adnan
03-02-2013, 10:21 PM
الأخ / عبـــاده
الموعظةُ في ثوبٍ رشيقٍ
كتبه : معالى الدكتور عبد العزيز الخويطر
[/URL]
كل مجتمع لا يخلو من أخطاء تشوه أديم وجهه، يسعى المصلحون فيه
إلى القضاء عليها والتخلص منها بالوسائل التي يرون أن فيها النجاح
والوصول إلى الهدف وقد يكون التأديب أحد هذه الأسباب ،
ألا أن المصلح السوي لا يلجأ إلى التأديب إلا بعد استنفاذ الوسائل الأخرى
التي لا تترك ندوباً في النفوس ، أو خدوش في الصدور ،ومن الوسائل التي
يلجأ أليها المصلح بدءاً التلميح، ومحاولة مساعدة الفرد على معرفة عيبه،
وإدراك عمق الضرر الذي يحدثه فعله المنتقد دون لجوء للأسلوب المباشر،
وفائدته هذا انه لا يعطي الفرد المراد إصلاحه ثقته بنفسه وانه كفئ لمعرفة
النافع فيقدم عليه الضار فيتجنبه، وان غيره يؤمل فيه ذلك ويتوقع منه
الأقدام على هذا النهج بنفس راضية واختيار مطلق ، خاصة إذا لم يكن أقدم
على الخطأ عن عقيدة، أو إصرار، أو يكون العيب قد توغل في عمله أو في
نفسه، وأصبح اقتلاعه صعباً، مما قد يجعل المكابرة أقرب للقبول عند صاحب
الخطأ من التسليم لتلميح أو إشارة.
[URL="http://www.ataaalkhayer.com/"]https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13d2b9efef3e58c8&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
والرسول صلى الله علية وسلم خير معلم،وأبرع هاد إلى ما ينفع الناس مما
يرضي الله عز وجل ويعود عليه بالنفع ديناً ودنيا، وأسلوبه في التربية سام
وشامخ في العلو والرقي والتلميح عنده عليه الصلاة والسلام أسلوب ارتضاه
لإصلاح الخلل إذا رآه في أمته ،وكلمات ذات الوقع النافذ ،من بينها قوله :
( ما بال أقوام )
هذه الكلمات السحرية تنفذ نفاذ السهم في الرمية، فتصيب الهدف في كبده،
تجعل المخطئ يعرف نفسه فيثأر من نفسه ،بإصلاح خلل هذه النفس ،
وفي ذهنه أن من بين من سمعوا خطبته أو حديثه عليه الصلاة والسلام
أن لم يكونوا يعرفون المسيء ،فانه إذا لم يقلع فسوف يكشف نفسه
التي حرص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يوفرها ويوقرها
ويجنبها الخدش فكان رحيماً بصاحبها أكثر منه، وإن كانوا يعرفون فأولى به
أن يقلع عن شيء آذى سمع الرسول صلى الله عليه وسلم أو بصره،
مما يخل بالدين، فيؤذي المجتمع، ويفتح باباً للقدوة الشريرة.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13d2b9efef3e58c8&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
والعلماء الأدباء وجدوا طرقاً للإصلاح، من بينها أن يركبوا قصة طريفة
جذابة على أحد الأشخاص المعروفين لجميع الناس ليتخذوا من هذا الشخص
مشجباً يعلقون عليه ما سوف يضعونه في المجتمع بهدف إصلاح عيب
أو حث على فضيلة ، وقد يكون هذا المشجب النبيل خليفة ، أو إماما ،
أو عالماً مشهوراً ،أو رجلاً عرف عنه السبق في أمر من أمور الحياة ذكاءً
أو كرماً ،أو شجاعةً،
أو حلماً، وقد يكون في القصة أكثر من شخص، فإذا أتقن هذا الجانب لم يبق
إلا حبك القصة، لتأتي بالمراد منها كاملاً.
والقصة الآتية ترمي إلى فضيلة، وقد لا تكون القصة حدثت إلا في ذهن
الأديب الذي صاغ كلماتها ، واختار ممثليها وأوجد المسرح اللائق بها ،
والقصة عن الحلم ،وتبين ثريات اضاءئه ، وقد أجاد الأديب إجادة تامة من
جميع النواحي في سكبها ،فهناك نزاع على السلطة ،ثبت (المأمون) فيها ،
ولا بد أن تكون له مميزات أوجبت مع توفيق الله نجاحه ،وهذه القصة
تؤكد إحدى هذه الميزات وهي الحلم، والنص كله من القرآن ونظم التتابع
في الآيات بمعرفة وفهم:
[ حكي أن المأمون كان يوضئه غلامه، فغفل عن شأنه، فنزلت الميضأة
من يده على جبهته، فنظر إليه المأمون مغضباً فقال:
يا أمير المؤمنين { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ }
قال: كظمت غيظي.
قال: { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ }
قال: قد عفوت عنك.
قال: { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين }
قال: اذهب فأنت حر. ]
الغضب عيب يأتي بسببه رذائل وسوءات، وهذه القصة فيها علاج لمن أراد
أن يساعد نفسه، ويمسك باليد التي مدت إليه لتريه إضاءة في هذا الطريق،
تنقلها إليه هذه القصة البديعة.
