بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4861 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=69603)

حور العين 06-20-2020 02:13 PM

درس اليوم 4861
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الله الحي
وثمرات الإيمان به (03)

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بَهَذَا الاسمِ:
1- إنَّ اللهَ تبارك وَتَعَالَى حيٌّ بحياةٍ هِيَ له صفةٌ، حيٌّ أبدًا لا يموتُ والجنُّ
والِإنسُ يموتون، بل كلُّ ما على الأرضِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:

{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }
[الرحمن: 26، 27].

فَهَذَا الاسمُ فيه إثباتُ صفةِ الحياةِ، وَهِيَ مِنْ الصفاتِ الذاتيةِ، فحياتهُ سُبْحَانَهُ
أكملُ حياةٍ وأتمُّها، ويستلزمُ ثبوتَ كلِّ كمالٍ يُضادُّ نفيُهُ كمالَ الحياةِ.

وَقَدْ فرَّ الزمخشريُّ المعتزليُّ مِنْ إثباتِ هذه الصفة ففسَّرها بلازمِها،
فَقَالَ فِي كَشَّافِهِ: "(الحَيُّ) الباقي الذي لا سبيلَ عليه للفناءِ،
وهو على اصطلاحِ المتكلمينَ الذي يصحُّ أنْ يَعْلمَ ويَقْدِرَ".

2- وحياتهُ جلَّ وعلا مُنزهةٌ عن مشابهةِ حياةِ الخَلقِ، فلا يجري عليها الموتُ
أو الفناءُ، ولا تعتريها السِّنَةُ ولا النومُ، والسِّنَةُ هِيَ النّعاسُ الذي يكون فِي
العينِ ويَسْبقُ النومَ، وكلاهما يُنافي كمالَ القدرةِ والحياةِ؛ لأنَّ النومَ قاهرٌ
للحيِّ مِنَّا مُعَطِّلٌ لحواسِّهِ وَقُدرتِهِ وَعلمِهِ، ولا يَصحُّ أن يُوصفَ اللهُ بِذَلِكَ.

وَكيف يُتصوَّرُ جريانُ النومِ عليه، وَلاَ قِيامَ للسماواتِ والأرضِ إِلا به؟!
قَالَ سُبْحَانَهُ:

{ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا
إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [فاطر: 41].

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللهَ لا ينامُ، ولا ينبغي له أنْ ينامَ، يَرْفُع
القِسطَ وَيخفِضُهُ، وَيُرفعُ إليه عملُ النَّهارِ بالليلِ، وعملُ الليلِ بالنَّهارِ".

3- الله جلَّ شأنهُ هو الذي يَهَبُ أهلَ الجَنَّةِ تلك الحياةَ الدائمةَ الباقيةَ
التي لا تفنى ولا تبيدُ، قال سُبْحَانَهُ:

{ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ } [العنكبوت: 64].

فحياتُهم دائمةٌ بإدامة اللهِ لها، لا أنَّ الدوامَ وَصْفٌ لازمٌ لها لذاتِها، بخلافِ
حياةِ الرَّبِّ تَعَالَى، وكذلك سائرُ صفاتِهِ، فصفاتُ الخالقِ كما يَليقُ به،
وصفاتُ المخلوقِ كما يليق به.
فالحياةُ الدنيا كالمنامِ، والحياةُ الآخرةُ كَاليقظةِ.

4- كَانَ مِنْ دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يقول: "اللهمَّ لكَ
أسلمتُ، وبِكَ آمنتُ، وَعَلَيِكَ توكلتُ، وإِلَيك أنبتُ، وبك خَاصمتُ،
اللهمَّ إِني أعوذُ بعزتِكَ لا إِله إِلا أنت أن تُضِلَّني أنتَ الحيُّ الذي لا يموتُ،
والجنُّ والإِنس يموتون".

أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 09:31 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.