نفحة يوم الجمعة / أمـــانى صلاح الدين
أ .نبيل النشمي الإيمان الذي يملأ القلب خشية لله، ومحبة له - سبحانه وتعالى وتعظيمًا واستسلامًا، وتوكلاً، ورغبة ورهبة، وإنابة، وطمعًا في الجنة وخوفًا من النار، ويقينًا بوعد الله - سبحانه وتعالى. الإيمان الذي يرتقي بصاحبه إلى درجة المراقبة لله في حركاته وسكناته، ويظهر في صاحبه التقوى والورع، والإيثار ومحبة الخير للغير، والصبر، والصدق، والاستقامة، والنصيحة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم ولخاصة المسلمين وعامتهم، والتعاون على البر والتقوى، والبُعد عن النزاع والشقاق، والحرص على جمع الكلمة والمحافظة على المال العام، واجتناب الشبهات، واحترام الحقوق وتأدية الواجبات. الإيمان الذي لا يحتاج معه صاحبُه إلى قانون بشري يردعه، ولا إلى قوة ردع تزجُره غير مراقبة الله - سبحانه وتعالى - في السر والجهر، والذي يعمل على توليد القوة الرُّوحية، وتنمية الدافع الذاتي، وتقوية الوازع الداخلي، وبث الروح في الأقوال والأفعال، ومن ثَمَّ يسهل على المرء بعد ذلك القيامُ بالأعمال المطلوبة منه، ويسهل عليه حجز نفسه عن نزواتها ونزغاتها. هذا الإيمان هو الحل الأمثل لحياة مثلى، وعلى رأس ذلك إيجادُ مجتمع آمن ومتحابٍّ ومتعاون، حريص على عدم الاعتداء على الأموال والأعراض والدماء، فما أحلى أن نعيشَ سعداء، آمنين، مطمئنين، نقوم بواجباتنا، ونأخذ حقوقنا بكل قناعة وتسليم ! وبإطلالة سريعة على أرقى مجتمع عرفته البشرية مجتمع الصحابة رضي الله عنهم نجد أن ذلك الإيمانَ هو السبب الرئيس في الارتقاء بهم إلى القمة في كل شيء، وكله ناتج تربية عظيمة تلقَّوْها من معلم البشرية صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم على مائدة القرآن القرآن . |
All times are GMT +3. The time now is 03:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.