بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   دروس اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=64)
-   -   درس اليوم 3782 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=46508)

حور العين 04-30-2017 09:59 PM

درس اليوم 3782
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

درس اليوم

[ العودة إلى القرآن قبل شهر رمضان ]

علينا قبل أن يدخل علينا شهر رمضان أن نعود إلى القرآن بصورة

مختلفة، فنقرأ بتأمل لأجل أن يغير فينا القرآن، قال تعالى:

{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}

[ص:29].

وعَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ:

"صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ،

فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ،

فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ

آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ،

وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ:

«سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ:

«سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ،

فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ"
(أخرجه مسلم [772]) .


تأمل معي تفاعله صلى الله عليه وسلم مع القرآن، فليس الهدف مجرد

التلاوة باللسان مع غفلة القلب، ويؤكد هذا المعنى الحديث الآتي:

عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ:

صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً فَقَرَأَ بِآيَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ،

يَرْكَعُ بِهَا وَيَسْجُدُ بِهَا:

{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ

فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}


[المائدة:118] ... الحديث" (أخرجه أحمد [21328] وقال العيني

في نخب الأفكار [5/ 457] رجاله ثقات وقال أحمد شاكر

في عمدة التفسير [1/ 759] إسناده جيد) .


فترديد الآية المؤثرة في القلب من أقوى ما يعين على تدبر القرآن،

قَالَ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ:

"إِنَّمَا الْآيَةُ مِثْلُ التَّمْرَةِ كُلَّمَا مَضَغْتَهَا اسْتَخْرَجْتَ حَلَاوَتَهَا"

، فَحُدِّثَ بِهِ أَبُو سُلَيْمَانَ، فَقَالَ: "صَدَقَ، إِنَّمَا يُؤْتَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَنَّهُ إِذَا ابْتَدَأَ

السُّورَةَ أَرَادَ آخرها
" (البرهان في علوم القرآن، للزركشي [1/ 471]) .

لذا عندما فهم الصحابة رضي الله عنهم هذا الأمر وتربوا عليه

كثر هذا الأمر فيهم وفي التابعين:

فعَنْ مَسْرُوقٍ: "أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ، رَدَّدَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى أَصْبَحَ،

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ

أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}


[الجاثية:21]" (أخرجه الطبراني في الكبير [2/50]) .

وعن عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ وَهِيَ تَقْرَأُ:

{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}

[الطور:27]


قَالَ: "فَوَقَفَتْ عَلَيْهَا، فَجَعَلَتْ تَسْتَعِيذُ وَتَدْعُو" قَالَ عَبَّادٌ:

فَذَهَبْتُ إِلَى السُّوقِ، فَقَضَيْتُ حَاجَتِي، ثُمَّ رَجَعْتُ وَهِيَ فِيهَا

بَعْدُ تَسْتَعِيذُ وَتَدْعُو"


(أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف [6037]).

وَرَدَّدَ الْحَسَنُ رَحِمَهُ اللَّهُ لَيْلَةً:

{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}

[النحل:18]

حَتَّى أَصْبَحَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: "إِنَّ فِيهَا مُعْتَبَرًا، مَا نَرْفَعُ طَرَفًا

وَلَا نَرُدُّهُ إِلَّا وَقَعَ عَلَى نِعْمَةٍ، وَمَا لَا نَعْلَمُهُ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ أَكْثَرُ"

(ذكره المروذي في قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر،

كما في مختصر المقريزي [148]).


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك

على سيدنا محمد


All times are GMT +3. The time now is 04:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.