بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   خطب الشيخ / نبيل الرفاعى (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   خطبتى الجمعة 183 بعنوان : السفر قطعة من سقر (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=11308)

بنت الاسلام 06-07-2013 12:12 AM

خطبتى الجمعة 183 بعنوان : السفر قطعة من سقر
 
183 خطبتى صلاة الجمعة بعنوان :
( الـسـفـر قـطـعـة مـن سـقـر )
ألقاها فضيلة الأخ الشيخ / نبيل بن عبدالرحيم الرفاعى


أمام و خطيب مسجد التقوى - شارع التحلية - جدة
حصريــاً لبيتنا و لتجمع المجموعات الإسلامية الشقيقة
و سمح للجميع بنقله إبتغاء للأجر و الثواب






الحمد لله تعظم ملكوته فاقتدر ، و عز سلطانه فقهر ،



و أشهد أن لا إله إلا الهه وحده لا شريك له


أمرنا بتقواه في الحضر و السفر ،


و أشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله و رسوله


الشافع المشفع في المحشر،


صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله السادة الغرر ،


و التابعين و من تبعهم بإحسان و سلم تسليماً كثيراً .






فيا عباد الله



خيرُ الوصايا الوصيّة بتقوى ربِّ البرايا ،


فتقواه سبحانه أنفع الذخائر للمسلم و أبقاها ، و آكدُ المطاب و أقواها ،


في قفوها منازلُ الحقّ و التوفيق ، و في التزامها الاهتداء إلى الرأي الثاقبِ الوثيق ،



فاتقوا الله رحمكم الله



في كلّ أحوالكم ، في حلّكم و ارتحالكم،


و ظعنِكم و انتقالكم ، و مَن تنكّب سواء التقوى انقلب خاسئًا و هو حسير ،


فلبئس المولى و لبئس العشير.



أيها المسلمون :



ما أكثر ما يسافر الناس لشؤون حياتهم ! مادية أو معنوية ،


و لقد سافر رسول الله صلى الله عليه و سلم مرات و مرات ،


إبّان شبابه قبل البعثة جهاد و تجارة ، و بعد نبوته ما بين حج و عمرة .


و السفر غالباً يعري الإنسان من الأقنعة التي كانت تحجب طبيعته ،


و ما سمي السفر سفرا إلا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ، و لذا فإن السياحة في الأرض ,


و التأمل في عجائب المخلوقات ، مما يزيد العبد معرفة بربه ـ عز و جل ـ ،


و يقينا بأن لهذا الكون مدبرا ، لا رب غيره و لا معبود بحق سواه .


فالمسافر يتأمل ثم يتدبر ثم يخشى ،


كل ذلك حينما يرى عجيب صنع الله و عظيم قدرته



{ صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَىْء إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }



[ النمل : 88 ] .



و لقد أنكر الله ـ سبحانه ـ على من فقد هذا الإحساس المرهف



بقوله تعالى



{ وَكَأَيّن مِن ءايَةٍ فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }



[ يوسف : 105 ] .



السفر عباد الله



معترى بحالتين اثنتين : حالة مدح و حالة ذم ؛


فالخروج من الملل و السآمة و الضيق و الكآبة من الناس و المكان للتأمل في خلق الله ،


أو طلب علم نافع ، أو صلة قريب أو أخ في الله هو سمة السفر الممدوح ،


و هو مذموم أيضا ، من جهة كونه محلا للمشاق و المتاعب ؛


لأن القلب يكون مشوشا و الفكر مشغولا من أجل فراق الأهل و الأحباب ؛



و لذا قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم :



( السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه و شرابه و نومه ،


فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله )



[ رواه البخاري و مسلم يرحمهما الله ] .



و المراد بالعذاب يا عباد الله



الألم الناشئ عن المشقة ، لما يحصل في الركوب و السير من ترك المألوف .


و لقد ذهب بعض أهل العلم كالخطابي و غيره ، إلى أن تغريب الزاني ،


إنما هو من باب الأمر بتعذيبه ـ و السفر من جملة العذاب ـ


و لقد سئل فضيلة إمام الحرمين : لم كان السفر قطعة من العذاب ؟


فأجاب على الفور : لأن فيه فرقة الأحباب .



