تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اللطيف الخبير


حور العين
02-22-2025, 04:27 PM
من : الأخت / الملكة نور
اللطيف ، الخبير


●*(( اللطيف ، الخبير ))*
*وهما اسمان تكرر ورودهما مجتمعين في عدة آيات من القرآن الكريم،قال الله تعالى :
{ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ، وقال تعالى في ذكر وصية لقمان الحكيم لابنه :
{ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }*
*أما الخبير فمعناه :الذي أدرك علمه السرائر ، واطلّع على مكنون الضمائر ،ولطائف الأمور ،
وعلم خفيات البذور، ودقائق الذرات ، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور الخفية
التي هي في غاية اللطف والصغر ، وفي غاية الخفاء ، ومن باب أولى وأحرى علمه بالظواهر والجليّات* .
*وأما اللطيف فله معنيان :*
*أحدهما: بمعنى الخبير ، وهو أن علمه دقَّ ولطف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيات* .
*والمعنى الثاني: الذي يوصل إلى عباده وأوليائه مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها* .
*ولطف الله بالعبد من الرحمة بل هو رحمة خاصة ؛ فالرحــمة التي تصل إلى العبد من
حيث لايشعر بها أو بأسبابها هـي اللــطف*.
*يقال : ( لطف بعبده ، ولطف له ) أي تولاه ولاية خاصة بها تصلح أحواله الظاهرة والباطنة ،
وبها تندفع عنه جميع المكروهات من الأمور الداخلية والأمور الخارجية*.
*فمن لطف الله بعباده المؤمنين أنه جل وعلا يتولاهم بلطفه فيخرجهم من ظلمات الجهل
والكفر والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة*.
*ومن لطفه بعباده أنه يقدر لهم أرزاقهم بعلمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتِهم؛ فقد يريدون
شيئا وغيره أصلح ؛ فيقدر لهم الأصلح وأن كــرهوه لــطفاً بهم*.
*ومن لطفه جل وعلا بهم : أنه يقدر عليهم أنواعا من المصائب وضروبا من البلايا والمحن
سوقاً لهم إلى كمالهم وكمال نعيمهم*.
*ومن لطفه بعبده أن يجعل رزقه حلالاً في راحة وقناعة يحصل به المقصود ولايشغله عما
خلق له من العبادة والعلم والعمل به ، بل يعينه على ذلك*.
*ومن لطفه-جل وعلا- بعبده أن يبتـليه ببعض المصائب فيوفـقه للقيام بوظيفة الصبر فيها
، فيُـنيله رفيع الدرجات وعالي الرتب* .