الموعظةُ في ثوبٍ رشيقٍ
كتبه : معالى الدكتور عبد العزيز الخويطر
[/URL]
كل مجتمع لا يخلو من أخطاء تشوه أديم وجهه، يسعى المصلحون فيه
إلى القضاء عليها والتخلص منها بالوسائل التي يرون أن فيها النجاح
والوصول إلى الهدف وقد يكون التأديب أحد هذه الأسباب ،
ألا أن المصلح السوي لا يلجأ إلى التأديب إلا بعد استنفاذ الوسائل الأخرى
التي لا تترك ندوباً في النفوس ، أو خدوش في الصدور ،ومن الوسائل التي
يلجأ أليها المصلح بدءاً التلميح، ومحاولة مساعدة الفرد على معرفة عيبه،
وإدراك عمق الضرر الذي يحدثه فعله المنتقد دون لجوء للأسلوب المباشر،
وفائدته هذا انه لا يعطي الفرد المراد إصلاحه ثقته بنفسه وانه كفئ لمعرفة
النافع فيقدم عليه الضار فيتجنبه، وان غيره يؤمل فيه ذلك ويتوقع منه
الأقدام على هذا النهج بنفس راضية واختيار مطلق ، خاصة إذا لم يكن أقدم
على الخطأ عن عقيدة، أو إصرار، أو يكون العيب قد توغل في عمله أو في
نفسه، وأصبح اقتلاعه صعباً، مما قد يجعل المكابرة أقرب للقبول عند صاحب
الخطأ من التسليم لتلميح أو إشارة.
[URL="http://www.ataaalkhayer.com/"]https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13d2b9efef3e58c8&attid=0.5&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
والرسول صلى الله علية وسلم خير معلم،وأبرع هاد إلى ما ينفع الناس مما
يرضي الله عز وجل ويعود عليه بالنفع ديناً ودنيا، وأسلوبه في التربية سام
وشامخ في العلو والرقي والتلميح عنده عليه الصلاة والسلام أسلوب ارتضاه
لإصلاح الخلل إذا رآه في أمته ،وكلمات ذات الوقع النافذ ،من بينها قوله :
( ما بال أقوام )
هذه الكلمات السحرية تنفذ نفاذ السهم في الرمية، فتصيب الهدف في كبده،
تجعل المخطئ يعرف نفسه فيثأر من نفسه ،بإصلاح خلل هذه النفس ،
وفي ذهنه أن من بين من سمعوا خطبته أو حديثه عليه الصلاة والسلام
أن لم يكونوا يعرفون المسيء ،فانه إذا لم يقلع فسوف يكشف نفسه
التي حرص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يوفرها ويوقرها
ويجنبها الخدش فكان رحيماً بصاحبها أكثر منه، وإن كانوا يعرفون فأولى به
أن يقلع عن شيء آذى سمع الرسول صلى الله عليه وسلم أو بصره،
مما يخل بالدين، فيؤذي المجتمع، ويفتح باباً للقدوة الشريرة.
https://mail.google.com/mail/u/0/?ui=2&ik=8c4e62fb9f&view=att&th=13d2b9efef3e58c8&attid=0.6&disp=emb&zw&atsh=1 (http://www.ataaalkhayer.com/)
والعلماء الأدباء وجدوا طرقاً للإصلاح، من بينها أن يركبوا قصة طريفة
جذابة على أحد الأشخاص المعروفين لجميع الناس ليتخذوا من هذا الشخص
مشجباً يعلقون عليه ما سوف يضعونه في المجتمع بهدف إصلاح عيب
أو حث على فضيلة ، وقد يكون هذا المشجب النبيل خليفة ، أو إماما ،
أو عالماً مشهوراً ،أو رجلاً عرف عنه السبق في أمر من أمور الحياة ذكاءً
أو كرماً ،أو شجاعةً،
أو حلماً، وقد يكون في القصة أكثر من شخص، فإذا أتقن هذا الجانب لم يبق
إلا حبك القصة، لتأتي بالمراد منها كاملاً.
والقصة الآتية ترمي إلى فضيلة، وقد لا تكون القصة حدثت إلا في ذهن
الأديب الذي صاغ كلماتها ، واختار ممثليها وأوجد المسرح اللائق بها ،
والقصة عن الحلم ،وتبين ثريات اضاءئه ، وقد أجاد الأديب إجادة تامة من
جميع النواحي في سكبها ،فهناك نزاع على السلطة ،ثبت (المأمون) فيها ،
ولا بد أن تكون له مميزات أوجبت مع توفيق الله نجاحه ،وهذه القصة
تؤكد إحدى هذه الميزات وهي الحلم، والنص كله من القرآن ونظم التتابع
في الآيات بمعرفة وفهم:
[ حكي أن المأمون كان يوضئه غلامه، فغفل عن شأنه، فنزلت الميضأة
من يده على جبهته، فنظر إليه المأمون مغضباً فقال:
يا أمير المؤمنين { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ }
قال: كظمت غيظي.
قال: { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ }
قال: قد عفوت عنك.
قال: { وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين }
قال: اذهب فأنت حر. ]
الغضب عيب يأتي بسببه رذائل وسوءات، وهذه القصة فيها علاج لمن أراد
أن يساعد نفسه، ويمسك باليد التي مدت إليه لتريه إضاءة في هذا الطريق،
تنقلها إليه هذه القصة البديعة.