بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   ا شهر رمضان ترفق ، دموع المحبين تُدفق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقق (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=5169)

هيفولا 08-27-2011 01:05 AM

ا شهر رمضان ترفق ، دموع المحبين تُدفق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقق
 

ها هو ذا رمضان يمضي،
وقد شهدت لياليه أنين المذنبين، وقصص التائبين،
وعبرات الخاشعين،
وأخبار المنقطعين.
وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين،
وشهد نهاره صوم الصائمين وتلاوة القارئين،
وكرم المنفقين.
إنهم يرجون عفو الله،
علموا أنه عفو كريم يحب العفو فسألوه أن يعفو عنهم.


يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تُدفق،
قلوبهم من ألم الفراق تشقق،
عسى وقفةللوداع أن تطفئ من نار الشوق ما أحرق،
عسى ساعة توبة وإقلاع أن ترفو من الصيام ما تخرق،
عسى منقطع عن ركب المقبولين أن يلحق،
عسى أسير الأوزار أن يطلق،
عسى من استوجب النار أن يعتق،
عسى رحمة المولى لها العاصي يوفق

لما عرف العارفون جلاله خضعوا،

ولما سمع المذنبون بعفوه طمعوا،
وما ثمَّ إلا عفو الله أو النار.
لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة؛
ولكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفوه.
كان أحد الصالحين يدعو قائلاً:

( جرمي عظيم، وعفوك كبير، فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم )


هذا دعاء الصالحين،
وهكذا قضوا رمضان،
فلهم الحق أن يبكوا في ختامه؛
لما له من لذة في قلوبهم،
ومع ذلك فهم وجلون من ربهم،
خائفون من الرد وعدم القبول،
يعلمون أن المعوَّل عليه القبول لاالاجتهاد،
وأن الاعتبار بصلاح القلوب لا بعمل الأبدان.



كم من قائم محروم !
ومن نائم مرحوم!
هذا نام وقلبه ذاكر، وذاك قام وقلبه فاجر؛

لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات،
والاجتهاد في الصالحات، مع سؤال الله القبول،
والاشتغال بمايصلح القلوب، وهذا دأب الصالحين.


يا من ضاعت منه ليال من رمضان !!
وفاتتهم الفرصة؛
فأضاعوه في اللهو والباطل؟
توبوا إلى ربكم
فما يزال ربكم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.

ما زال باب التوبة مفتوحاً،
فإلى ربكم أنيبوا.
فإن كانت الرحمة للمحسنين فالمسئ لا ييأس منها،
وإن تكن المغفرة مكتوبة للمتقين
فالظالم لنفسه غير محجوب عنها،


وقد قال الله سبحانه:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ
لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

[الزمر:35].


يا من ضاعت منه ليال من رمضان !!

لا يضع منك عمرك،

اختمه بتوبة عسى أن يختم أجلك بالحسنى


يا أيها العاصي - وكلنا ذلك -
لا تقنط من رحمة الله لسوء عملك؛
فكم يُعتقُ من النار في ختام الشهر من أمثالك.
اصدق مع الله يصدقك،
وأحسن الظن بربك،
وتب إليه؛
فإنه لا يهلك على الله إلا هالك.


..وها هي العشر الأواخرقد اوشكت على النهاية ..


" مَنْ قَام لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "
..
لنجتهد بالقيام في ما بقي منها .. فإنما هي أيام قلائل ..
ثم تنقضي وتزول .. ويبقى الفوز بأعظم الأجور ..

" العتق من النيران ,
وغفران ما تقدم من الذنوب
"

ولنردد في نهار العشر ولياليه بقولنا :
" اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي "


لنساهم في نشر هذا المقال
ليتدارك من فاتته الليالي بالموعظة الحسنة
و لنبث الأمل في قلوب من أمتلئت قلوبهم حسرات
والدال على الخير كفاعله


المصدر : متفرقات لبعض كلمات الدعاة

اختكم /هيفولا

:o


All times are GMT +3. The time now is 12:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.