بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4825 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=68449)

حور العين 04-08-2020 03:21 PM

درس اليوم 4825
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
معنى اسم الله الحَيِيّ (01)

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الحَيِيِّ):
الحييُّ فِي اللغة هو المتصِفُ بالحياءِ، يقال: حَييَ منه حَياءً
واستَحْيَا منه واستَحَى منه، وهو حَييٌّ ذو حياءٍ كغنيٍّ ذي غِنًى.

والحياء صفةٌ خُلُقية رقيقةٌ، وسَجِيَّةٌ لطيفةٌ دقيقةٌ، تمنعُ النفسَ مِنْ تَجاوزِ
أَحكامِ العُرْفِ، أو مِنْ تجاوز أحكامِ الشَّرْعِ، وأحكامُ العُرفِ يُقصد بها كلُّ ما
تعْرفهُ النفوسُ، وتستحسنُه العقولُ مِنْ مكارمِ الأخلاقِ، ومحاسنِ الشِّيمِ،
وَهِيَ التي كانت ولم تَزَلْ مستحسنةً فِي كلِّ زمانٍ ومكان، وعند البخاري
مِنْ حديثِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى
إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ".

"إذا لم تَسْتَحِ": فعْل مضارع مجزوم بِلَمْ وعلامة جزمه حذفُ آخرِه، فالفعل
مكوَّن مِن ثلاثة أحرف وحُذِفَ آخرُه للجزم وبقيَ حرفان.

قال أبو تمام:
إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي ♦♦♦ ولم تَسْتَحْيِ فاصنعْ ما تشاءُ

والمقصودُ: أنَّ الحياءَ لم يزلْ مستحسَنًا فِي شرائعِ الأنبياءِ، وأنه لم يُنسخْ
فِي جملةِ مَا نُسِخَ مِنْ شرائِعهم، وعند البخاري مِنْ حديث أبي سفيانَ
رضي الله عنه، قَالَ: "فَوَاللهِ لَوْلا الْحَيَاءُ مِنْ أنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا
لَكَذَبْتُ عَنْهُ".

وعند البخاري من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه؛
أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"إِنَّ موسى كَانَ رَجُلًا حَييًّا سِتِّيرًا لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ".

والله عز وجل قَالَ:
{ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ
قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا }
[القصص: 25]،

فالحياءُ صفةٌ أخلاقيةٌ، وسَجِيَّةٌ نَفسِيةٌ تُراعِي مكَارمَ الأخلاق،
ومحاسِنَ الشِّيمِ، وَهِيَ كلُّها خَيْرٌ.

أما حياءُ الشرعِ فهو الحياءُ الذي يحفظُ به العبدُ حدودَ اللهِ ومحارمَهُ،
وربما يتطلبُ ذلك وَرَعًا واتِّقاءً للشَّبهةِ مما يحيفُ
عَلَى الحيِيِّ بعضَ الشَّيْءِ.

واللهُ عز وجل هو الحيِيُّ الذي تكفَّلَ بعبادِهِ وبأرزاقِهم؛ لأنه ليس لهم أحدٌ
سِواه: فهو الذي يَقبل تَوبَتَهُمْ، ويوفِّق مُحسِنَهُمْ، ويسمعُ دعاءَهم،
ولَا يخيِّبُ رجاءَهم، وحياءُ الرَّبِّ تَعَالَى لا تدركه الأفهامُ،
ولا تكيِّفهُ العقولُ؛ فإنه حياءُ كرمٍ وبِرٍّ وجُودٍ وجلالٍ.

وعند أبي داود، وصحَّحه الشيخُ الألبانيُّ
مِنْ حديث سَلمَانَ الفارسي رضي الله عنه؛
أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:

"إنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ
إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا".


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 08:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.