بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 6111 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=90518)

حور العين 03-23-2024 11:09 AM

درس اليوم 6111
 

من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641
درس اليوم

الاعتكاف والسنن الربانية المهجورة

يحتاج الإنسان المسلم كلَّ فترة من الزمن أن ينقطع عن الناس، ويتفرَّغ

لطاعة الله في مسجد من مساجد الله؛ طلَبًا لفضله وثوابه، ومراجعة النَّفْس

ومحاسبتها، والخلوة مع النفس لتصحيح الطريق، ويلجأ إليه الذين يزدادون

شوقًا إلى رضا الله، ولهفةً إلى عفْوِه ومغفرته وحبِّه.

والاعتكاف قد شرعه النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-

بِسُنَّتِه الفعليَّة، واعتكفت أزواجه بعده.

وقد ورَدَت إباحة الاعتكاف وذِكْره في القرآن الكريم، قال- تعالى-:

﴿ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [البقرة: 187].

وفي سنة النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- الفعلية؛ فعن عائشة- رضي الله عنها-

زوج النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- قالت: "إنَّ النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم-

كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتَّى توفَّاه الله، ثم اعتكفَتْ أزواجه من بعده"؛

أخرجه البخاري (2/713) رقم (1922)،

ومسلم (3/175) رقم (2841).

الاعتكاف من الشرائع القديمة التي كانت قبل رسالة النبي-

صلَّى الله عليه وسلَّم- كما قال- تعالى-:

﴿ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ

وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125].

ولأن مريم- عليها السلام- قد أخبر الله- سبحانه- أنها جُعِلت محرَّرة له،

وكانت مُقِيمة في المسجد الأقصى في المحراب، وأنها انتبَذَتْ من أهلها مكانًا

شرقيًّا، فاتخذَتْ من دونهم حجابًا، وهذا اعتكاف في المسجد واحتجاب فيه؛

قال- تعالى-:

﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ﴾ [آل عمران: 37].

ولِحَديث ابن عمر- رضي الله عنهما-: أن عُمَر سأل النبي-

صلى الله عليه وسلم- قال: كنتُ نذَرْت في الجاهلية أن أعتكف ليلة

في المسجد الحرام؟ قال: ((فأَوْفِ بنذْرِك))؛ أخرجه البخاري (2/714)

رقم (1927)، ومسلم (3/1277) رقم (1656).

والاعتكاف من السُّنن المهجورة التي قلَّ العمل بها، وغَفل عنها كثير من

الناس، وإن وجَدْنا أنه بدأ يَظهر من جديد؛ بفضْل الله ثم الصحوة الإسلامية

المباركة، كما قال الإمام الزُّهري- رحمه الله-: "عجبًا للمسلمين! تركوا

الاعتكاف مع أنَّ النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- ما تركه منذ قَدِم المدينة حتى

قبضَه الله- عزَّ وجلَّ- "؛ "الفقه الإسلامي وأدلته"، أ.د. وهبة الزحيلي- دار

الفكر- سورية- دمشق، الطبعة الطبعة الرابعة، (3/123).

معنى الاعتكاف:

ومعنى الاعتكاف هو: الخلوة إلى الله في المساجد،

أو هو اللبث في المسجد للعبادة على وجه مخصوص.

ومن مقاصد الاعتكاف:

1- صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله- تعالى- بِلَمِّ شعثه،

بالإقبال على الله- تعالى- وترْكِ فضُول المباحات، وتحقيق الأُنس بالله- تعالى-

والاشتغال به وحده، والتفكُّر في تحصيل مراضيه.

2- اعتكاف الروح والجسد إلى جوار الربِّ الكريم المنان في خلوة إيمانية تتخلَّص النفس

من أوضار المتاع الفاني، واللذَّة العاجلة، وتُبْحِر الرُّوح

في الملكوت الطاهر؛ طالبةً القرب من الحبيب، مالك الملك،

ملتمسة نفحاته المباركات.

3- الخلوة الصادقة مع الله تفكُّرًا في آلائه ومِنَنه وفضائله، واعترافًا بربوبيَّته

وألوهيته وعظمته، وإقرارًا بكل حقوقه، وثناءً عليه بكل جميل ومحمود.

4- قيام وذِكْر وقراءة قرآن، وإحياء لساعات الليل

بكل طيِّب وصالح من قول وعمل.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


All times are GMT +3. The time now is 12:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.