفاءً في حقه ورحمة.

وأمَّا الكافر الظالم نفسه بذلك، فلا يزيد سماعه القرآن إلا بُعدًا وكفرًا، والآفة من الكافر

لا من القرآن؛ كقوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي

آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 44].

وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ

آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا

إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 124ـ 125]، والآيات في ذلك كثيرة.

قال قتادة في قوله: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾، إذا سمعه

المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه، ﴿ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾؛ أي: لا ينتفع به ولا

يحفظه ولا يعيه، فإن الله جعل هذا القرآن شفاءً ورحمة للمؤمنين؛ اهـ.

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، وامرأة

تُعالجها ـ أو تَرقيها ـ فقال: (عالجيها بكتاب الله)؛ رواه ابن حبان برقم (6098)[1].

وقال العلامة ابن القيم: في "الداء والدواء" (ص6): لم ينزل الله سبحانه من السماء

شفاءً قط أعمَّ ولا أنفعَ ولا أعظمَ، ولا أنجع في إزالة الداء من القرآن؛ اهـ.

[1] صحيحٌ: راجع: "الصحيحة" برقم (566)،

و"تحقيق الأرناؤوط على ابن حبان" (13/ 464)، والله أعلم.
أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين