كلمة الشيخ عبدالرحمن بن عمر خياط
الشيخ عبدالرحمن بن عمر خياط من أقرب جيل عاصر الشيخ محمد عطا الله الياس تفضل بما يلي : عناية الأستاذ الفاضل الأبن عدنان الياس http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=1121 تحية طيبة مباركة – ولإني أعتذرت و لم تقبل أعتذاري فإن ذلك لأن الموضوع أكبر من حجمي و سودَّت في الثلاثة الورقات بعض الشئ و أرجو الصفح و السماح في التقيد في حقكم و حق العم والدكم يرحمه الله أحد محبيكم و هم ما شاء الله كُثر والدكم / عبد الرحمن بن عمر خياط أبدأ رسالتى ببسم الله الرحمن الرحيم ثم بقصيدة تحكي بر الوالدين نظمها الشيخ أحمد أجهوري بنجر – يرحمه الله http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=1122 اللهم صلي و سلم عليه و على آله و صحبه أجمعين اللهم آمين آمين آمين فى مساء الأربعاء ليلة الخميس ٢٥/٢٦ ربيع الأول ١٤٣٤ هـ تكرم شقيقي الغالي عبدالله بدعوتي بالتليفون لحضور جلسة السيرة النبوية المنعقدة بمنزله ( جعله الله عامراً ) و التي رعاها الأبن الغالي سليل آل البيت المجيد ( السيد احمد بن المرحوم السيد محمد بن المرحوم السيد علوي المالكي الحسني تغمدهم الله بواسع رحمته ) فتوجهت بعد عصر الأربعاء برفقة السائق حيث سار بي و صليت المغرب جماعة و جلسنا جلسة أخوية ( بمعنى الكلمة ) و صليت العشاء جماعة ، و الساعة الثامنة و النصف خرجت إلى الهيلتون حيث وجهت لي الدعوة لحضور الحفل السنوي و صادف وصولي الهيلتون متزامنا مع وصول معالي وزير الحج د. بندر الحجار و كان محاطا بالاساتذة عبد الواحد برهان و زهير سدايو فسلمت عليهم و قلت عليه ما في نفسي و خرجت فكنت بدار أخي عبدالله و الجلسة منعقدة الساعة ٩:٣٠ برعاية السيد أحمد و جلست في الصف الرابع فما كان من شقيقي / هاشم إلا أن يأخذ بيدي و يجلسني في الصدر و الكل ينظرون إلي إذ القاعدة أن أجلس حيث الإمكانية ، و لكن أخي هاشم أعطاني محله و جلس هو في الأرض شكر الله له ، و بقفل الجلسة المباركة في حوالي الساعة ١١:٠٠ تقدم الضيوف يتقدمهم الداعي أخي عبدالله ، و أحضر لي أخى هاشم فى صحن ما تيسر بحسب البركة أن شاء الله و جلس إلى جانبي الأبن الحبيب عدنان عطا إلياس و أكلت ما رزقني الله ، و عاد السيد أحمد و أخي عبدالله ليشرب الشاهي الأخضر / وحضر الشاي – و كانت الساعة ١١:٣٠ حان وقت الخروج و أستأذن السيد أحمد ، فودعه أخي عبدالله إلى أن ركب السيارة و أستأذنت أنا كذلك و عند الساعة ١٢:٣٠ وصلت مكة المكرمة و الحمد لله رب العالمين . و الداعي إلى كتابة هذه الكلمات هو طلب الأبن العزيز عدنان عطا إلياس أن أكتب شيئاً مما أعرفه عن والده يرحمه الله فأعتذرت إليه فلم يقبل العذر فوعدته بذلك و أنا أقول في نفسي ماذا سأكتب ؟! و أنا أحب الأبن عدنان و لا أستطيع أن أرفض له طلب . كانت أسرتهم الكريمة كبيرة وأرحامهم آل قطب و بيت سلامة و بيت المحجوب و دكان باسكران في دائرة أطلق عليها ( برحة الياس ) فإلى الطرف الذي أسعفتني الذاكرة به أقول ( أنهم مجموعة من الرجال فهم مع الاحتفاظ بالألقاب ) منهم ( صالح قطب ، عبدالله باحمدين ، حسين جستنيه ، عبدالله بصنوي ، زيني علاي ، السيد صالح شطا ، أمين فوده ، إبراهيم نتو ، محمد سرور الصبان ، العربي التباني ، السيد محمد أمين كتبي ، السيد علوي المالكي ، الطيب العراقي ، احمد ناضرين ، محمد جعفر لبني ، السيد حسن فدعق ) و قد كان والدي يرحمه الله عايش فترة حياة الشيخ عطا الياس إذ كان الوالد تغمده الله برحمته إجتماعيا ( غير إخوانه جمال و إبراهيم و إسماعيل و حسني ) عاش في بداية حياته فترة عصيبة و قال لي في مرة في مناسبة ، أنني يا أبني عملت عاملا أحمل الحداد على رأسي و أحيانا مراكن الطين و أحيانا الطوب الأحمر بإجرة يومية عشرة هللات و كان القرش خمسة هللات و في عام ١٣٤٦ هـ كنت أعمل في مهنة الخياط و أنى و أخي إسماعيل مشهورين بخياطة الجبة و كان الحجاج الأندونيسيين إذا قدموا لغرض أداء فريضة الحج لا بد من الجبة حتى إذا رجعوا لبلادهم لا بد و أن يكونوا مرتدين الجبة ليقال لهم حاجي – فلان – و كان إيرادي اليومي عشر جنيهات ذهب لأنني أعمل في اليوم الواحد عشرة جبات كل جبة بجنيهين ذهب و تساوي عشرين جنيه ذهب يخص تفصيل الجبة عشرة جنيهات ذهب و قيمة القماش و الصرة على الجبه خياطة و سورجة و كفافة جنيه واحد و بذلك فالعشرة جبات عشرة جنيهات ذهب . و كان لي في شركة السهالة للسيارات ثلاثمائة جنيه ذهب ، سحبتها قبل الحج إذ كنت أسمع أن هناك وقوع حرب تأكل الأخضر و اليابس . و كان رأس مال الشركة المكون من أربعة رجال أنا أحدهم لكل شخصٍ منهم مائة جنيه ذهب و لي أنا ثلاثمائة جنيه ذهب ، و أعود إلى عطا الياس الرجل العصامي الذي بنى ثروته طوبة طوبة بعرق جبينه و كافح بيده وأستأجر عمال و كانوا بطبيعة الحال من أبناء مكة إذ لم نكن نعرف إستقدام العمال و المعلمين . كان الجميع من أولاد الناس و كان من بين ما عمله عطا الياس صناديق الملابس و الصناديق الممتازة و الدواليب من الخشب و المعلمين و إن كان في مصر طلعت حرب باشا فقد قال أحد المعلمين المصريين يقول ( عندكم في السعودية رجال اقتصاد و نابغين أمثال عبدالله باحمدين و عطا الياس ، فعبد الله باحمدين و المعلمين الذين كانوا معه تشهد عليهم فندق الكونتينتال ، وعطا الياس و من كانوا معه من المعلمين بنوا فنادق التيسير في مكة المكرمة و في المدينة المنورة و في جدة و مصنع الثلج مكة مع باحمدين جوار المعلا ، و مصنع الثلج بجدة و مشروعات عطا الياس و هؤلاء الرجال لو وافتهم الإمكانات في الزمان الذي عاشوا فيه لفعلوا أكثر مما فعلوا كما أن الأستاذ عبدالله عريف لو دانته الإمكانات التي واتت محمد سعيد فارسي لتنفيذ شوارع مكة و لكن أهل مكة يشهدون بذلك و على قدر أهل العزم تأتي العزائم فبإلامكانيات التي أتيحت لعبد الله عريف فالتاريخ يشهد أنه عمل و عمل و عبدالله عريف أول من فكر في الأنفاق و الأوراق في أرشيف الأمانة تشهد بذلك و كان يتمنى و نتمنى و ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . و لا ينكر المكيون أن عطا الياس و عصامية عطا الياس تقول بذلك ، و عمر محجوب أول من أستورد بودرة الحليب و السمن النباتي ( و كانت ورشته في محلة الشامية في الحوش الواقع أمام منزله ، و منزله ببرحة الياس ) . و كان لاحد أبنائه كابينة بجدة على البحر لا أتذكر كيف أستعرتها و الأهل ليومين إستعارة لله تعالى فهى ليست معدة للتأجير . و أخيرا و ليس آخراً فالسعادة كانت في البساطة و القناعة كنز لا يفنى و من قنع شبع . و كانت هناك مُثل و قيم إنسانية في تزويج بنات عطا الياس و أولادة و هي عدم التكلف و في مناسبة عقد نكاح إحدى بنات السيد عدنان كتبي من عبدالحميد مشاط . كان العقد بالحرم الحرام بعد صلاة العشاء و دعى السيد آل العريس للغذاء بداره و التى كانت المجاورة لدار آل القطان و بعد تناول العشاء طلب السيد من والدة العروسة تهيئة البنت. و فعلت الأم ما طلب والدها و عند خروج العريس و أهله قال لهم السيد هذه بنتي و وضع يدها في يد العريس و أوصاه بها خيرا كما أوصى بنته خيرا بعريسها فقال له والد العريس يا سيد سوف نعمل حفلا لزواج ولدنا فقال لهم و من الذي قال لكم لا تعملوا اعملوا ما شئتم و إنني و عائلتي و عشرة من أهلي سوف نتعشى لديكم غداً أن شاء الله و السلام و هذا الترتيب و هذه الطريقة أخذها السيد من عطا الياس فهل ندرك اليوم ذلك و التوسط فيه الخير و البركة يضعها الله . وهذا إمبراطور العطور الشيخ حسين بكري قزاز و الذي يقرر تجار العطور في الأمريكيتين و في أروبا شرقها و مغربها أن عدد معارض التاجر الشيخ حسين قزاز في المملكة أكثر عددا و جودة البضائع التي يعرضها في محلاته هي شعاره و الهدايا و التخفيضات مستمرة ( و ليست وقفا على المناسبات فقط ) و الابن الأستاذ عاصم يسير على خطى والده حسين المؤسس لهذا الكيان الكبير و الفيلا في أبحر يستضيف فيها أحبابه و بذلك لكسب رضا زبائنه و أسألوا آل خوندنة بمكة و صديق العم سليمان عباس و شهود الخلق أقلام الحق و أستأذن لأعود إلى الشيخ عطا الياس تغمده الله برحمته و هؤلاء آل الياس أدعو الله لهم بالخير و التوفيق و أوصيهم و نفسي بتقوى الله في السر و العلن و الله الموفق . و ختاماً قولو لمكة إني أهواها ، و يقول الشاعر الفقيه السيد محمد أمين كتبي بإحدى قصائده من كان يرجو شوق في مكة فالله أكبر منا بذلك المنزل ونسأله تعالى أن يكرمنا بالثواب لنكون أهلا للجوار . أحد أبناء مكة المكرمة عبد الرحمن بن عمر خياط http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=1120 حرر بمكة المكرمة فى الثامن من ربيع الأخرى لعام 1434 |
All times are GMT +3. The time now is 04:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.