بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 6114 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=90540)

حور العين 03-26-2024 05:15 AM

درس اليوم 6114
 

من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم

ليلة القدر بين السلام والعفو



ليلة القدر يَغشى الكون فيها السلامُ، فهي ذاتها سلام:

﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5].



فاطلُب من ربك أن يوصلك إلى شاطئ السلامة، أن يُسلمك مِن شرور

مَن حولك، أن تَسلمَ مِن أذى الماكرين، وشرور الحاقدين.



أن يُسلمك من كل شيء يُبعدك عن مولاك، حتى من شر الشيطان وشركه،

ونفسك الأمَّارة بالسوء التي بين جَنبيك.



كم هي الحوادث والأقدار والمصائب والنكبات والرزايا التي تَعصف بالبشر،

فيَوَدُّون أن لو عبَروا هذه الدنيا بسلام.



فيها تُقدَّر أقدار عام كامل؛ فاطلُب من مولاك أن يرحمك، ويَلطف بك، وألا

يَكِلَك إلى نفسك؛ فإنه إنْ وكلَك إلى نفسك هلَكتَ.



وهناك رابطٌ بين الدعاء فيها:

"اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عنا"، وبين "سلام هي"،

فإذا عشتَها بتفاصيلها وعفا عنك، عِشتَ حياتك كلها سالِمًا من كل شرٍّ.



إذا سلَّمك عفا عنك، وإذا عفا عنك سلَّمك، فهو السلام وهو العفو.

العفو أن يُزيل ذنوبَك بالكلية، فلا يُرَى لها أثرٌ، تُطمَس من الديوان،

فتأتي سالِمًا منها يوم القيامة.



العفو أن يُعطيك طلبَك وفوق ما تطلُب، فهو كريم بَرٌّ رؤوف

رحيم بعبده، إذا ناجاه ووقَف ذليلًا بين يديه.



لا تدَع رواحلَ القائمين تمضي وأنت مشدوهٌ

واجم سارح بخيالك في الدنيا الدنية.



احذَر أن تهطل فيها نفحات السلامة وأنت بعيدٌ عن مولاك في سوقك وتجارتك

وعملك، تُصارع ضوضواء الأسواق.



لا تهب نسائمُ السَّحر وأنت على وسائل التقاطع التي إن قطعتْك بربِّك

خسِرتها، وإن خَسِرتها خَسِرتَ الخيرَ كلَّه.



قُمْ ناجِ مولاك، تَضرَّع إليه، ابْكِ بين يديه، ليكُن حالك:

أَسيرُ خلفَ ركاب القوم ذا عَرجٍ

مُؤمِّلًا جبرَ ما لاقيتُ مِن عِوَجِ

فإن لحقتَ بهم مِن بعد ما سبَقوا

فكم لربِّ السما للناس مِن فَرجِ

وإن ظللتَ بقَفر الأرض منقطعًا

فما على أعرج مِن ذاك في حَرَجِ



هي خير وهي سلام فقُمْها لتدخل الجنة بسلام، هي مِنَحٌ وهي كنوز، فسارع

لتفوز، فيا بُشرى مَن اغتنَمها، وحرَص فيها على عبادة ربه، والاعتراف

بذنبه، والاعتكاف على مصحفه، وتمريغ أنفه لخالقه وسيده؛ يقول د. محمد

المقرن واصفًا إياها:

يا ليلةً عن ألف شهرِ

تهديكَ عُمْرًا فوق عُمرِ

لو أنها تحكي لقالت:

ملء هذا الكون أجري!

من فاته يومٌ قضاه

فكيف نقضي ألف شهر؟!



فهيَّا قُم ناجِ مولاك، اغتنِم ساعاتك، احفَظ زمانك، تقرَّب لربك في هذه الليلة

بعبادة التضرع والتذلل والإنابة، واسمَع جرابًا وهو يقول، وليَكُن حاله حالك:

نَادَيْتُ فِي جُبِّ اللَّيَالِي

يَا إِلَهِي مَنْ سِوَاكْ؟!

أَنَا لَسْتُ يُوْسُفَ إِنَّمَا

عَبْدٌ تَرَاهُ وَلَا يَرَاكْ

الذَّنْبُ يُثْقِلُهُ وَلَكِنْ

كَمْ يَخِفُّ إِذَا دَعَاكْ!

يَرْجُو رِضَاكَ وَلَيْسَ

أَعْظَمُ يَا إِلَهِي مِنْ رِضَاكْ


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


All times are GMT +3. The time now is 11:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.