تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديث اليوم 6359


حور العين
05-01-2025, 06:12 AM
من:إدارة بيت عطاء الخير

حديث اليوم

باب استحباب التبشير والتهنئة بالخير(02)



عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنه توضأ في بيته، ثم خرج، فقال: لألزمن

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأكونن معه يومي هذا، فجاء المسجد، فسأل عن

النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: وجه ها هنا، قال: فخرجت على أثره أسأل عنه،

حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب حتى قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم –

حاجته وتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس وتوسط قفها، وكشف عن

ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه ثم انصرفت، فجلست عند الباب، فقلت: لأكونن

بواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اليوم، فجاء أبو بكر - رضي الله عنه - فدفع

الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك، ثم ذهبت، فقلت:

يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشره بالجنة» فأقبلت حتى قلت

لأبي بكر: ادخل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشرك بالجنة، فدخل أبو بكر

حتى جلس عن يمين... النبي - صلى الله عليه وسلم - معه في القف، ودلى رجليه في

البئر كما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكشف عن ساقيه، ثم رجعت

وجلست، وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان - يريد أخاه - خيرا

يأت به. فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت: على

رسلك، ثم جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه وقلت: هذا عمر

يستأذن؟ فقال: «ائذن له وبشره بالجنة» فجئت عمر، فقلت: أذن ويبشرك رسول الله –

صلى الله عليه وسلم - بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في

القف عن يساره ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان

خيرا - يعني أخاه - يأت به، فجاء إنسان فحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن

عفان. فقلت: على رسلك، وجئت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: «ائذن

له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه» فجئت، فقلت: ادخل ويبشرك رسول الله –

صلى الله عليه وسلم - بالجنة مع بلوى تصيبك، فدخل فوجد القف قد ملئ،

فجلس وجاههم من الشق الآخر. قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم.



الشرح:

قوله: «وجه» بفتح الواو وتشديد الجيم. أي: توجه. وقوله: «بئر أريس» هو بفتح

الهمزة وكسر الراء وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم سين مهملة وهو مصروف

ومنهم من منع صرفه، و «القف» بضم القاف وتشديد الفاء: وهو المبني حول البئر.

قوله: «على رسلك» بكسر الراء على المشهور، وقيل: بفتحها، أي: ارفق. في هذا

الحديث: حسن ثمرة لزوم الأدب. وفيه: حسن الأدب في الاستئذان. وفيه: الصبر على

توقيع المصيبة وحمد الله تعالى على السراء والضراء وفيه: التبشير بالخير.

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين