المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبتى الجمعة 167 بعنوان : النظافة من الإيمان


adnan
02-15-2013, 09:12 PM
الحمد لله المحمود بكل لسان ، واسع الفضل و الإحسان ،
أحمده سبحانه و أشكره حمداً و شكراً تنال به مواهب الرضوان .
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله
المبعوث للثقلين الإنس و الجان ،
بلغ الرسالة و أوضح المحجة حتى علا منار الحق و أستبان .
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه ذوي التقى و الإيمان ،
و التابعين و من تبعهم بإحسان .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13cd9268f48cf96d&attid=0.0.5&disp=emb&zw&atsh=1

فأوصيكم أيها الناس بتقوى الله عز و جل ،
فالسعيد من تدبر أمره ، و أخذ حذره و أستعد ليوم لا تنفع فيه عبرة .

أيها المسلمون ،

الإسلام دين الفطرة ، تصلح له و تصلح به كل الأزمنة و كل الأمكنة .
فهو دين العقيدة و الشريعة ، يعالج شؤون الحياة كلها في سلفية لا تتوقف عند عصرٍ
بل تتجدد لتعالج أوضاع كل عصر، و تفتي في كل شأن ، و تقضي في كل أمر .
دينٌ يجمع البشاشة في حياء ، و حسن الخلق في ابتسامة ،
دين يعترف بما للبشر من أشواق قلبية ، و حظوظ نفسية ، و طبائع إنسانية .
لقد أقر الدين ما تتطلبه الفطرة من سرور و فرح ، و لباس و زينة ،
محاط بسياج من الأدب الرفيع يبلغ بالمتعة كمالها و نقاءها ،
و بالسرور غايته بعيداً عن الخنا و الحرام ، و الظلم و العدوان ،
و الغل و إيغال الصدور .
و متطلبات الفطرة هذه جاءت في دين الإسلام
مصاحبة و مرتبطة و ملازمة للعناية بإصلاح المعتقد و سلامة الباطن :

{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهّرْ * وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ }

[ المدثر:1-5 ] .

فتطهير العقيدة و تنقيتها من شوائب الشرك و البدع و المعاصي
مقرونة بتطهير الظاهر في بدن الإنسان و ثوبه و بقعته ليجمع المسلم بين النظافتين ،
و يحافظ على الطهارتين .
فحين يجمّل الدين بواطنهم بالهداية إلى لصراط المستقيم ،
فإنه يجمّل ظواهرهم في أحسن تقويم .
إذا كان ذلك كذلك ـ أيها الإخوة ـ
فإن الأخذ بالزينة ، و القصد إلى التجمل ، و العناية بالمظهر،
و الحرص على التنظف و التطهر من أصول الإصلاح الدينية و المدنية
التي جاء بها ديننا و تميّز بها أتباعه .
إن حب الزينة و التزين من أقوى غرائز البشر الدافعة لهم إلى إظهار سنن الله في الخليقة .
و لقد امتن الله على بني آدم كلهم بلبس الزينة

حين قال عز شأنه :

{ يَـٰبَنِى آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوٰرِى سَوْءتِكُمْ
وَرِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ }

[ الأعراف: 26 ] .

و في خبر نبينا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :

( خمس من الفطرة :
الإستحداد ، و الختان ، و قص الشارب ، و نتف الإبط ، و تقليم الأظافر ) ،

إنها الفطرة و سنن المرسلين ؛ أتفقت عليه الشرائع و دعت إليها الديانات .
و ترك ذلك و إهماله مزرٍ بالجسم ، و تشبه بالوحوش و السباع ،
بل تشبه بالكفار المبتعدين عن صحيح الفطرة و هدي المرسلين .
و من أجل هذا أيها الإخوة
فإن الإسلام حريص على أخذ أبنائه بنظافة الحس مع نظافة النفس ،
و صفاء القلب مع نقاء البدن ، و سلامة الصدر مع سلامة الجسد ،
فالله يحب المطهرين و يحب المتطهرين .

أيها الإخوة ،

المسلمون هم الذين نشروا النظافة و التنظيف في أصقاع الدنيا
حيثما حلّوا و أينما وجدوا مما لم تعرفه الأمم السابقة قبلهم .
إن من يقرأ تاريخ الأمم و الملل يعلم أن أكثر البشر يعيشون كما تعيش الوحوش في جزائر البحار ،
و كهوف الجبال ، و أكواخ الأدغال ،
كلهم أو جلهم يعيشون عراة أو شبه عراة الرجال منهم و النساء .
و ما دخل الإسلام بيئة و لا بيتاً إلا و علّمهم حسن اللباس ، و جمال الستر ،
و نظافة البدن ، و طهارة المسلك بالإيجاب تارة و بالإستحباب أخرى
نقلهم من الوحشية الفاحشة إلى الحضارة الراقية .
و هذا الحديث لا يخص العصور الغابرة بل إنك و بكل ثقة و أسى لا ترى أمكنة أو أزمنة
انطمست فيها آثار النبوة إلا و يتجلى فيها صور الجهل و الظلم ،
و الكفر بالخالق ، و الشرك بالمخلوق ، و إستحسان القبائح ، و فساد العقائد ،

adnan
02-15-2013, 09:13 PM
و إنحراف السلوك و ما خليت ديارٌ من هدي النبوة
إلا و كان أهلها أشبه بالبهائم يتهارشون في الطرقات ،
و يتعاملون كالعجماوات ، لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ،
و لا يتورعون عن قبيح ، و لا يهتدون إلى سبيل .
و شواهد ذلك في عصركم هذا تجلّ عن الحصر و العدّ .
إن المسلمين نماذج رائعة للطهر و الجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم
في أبدانهم و بيوتهم و طرقهم و مدنهم .
و مساكين بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يولّون وجوههم شطر
نظم و تقاليد وعادات يعجبون بها وهي لغيرهم ،
يتشبثون بها وعندهم خير منها ، في دينهم و الله ما هو أزكى و أتقى و أعلى و أنقى

{ صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً }

[ البقرة : 138 ] .

أيها الإخوة :

و هذا استعراض لبعض مظاهر الطهر و النقاء و الجمال و الزينة في توجيهات الإسلام ،
و سلوك المسلمين المتمسكين ؛ الطهور شطر الإيمان .
و الصلاة أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين شرع لها التطهر من الحدث ،
و التنظف من القذر و النجس . و الوضوء على الوضوء نور على نور ،
مع مطلوبات من الوضوء أخرى للنوم و العبادات الطارئة
كالجنازة و الخسوف و الكسوف و سجود التلاوة و العيدين و غير ذلك .
إنها الصلوات الخمس تنظف الباطن و تنهى عن الفحشاء و المنكر ،
وضؤها ينظف الظاهر ؛

( أرأيتم لو كان باب أحدكم على نهر جار يغتسل منه خمس مرات
أيبقى من درنه شيء ) .

و غسل الجمعة واجب على كل محتلم أى بالغ الرشد .

( لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدّهن من دهنه
و يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له
ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) .

بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .

و التطهر المأمور به ليس مقصوراً على المجامع و مجالس الناس
و لكنه مطلوب في جميع الأحوال حتى إذا قعد المرء في بيته أو ذهب إلى فراشه ،

فقد جاء في الخبر مرفوعاً :

( طهروا الأجساد طهركم الله
فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك
لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال :
اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً ) .

رواه الطبراني بسند جيد من حديث أبن عباس رضي الله عنهما .

و في خبر آخر عند أبي داود :

( ما من مسلم يبيت طاهراً : فيتعار من الليل ـ أي يستيقظ ـ
فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله إياه ) .

و أمة محمد عليه الصلاة و السلام تعرف يوم القيامة بين الأمم
بغرتها و تحجيلها من آثار الوضوء .
و السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، و قص الشارب و حلقه من التجمل ،
و من كان له شعر فليكرمه ، بالغسل و الدهن و الترجيل و التطييب .
و قد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره

فقال عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام :

( أما كان يجد ما يسكّن شعره ؟ ) .

و قص الأظافر ، و غسل البراجم و هي مفاصل الأصابع ، و نتف شعر الإبط ،
و حلق العانة ، و أجتناب الروائح الكريهة من الثوم و البصل و غيرها .
و الإنسان قد يحتمل من غيره ألوانا من الأذى
و لكنه لا يصبر على الرائحة المنتنة تنبعث من فم أو عرق أو غيرهما .
و يتأكد ذلك في المساجد التي يؤمّها المسلمون للطاعة و ذكر الله و الصلاة ،
و كيف تخشع نفس مهتاجة مضطربة تعرّضت للأذى ،
و تعكر عليها صفو مناجاة الرب ؟
و أنقطعت من لذة التضرع و التذلل ؟؟
و من المستكره فتح الفم عند التثاؤب لما في ذلك من قبح المنظر
و قلة الذوق و إيذاء الجليس و سرور الشيطان .
و في مقابل ذلك جاء الحرص على الطيب و الحث على التطيب ،
و نبيكم محمد عليه أفضل الصلاة و السلام يحب الطيب و يكثر من التطيب .
و غطوا الإناء ، و أوكئوا السقاء ، و أجتنبوا الجشاء ،
و لا تشرب من فم السقاء و لا تتنفس في الإناء و لا تنفخ فيه .
و التنظف من بقايا الطعام و فضلاته في الأيدي و الأفواه و الأسنان مندوب إليه .
و شرب نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم لبناً ثم تمضمض

adnan
02-15-2013, 09:14 PM
و قال عليه الصلاة و السلام :

( إن له دسماً ) .

