بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   حديث اليوم 4947 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=71194)

حور العين 09-20-2020 02:29 PM

حديث اليوم 4947
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

حديث اليوم

معاداة الأولياء


عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إن الله تعالى قال:

( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب
إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها
ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه )
رواه البخاري.

الشرح

في هذا الحديث من الفقه: أن الله سبحانه وتعالى قدم الإعذار إلى كل من
عادي وليا: أنه قد آذنه بأنه يحاربه، وولي الله: هو الذي يتبع ما شرعه الله
تعالى، فليحذر الإنسان من إيذاء قلوب أولياء الله عز وجل.

ومعنى المعاداة: أن يتخذه عدوا، ولا أرى المعنى إلا من عاداه لأجل ولاية
الله، أما إذا كانت لأحوال تقتضي نزاعاً بين وليين لله محاكمة أو خصومة
راجعة إلى استخراج حق غامض، فإن ذلك لا يدخل في هذا الحديث،
فإنه قد جرى بين أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) خصومة، وبين العباس
وعلي (رضي الله عنهما)، وبين كثير من الصحابة، وكلهم كانوا أولياء لله عز وجل

قوله: [وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه] فيه إشارة
إلى أنه لا تقدم نافلة على فريضة، وإنما سميت النافلة نافلة إذا قضيت
الفريضة، وإلا فلا يتناولها اسم النافلة، ويدل على ذلك
قوله: [ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه] لأن التقرب بالنوافل
يكون بتلو أداء الفرائض، ومتى أدام العبد التقرب بالنوافل أفضى ذلك به
إلى أن يحبه الله عز وجل،

ثم قال: [فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به] إلى
آخره، فهذه علامة ولاية الله لمن يكون الله قد أحبه، ومعنى ذلك أنه لا يسمع
ما لم يأذن الشرع له بسماعه، ولا يبصر ما لم يأذن الشرع له في إبصاره،
ولا يمد يده إلى شيء ما لم يأذن الشرع له في مدها إليه، ولا يسعى برجله
إلا فيما أذن الشرع في السعي إليه، فهذا هو الأصل، إلا أنه قد يغلب على
عبد ذكر الله تعالى حتى يعرف بذلك، فإن خوطب بغيره لم يكد يسمع لمن يخاطبه،
حتى يتقرب إليه بذكر الله غير أهل الذكر: توصلاً إلى أن يسمع لهم،
تلك صفة عالية، نسأل الله أن يجعلنا من أهلها، قوله: [ولئن استعاذني
لأعيذنه] يدل على أن العبد إذا صار من أهل حب الله تعالى لم يمتنع أن يسأل
ربه حوائجه ويستعيذ به ممن يخافه، والله تعالى قادر على أن يعطيه قبل أن
يسأله، وأن يعيذه قبل أن يستعيذه، ولكنه سبحانه متقرب إلى عباده بإعطاء
السائلين، وإعاذة المستعيذين.


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 12:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.