المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات فى الدعوة ( 24 - 30 )


adnan
01-30-2013, 08:47 PM
الأخت / الملكة نــــــــور



وقفات فى الدعوة
فضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني


https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13c86dad76f843b1&attid=0.4&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)

الوقفة الرابعة والعشرون

24 – مراعاة التدرج في الدعوة :
كذلك ينبغي للداعية أن يتدرج في دعوته ، فيبداء بكبار المسائل قبل صغارها
فلا يُقحم المسائل إقحاماً ، فبعض الدعاة يذهبون إلى أماكن البادية في
بعض القرى فيريد أن يصب لهم الإسلام في خطبة جمعة واحدة !

وما هكذا تعرض المسائل !!
عليك أن تأخذ مسألة واحدة تعرضها عليهم ، وتدرسها معهم كمسألة
التوحيد ، أو مسألة المحافظة على الصلوات ، أو مسألة الحجاب ،
أما أن تذكر لهم في خطبة واحدة أو في درس واحد مسائل التوحيد ،
والشرك ، والسحر ، والحجاب ، والمحافظة على الصلاة ، وحق الجار ،
فإنهم لا يمكن أن يحفظوا شيئاً .

أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل

يرسل الرسول صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن ، يقول له :

( فإذا جئتَهُم فادعُهُم إلى أن يشهَدوا أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ،
وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، فإن هُم أطاعوكَ بذلِكَ،
فأخبرهم أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ فَرضَ عليهم خمسَ صلَواتٍ في يومٍ وليلةٍ )

• هكذا يعرض الداعية ، لا تأتي إلى ناس لا يصلون
وتطالبهم بتربية اللحى !!
فماذا ينفع في الإسلام أن يربي الناس لحاهم ، وهم لا يصلون ؟!

وكذلك لا تطالبهم بصغار المسائل حتى تخرج أنت وإياهم على مسائل كبرى ،
تتفقون على قدر مشترك ، وتحاول بأساليب مختلفة .. مرة بالموعظة ،
ومرة بالخطبة ، ومرة بالرسالة ، ومرة بالندوة ، ومرة بالأمسية ،
حتى تسلك السبل كافة .

• فإن بعض الناس قد يتأثر بخطبة الجمعة ولا يتأثر بالدرس ،
وبعضهم على العكس من ذلك ، وأحياناً يكتب لهم رسالة ،
وأحياناً يتصل بهم بالهاتف ، وأحياناً يرسل لهم بعض الدعاة .
فأرى أن تجديد الأسلوب مطلوب في عصر جُدّدت فيه أساليب الباطل !

والله يُخبر عن أهل الباطل أنهم أكثر مالاً ، وأكثر أنفاقاً ، وأكثر وسائل ،
قال :

{ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }
الأنفال .

لذلك لا ييأس الإنسان من قلة وسائله ،
فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كانت ثقافات العالم حوله في
جزيرة العرب – إمبراطورية كسرى وإمبراطورية قيصر –
يملكون كل الإمكانيات الضخمة ، ومع ذلك كان هو في بيته المبني من الطين
وبوسائله البسيطة ، ولكن مع الإخلاص والصدق بلغه الله ما تمنى ،
وبلغ الدين مشارق الأرض ومغاربها !