إخوةَ العقيدة



إنّ السفر الذي احتُسب فيه الأجر و الثواب و حُرِص فيه على الطاعة


لهو بحقّ روضة للعقول , و بلوغ للأنس المأمول ، و هو مَجْلاة للسّأمة ،


و بُعدٌ عن الرّتابة و النمطيّة ، و فضاءٌ رحب للاعتبار و الادكار ،



{ قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلأرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ ٱلْخَلْقَ }



[ العنكبوت : 20 ] .



إبّان السفر تتجلّى عظمة الخالق البارئ سبحانه ،


فتخشعُ له القلوب أمام بديع السموات و الأرض ، أمامَ بديع خلقِ الطبيعة الخلاّبة ,


و تسبّحه الروح لمفاتنها الأخّاذة الجذّابة ، أراضٍ شاسعةٌ فسيحة ،


أنبتت أجملَ زهر بأطيب ريح ،



{ أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ ٱلسَّمَاء مَاء


فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ }



[ النمل : 60 ] ،



{ أَمَّن جَعَلَ ٱلأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلاَلَهَا أَنْهَارًا


وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءلـٰهٌ مَّعَ ٱللهِ }



[ النمل : 61 ] .




فسبحان الله عباد الله



مشاهدُ في الطبيعة ذائعة ، و مخلوقات بديعة تدهِش الألباب ،


و في إتقانها العجب العجاب ، تفعِم النفسَ و القلب مسرّة و ابتهاجًا ،


لكن شريطةَ أن تكونَ على ممسٍّ من القلب و الروح و الفكر .


و سبحانَ الله ، كم يغلب على كثير من الناس أن يمرّوا بهذه المناظر


و كأنهم إزاءَها دونَ نواظر ،



{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ ءاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا


فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأبْصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ }



[ الحج : 46 ] .


بنت الاسلام 06-07-2013 12:17 AM

يقول الإمام أبو الوفاء ابن عقيل رحمه الله :



" فنعوذ بالله من عيونٍ شاخصة غير بصيرة ،


و قلوب ناظرةٍ غير خبيرة ".



إخوة الإيمان



و من الحثّ اللّطيف على السفر النافع المفيد قولُ الثعالبي رحمه الله :



" من فضائل السفر أنّ صاحبه يرى من عجائب الأمصار و بدائع الأقطار


و محاسن الآثار ما يزيده علمًا بقدرة الله تعالى , و يدعوه شكرًا على نعمه " .



و هل بلغ الصحابة الأجلاء و السلف الصالح ما بلغوا مِن ذُرى القمَم و قصَب السبق


بين الأمم إلا بالرحلة في طلب الحديث و تحصيل العلوم و المعارف .



أيها المصطافون ، أيها المسافرون



يا مَن عزمتم على جَوْب الأمصار و الأقطار و ركوب الأجواء و البحار


و اقتحام الفيافي و القفار و تحدي الشدائد و الأخطار , تلبّثوا مليًّا ،


و تريّثوا فيما أنتم بسبيله ،


و ليكن في نواياكم أسوتكم و نبيكم صلى الله عليه و سلم ،


حيث ارتحل من مكّة إلى المدينة ، حاملاً النورَ و الضياء و الهدى و الإصلاح ،


و كذلك صحابته الكرامُ في أثره ،


حيث كانوا لنشر رسالتهم الربانية المشرقة أجلَّ السفراء ،


و سار في ركابهم جِلّة العلماء ، فشقّوا الأرضَ شقًّا ، و ذرعوها سفرًا و تسيارًا ،


طلبًا للعلم و الإفادة و الصلاح و السعادة ، و تصعّدًا في مراقي الطّهر و النّبل ،


كلّ ذلك على كثرة المخاوف و شُحّ الموارد و خشونة المراكب و قلّة المؤانس ،


فهلاّ اعتبرنا بهم و شكرنا الباري جلّ في علاه على نعمِه السوابغ .