و التطهر و التنظف يمتد من الأبدان إلى البيوت و الطرقات و المساجد و مجامع الناس ؛

{ وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }

[ الحج : 26 ] .

{ فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ }

[ النور : 36 ] .

( و إماطة الأذى عن الطريق صدقة ) .

أما حسن الملبس و جمال الهندام فمطلوب قدر الاستطاعة و حسب الوجد .
عن الأحوص الجشمي قال :
رآني النبي صلى الله عليه و سلم و علي أطمارٌ ـ أي ثياب بالية ـ

فقال الصادق الأمين عليه صلوات ربى و سلامه :

( هل لك من مال ؟
قلت : نعم ،
قال : و من أي المال ؟
قلت : من كل ما أتى الله من الإبل و الشاء،
قال : فلتر نعمته و كرامته عليك ؛
فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده ) .

و كما قال عليه الصلاة و السلام :

( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ؛
فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة ؛
فقال عليه الصلاة و السلام :
إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس ) .

و في الناس أجلاف يظنون أن قصد الزينة تصنع ،
فيرد عليهم ابن الجوزي بقوله :
و هذا ليس بشيء فإن الله تعالى زيننا لما خلقنا لأن للعين حظاً من النظر ،
قال : و قد كان رسول الله عليه الصلاة و السلام أنظف الناس و أطيب الناس ،
و كان لا يفارقه السواك ، و يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة .
فهو عليه الصلاة و السلام كامل في العلم و العمل
فبه يكون الاقتداء و هو الحجة على الخلق .
بل إن بعض الجهال يحسبون فوضى اللباس و إهمال الهيئة
و التبذل المستكره ضرباً من العبادة ،
و ربما ارتدوا المرقعات و الثياب المهملات
و هم على خير منها قادرون ليظهروا زهدهم في الدنيا و حبهم للأخرى ،
و هذا جهل و خروج عن الجادة .
إنه لا يطيق الروائح الكريهة و الأقذار المستنكرة إلا ناقص الفطرة و جمال الأدب .

أيها الإخوة ،

و من دقق النظر في طبائع النفوس و أخلاق البشر
رأى بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن و طهارة الجسد و اللباس
و طهارة النفس و كرامتها ارتباطاً وثيقاً و تلازماً بيّناً .
نعم ، إن هناك تلازما بين شرع الله اللباس للستر و الزينة
و بين تقوى الله في النفوس فكلاهما لباس .
فالتقوى لباس يستر عورات القلوب و يزيّنها و الثياب تستر عورات الجسم و تزيّنها .
من تقوى الله ينبع الحياء الذي ينبت الشعور باستقباح عري الجسد و الحياء منه ،
و من لا يستحي من الله و لا يتقيه فلا يكترث أن يتعرى أو يدعو إلى التعري .
و من أجل هذا أيها الإخوة فإن ستر الجسد ليس مجرد أعراف و تقاليد
كما يزعم الماديون الهادمون لأسوار العفة و الفضيلة و لكنها فطرة الله
التي فطر الخلق عليها و شريعته التي أنزلها و كرّم بني آدم بها .

و بعد أيها الإخوة ،

فعناية الإسلام بالنظافة و التجمل و الصحة و التطهر جزء من عنايته بقوة المسلم .
إن المطلوب أجسام تجري في عروقها دماء العافية ، و تمتلئ أبدان أصحابها قوة و فتوة ،
فالأجسام المهزولة لا تطيق حملاً ، و الأيدي القذرة غير المتوضئة لا تقدم خيراً ،
و رسالة الإسلام أوسع في أهدافها و أصلب في كيانها
من أن تحيا في أمة مريضة موبوءة عاجزة .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

{ يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ
وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }

[ الأعراف :31 ] .


