بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4954 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=71312)

حور العين 09-27-2020 02:51 PM

درس اليوم 4954
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
أين الله في قلوبنا؟!

تأملت في هذه الكلمات “أين الله في قلوبنا؟” ووقفت معها وفكرت فيها
فقفزت إلى ذهني مجموعة كبيرة من التساؤلات: هل نحن نعظم الله حق
التعظيم؟ وكيف عظمته في قلوبنا؟ لقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وهو يصف الصالحين “عَظُمَ الخالقُ في قلوبهم، فصغُر ما دونه في
أعينهم”، فانظروا معي أيها الأحباب إلى هذا التعظيم الذي جعلهم ينشغلون
بعظمته وحده عن عظمة من سواه كائنا من كان، فصاروا لا يخافون إلا منه،
ولا يسكنون ولا يطمئنون ولا يلجئون إلا إليه، ولا يرون رقابة أحد سواه
حتى تعلقت به قلوبهم، واستحوذ جلاله على نفوسهم، فصار هو سبحانه وتعالى حسبهم ووكيلهم، يوافيهم بالعطايا والهبات ويؤيدهم بالمعاني ويثبتهم
بالكرامات وصاروا هم أهله وأحبابه وخاصته.

أين نحن من حب الله؟ وكيف علاقتنا بحبيبنا؟ وهل نحن حريصون على
تصحيح مفاهيم حبنا له سبحانه؟ بمعنى هل نحب أن يكون الله كما نريد منه
جل جلاله؟ أم نحب ونجتهد أن نكون نحن كما يريد الله منا؟ ثم نقف بعدها
على عتبة العبودية؟!

يا إخواني إن الله لا يحب أن تزاحمه أعراض الدنيا في قلب عبده وحبيبه،
فحين يزاحم حب الولد محبة الله في قلب الخليل يأمره الله بذبح ابنه، وعندما
تصدق المحبة يخلص قلب الخليل لربه العظيم، وحينما يكون لتعظيم البيت
الحرام مكان في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وقلوب الصحابة يأخذ الله
عز وجل منهم القبلة التي استأثرت بقلوبهم، ويأمرهم بالصلاة جهة بيت
المقدس حتى يرى هل حبه أعظم وأقوى وأكبر من حبهم وتعظيمهم للبيت
الحرام؟ وحين تكون الإجابة نعم يرد إليهم البيت بأمره كما أخذه منهم بأمره.
وفي الخبر الإلهي “من آثرني على من سواي آثرته على من سواه”.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 04:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.