ألا فاعلموا عباد الله



أن السفر في هذه الآونة ، يختلف عن السفر في قرون مضت ،


فقد مهدت الطرق ، و جرت عليها العربات الآلية بشتى أنواعها المبدعة ،


فهي تسير بهم على الأرض إن شاءوا أو تقلّهم الطائرات السابحة في الهواء إن رغبوا ،


أو تحملهم الفلك المواخر في البحر إن أرادوا ، كما أن الأزمنة قد تقاصرت ،


فما كان يتم في شهور بشق الأنفس ، أضحى يتم في أيام قصيرة بل ساعات قليلة ،


و بجهود محدودة بل و ربما عطس رجل في المشرق فشمته آخر في المغرب ،


و هذا مصداق حديث النبي صلى الله عليه و سلم من أن :


تقارب الزمان من علامات الساعة كما عند البخاري في صحيحه .


و مع هذه الراحة الميسرة فإن الأخطار المبثوثة هنا و هناك لم تنعدم ،


ففي الجو يركب المرء طائرة يمتطي بها صهوة الهواء ، معلقا بين الأرض و السماء ،


بين مساومة الموت و مداعبة الهلاك فوق صفيحة مائجة ،


قد يكون مصيره معلقا بأمر الله في خلخلة مسمار أو إعطاب محرك ،


لاسمح الله .


مما يؤكد الاحتماء بالله و ارتقاب لطفه المترجم بلزوم آداب السفر ،


و البعد عن معصية الله في هوائه بين سمائه و أرضه ، و المستلزمة وجوبا ،


إقصاء المنكرات من الطائرات ، و التزام الملاحين و الملاحات بالحشمة و العفاف


و البعد عما يثير اللحظ أو يستدعي إرسال الطرف .



و إن تعجب أيها المسلم



فعجب ما يفعله مشركو زمان النبي صلى الله عليه و سلم


من اللجوء إلى الله في الضراء



{ فَإِذَا رَكِبُواْ فِى ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ


فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }



[ العنكبوت : 65 ] .



و بعض عصاة زماننا سراؤهم و ضراؤهم على حد سواء ، فقبح الله أقواما ؛


مشركو زمان النبي صلى الله عليه و سلم أعلم بلا إله إلا الله منهم .



أيها المسلمون



إن التقارب في الزمان و المكان بما هيأ الله من أسباب السرعة ،


لهو نعمة عظيمة و رحمة جُلَّى ، تستوجبان الشكر للخالق و الفرار إليه ،


في مقابل التذكر ، فيما فعله الله ـ جل و علا ـ بقوم سبأ


الذين كانوا في نعمة و غبطة ، من تواصل القرى ،


بحيث إن مسافرهم لا يحتاج إلى حمل زاد و لا ماء



{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْقُرَى ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَـٰهِرَةً


وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِىَ وَأَيَّاماً ءامِنِينَ }



[ سبأ : 18 ] .



و لكن لما بطروا نعمة الله و مالت نفوسهم إلى ضد حالهم



{ فَقَالُواْ رَبَّنَا بَـٰعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ


فَجَعَلْنَـٰهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَـٰهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ }



[ سبأ : 19 ] .



ففرق الله شملهم بعد الاجتماع ، و باعد بينهم بعد التقارب ،


حتى صاروا مضرب المثل ؛


و لهذا تقول العرب في القوم إذا تفرقوا : تفرقوا أيدي سبأ .



و بعدُ عباد الله



فإن من أعظم فوائد السفر ، و أكثرها تعلقا بالله ، معرفةَ عظمته و قدرته ،


بالنظر إلى ما ابتدعه ـ جل و علا ـ ، خلقا جميلا عجيبا ،


من حيوان و نبات ، و ساكن و ذي حركات ،


و ماذرأ فيه من مختلف الصور التي أسكنها أخاديد الأرض ،


و خروق فجاجها ، و رواسي أعلامها ، من أوتاد و وهاد ،


فصار فيها جدد بيض و حمر مختلف ألوانها و غرابيب سود ،


و من ذوات أجنحة مختلفة ، و هيئات متباينة



{ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لّمَن يَخْشَىٰ }



[ النازعات : 26 ] .



كونها بعد أن لم تكن في عجائب صور ظاهرة ،


و نسقها على اختلافها بلطيف قدرته و دقيق صنعه ،


فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غمس فيه ،


و منها مغموس في لون صبغ ، قد طوِّق بخلاف ما صبغ به



{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَابّ وَٱلاْنْعَـٰمِ مُخْتَلِفٌ أَلْوٰنُهُ


كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاء }



[ فاطر : 28 ] .



فسبحان من أقام من شواهد البينات على عظمته و قدرته !


فانقادت له العقول معترفة به و مسلمة له ،


فبان لها أن فاطر النملة هو فاطر النخلة .



إخوة الإيمان



و ثمة أمر يغفل عنه كثير من المسافرين و هم في غمرة الاستعداد و التأهب


لخوض غمار السفر و متاعبه ، إنه التأهب و الاستعداد للسفر للدار الآخرة ،


ذلكم السفر الذي ينساه كثير من الخلق ،


و يغفل عنه فئام ممن طال عليهم الأمد فقست قلوبهم .


إنه السفر الذي سوف يخوضه كل واحد منا وحيداً فريداً ،


ليس له من الزاد إلا ماقدمه من عمل صالح في هذه الحياة الدنيا .


فحري بكل من حزم حقيبته لسفر من أسفار الدنيا أن يتذكر يوم سفره إلى الآخرة ،


يوم قدومه على ربه و مولاه ، لا يحمل معه إلا صالح عمله ، و تقواه لربه .


فأعدوا العدة لذلكم رحمكم الله و تزودوا فإن خير الزاد التقوى ،


و اتقوا الله يا أولي الألباب .


بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم ،


و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .


قد قلت ما قلت إن صوابا فمن الله ، و إن خطأ فمن نفسي و الشيطان


و أستغفروا الله إن الله غفور رحيم .


بنت الاسلام 06-07-2013 12:21 AM




الحمد لله على إحسانه ، و الشكر له على توفيقه و امتنانه ،


و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له


شهادة نرجو بها النجاة من عصيانه ،


و أشهد أن سيدنا محمدا عبده و رسوله الداعي إلى رضوانه ،


صلوات ربي و سلامه عليه و على آله و صحبه و إخوانه .






فاتقوا الله معاشر المسلمين



و اعلموا أن الإسلام قد عُنِيَ بالسفر عناية فائقة ؛


فجعل له أحكاما تخصه من سنن و آداب و واجبات ،


و محرمات و مكروهات ينبغي ألا يغفل عنها كل مسافر .


كما يؤكد على إحياء السنن المندثرة عند السفر ،


من ذكر الوداع بقوله لمن يودعهم : أستودعكم الله الذي لا تضيع و دائعه ،


و كذا دعاء الركوب على الدابة ،


و التكبير على كل شرف و التسبيح إذا هبط واديا،


و ذكر إقبال الليل أثناء السفر



بأن يقول :



[ يا أرض ربي و ربك الله ، أعوذ بالله من شرك ، و من شر ما فيك ،


و شر ما خلق فيك ، و شر ما يدب عليك ، و أعوذ بالله من أسد و أسود ،


و من الحية و العقرب ، و من ساكن البلد ، و من والد و ما ولد ]



و أن يقول إذا نزل منزلا :



[ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ]



فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك إن شاء الله .



و قد قال القرطبي ـ رحمه الله ـ:



" هذا خبر صحيح علمنا صدقه دليلا و تجربة ، منذ سمعته عملت به ،


فلم يضرني شيء إلى أن تركته فلدغتني عقرب ليلة فتفكرت فإذا بي نسيته " .



كما يستحب للمسافر عباد الله



إذا بدا له الفجر و هو في السفر أن يقول


ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم



أنه قال صلى الله عليه و سلم حينما بدا له الفجر :



( سمع سامع بحمد الله و حسن بلائه علينا ،


ربنا صاحبنا و أفضل علينا ، عائذا بالله من النار )



[ رواه مسلم ] .



و غير ذلك من السنن كثير و كثير يطول المقام بذكره ،


غير أنا نوجه بأن وصايا النبي صلى الله عليه و سلم


بآداب السفر من ذكر و تكبير و تسبيح كأنه يعني


بالتعريض أن القافلة المسافرة كلها في صلاة ،


و ما هي إلا صور تجعل من تمجيد الله شغل قافلة السفر ،


و من ذكره و الثناء عليه ، السمو الذي تطمئن به قلوب ذاكريه ،


و من ثم يشعر المسافر ،


باختصار السفر و سهولته فينجو من و عثائه و من كآبته .




ألا فاتَّقوا الله في حِلكم و ترحالكم و صلوا و أكثروا يرحمكم الله





من الصلاة و السلامِ على الحبيب رسولِ الله


كما أمركم بذلك ربّكم جلّ في علاه ،



و هو خير البرية و أزكى البشرية


محمّد بن عبد الله صاحب الحوض و الشفاعة ،


فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه ،


و ثنى بملائكته المسبِّحة بقدسِه ، و أيّه بكم أيها المؤمنون




فقال جلَّ من قائل عليما :




{ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ


يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا }




[ الأحزاب : 56 ]




اللّهمّصلِّ و سلِّم وبارِك على عبدِك و رسولك


سيدنا و نبيِّنا محمّد الحبيب المُصطفى و النبيّ المُجتبى ،


و على آله الطيبين الطاهرين ، و على أزواجِه أمّهات المؤمنين ،



و ارضَ اللّهمّعن الخلفاء الأربعة الراشدين :


أبي بكر و عمر و عثمان و عليٍّ ،


وعن الصحابة أجمعين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يومِ الدين ،


و عنَّا معهم بعفوِك و جُودك و إحسانك يا أكرم الأكرمين .




و قال عليه الصلاة و السلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه :




( مَن صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه بها عشرًا ) .




فاجز اللّهمّ عنّا نبيّنا محمّدًا صلى الله عليه و سلم خيرَ الجزاء و أوفاه ،


و أكمله و أثناه ، و أتمَّه و أبهاه ، و صلِّ عليه صلاةً تكون له رِضاءً ،


و لحقِّه أداءً ، و لفضلِه كِفاء ، و لعظمته لِقاء ، و تلقى منك سبحانك قبول و رضاء ،


يا خيرَ مسؤول و أكرمَ مأمول يا رب الأرض و السماء .




اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك ، و حبَّ رسولك محمّد صلى الله عليه و سلم ،


و حبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك .




اللّهمّ اجعل حبَّك و حبَّ رسولك صلى الله عليه و سلم أحبَّ إلينا


من أنفسنا و والدينا و الناس أجمعين .




اللّهمّ أعِزَّ الإسلام و المسلمين ، و أذلَّ الشركَ و المشركين ،


و أحمِ حوزةَ الدّين ، و أدِم علينا الأمن و الأمان و أحفظ لنا ولاة أمورنا ،


و رد كيد كل من أراد فتنة فى بلادنا فى نحره أو فى أى من بلاد المسلمين




اللّهمّ أمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،


و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم




اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و وحد كلمتهم



اللّهمّ آمنا فى أوطاننا و أصلح أئمتنا و ولاة أمورنا ،


و أنصر عبادَك المؤمنين فى كل بقاع الأرض و أحفظهم


و أحفظ أخواننا فى برد الشام و فى فلسطين و مينمار و أفغانستان و جميع المسلمين



اللّهمّ و اشف مرضاهم و أرحم موتاهم و أجمع شملهم و داوى جرحاهم


و تقبل شهداءهم و أحفظ دينعم و أموالهم و أعراضهم




اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين


اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين


اللّهمّ أرزقنا الغيت و لا تجعلنا من القانطين




اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا عذاب بفضلك و كرمك يا كريم يا تواب



ثم الدعاء بما ترغبون و ترجون من فضل الله العلى العظيم الكريم



أنتهت







و لا تنسونا من صالح دعاءكم .


و تجدونها فى ملف مرفق لمن يرغب فى الأحتفاظ بها






و لخطب فضيلته السابقة تفضلوا بزيارة موقعنا










و به من خير الله الكثير








اما بالنسبة لموقع فضيلة الشيخ نبيل الرفاعى فهو :-





















و أوصيكم بزيارتهما بأستمرار فبهما من خير الله الكثير
و بهما تستمعون لقرأة القرآن الكريم بالصوت الشجى و اللهجة الحجازية الأصيلة







تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و من جميع المسلمين





All times are GMT +3. The time now is 04:04 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.