بارك الله لي و لكم فى القرآن الكريم
و نَفَعني الله و إيَّاكم بالقرآنِ العظيم
و بهديِ محمّد سيد المرسلين صلى الله عليه و سلم ،
و أقول قولي هَذا ، و أستَغفر الله لي و لَكم و لجميع المسلمين
فأستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .

adnan
02-15-2013, 09:15 PM
الحمد لله المتفرد بالعزة و الجلال ، و المتنزه عن الأنداد و الأمثال ،
أحمده و أشكره فهو جميل يحب الجمال ،
و أشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له ،
و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله جاء بالشريعة السمحة ،
و رفع عنا ربه ببعثته الآصار و الأغلال ،
صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه خير صحب و آل
و التابعين و من تبعهم بإحسان في الأقوال و الأفعال .

https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13cd9268f48cf96d&attid=0.0.5&disp=emb&zw&atsh=1

أيها المسلمون ،

إن الأناقة من غير سرف ، و التجمل في غير تكلف من آداب الإسلام و توجيهاته .
إنه الإسلام الذي ينشد لبنيه علوّ المنزلة و جمال الهيئة .
ليكونوا في الناس كالشامة البيضاء .
غير أنه ليس من الإسلام الركض إلى أسباب الزينة بغير عنان ،
و ملأ اليد منها بغير ميزان .
إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و ملأ اليد منها بغير ميزان ،
إن من يطلق يده في الإنفاق في الزينة و لذائد النفس
و يتجاوز بالإنفاق المعتاد من أمثاله قل نصيبه من البذل في وجوه الخير
ذلك أن النفوس المبتلاة بحب الزينة المفرطة و لذائذ الأجسام لا تقف عند حد ،
و كلما أدركت منزلة تشوّفت إلى ما فوقها ؛

كما جاء في الخبر الصحيح عنه صلى الله عليه و سلم :

( إن هذا المال حلوٌ من أخذه بحقه و وضعه في حقه فنعم المعونة ،
و إن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل و لا يشبع ) .

و سأل رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :

[ ما ألبس من الثياب ؟
قال : ما لا يزدريك فيه السفهاء ، و لا يعيبك به الحكماء ] .

إذا كان الأمر كذلك ـ أيها الإخوة ـ
فليس من زينة الرجال بل من الممنوع المحرم لبس الحرير ، و التختم بالذهب ،
و إسبال الثياب ؛ فما أسفل من الكعبين ففي النار .
و ليس من المقبول بل من الممنوع تبرج النساء بزينة كاسيات عاريات مائلات مميلات ،
و في الجملة فإن السلف كانوا يكرهون الشهرة من الثياب العالي منها و المنخفض .
و ثوب الشهرة العالي ما قصد به الاختيال و التعالي و الفخر و المباهاة ،
و المنخفض القصد إلى الرديء و المبتذل مع القدرة على ما هو خير منه
امتناعاً عما أباح الله بزعم التزهد و التعبد ، و دين الله الوسط ،
و الرفيع من اللباس ممدوح إذا كان تجملاً و إظهاراً للنعمة .

و بعد أيها الإخوة ،

فحري بكم أن تحثوا من بين أيديكم و من تحت مسؤليتكم من الخدم و السائقين و العمال ،
تحثوهم على النظافة و التجمل و أن تعينوهم على ذلك
و بخاصة إذا قدموا إلى المساجد و أماكن العبادة ‘
ففي هذا الثناء في الدنيا و الأجر الكبير في الآخرة .
و إنه لشاهد على الأدب الرفيع و الذوق السليم و الإحساس الرقيق و التصرف المهذب .

ألا فاتقوا الله رحمكم الله و الزموا هدي دينكم
و أسلكوا مسلك العدل و الوسط في جميع أموركم
و نظفوا أنفسكم و من حولكم و ما حولكم و في كل حياتكم .

هذا و صلّوا ـ رحمكم الله ـ على خير البرية و أزكى البشرية
محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ،
فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ، و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ،
و أيّه بكم أيها المؤمنون ،





فقال جلَّ من قائل عليما :


{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا }


[الأحزاب: 56]


اللّهمّ صلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك
نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،
و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،
و ارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين : أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،
وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،
و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .


و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :


( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .


فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،
و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،
و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،
يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .


اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،
و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .


اللهم اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا
من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .


اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،
و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،
و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين


اللهم أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم


اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم

اللهم آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،
و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم
و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين

اللهم و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم
و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم


اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين
اللهم أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين


اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب

ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم

أنتهت

و لا تنسونا من صالح دعاءكم .
و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها