بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   درس اليوم 4886 (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=70097)

حور العين 07-15-2020 11:30 AM

درس اليوم 4886
 
من:إدارة بيت عطاء الخير

http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641

درس اليوم
فضائل الإيمان باسم الله ذي الجلال والإكرام

1- أن الله تعالى هو المستحِقُّ وحدَهُ لأَنْ يُجَلَّ ويُنزَّهَ ويُعظَّمَ لذاتِهِ،
لكمالِ ذاتِهِ وصفاتِهِ وأسمائِهِ، وليس فِي الوجودِ مَنْ هو بمثلِ هذه الصّفةِ
غيرُهُ - جل جلاله، وتقدَّسَتْ أسماؤه - فجلالُه صفةٌ استحقَّها لذاتِهِ.
قال الأصمعيُّ: «ولا يُقال (الجلالُ) إلا لله عز وجل».

وقال أبو حاتم السّجِستاني:
«قد يُقال (جَلالٌ) فِي غيرِ اللهِ»، أنشد لهُدْبةَ بنِ خَشْرم:
فلا ذا جَلالٍ هِبْنَهُ لجلالِهِ *** ولا ذا ضياعٍ هنَّ يتركن للفقرِ

2- أَنَّ الله تعالى يُكرِمُ أولياءَهُ، والإكرامُ قريبٌ مِن الإنْعامِ ولكنَّه أخصُّ،
فكلُّ إكرامٍ إنعامٌ، وليس كلُّ إنعامٍ إكرامًا.

قال القرطبيُّ: «وأما (الإكرامُ)، وهو مصدرُ أكرمَ فهو مُكرِمٌ، ففيه معنى
الإِنْعامِ، إلا أنه أخصُّ من لفظةِ الإِنْعامِ، لأنَّ الإِنعامَ قد يُنعمُ تفضُّلًا على مَنْ
ليس بكريمٍ ولا مُكرَمٍ عندهُ، كإنعامه على العاصي والمخالِفِ، فهذا الإنعام
لا يُسمى إكرامًا، فإذا أَسْدى المُنْعِمُ نعمَتَهُ إلى مَنْ يعزُّ عنده وله حُبٌّ لديه ومودَّةٌ، قيل: أكْرمَهُ، ومنه ما سُمِّي به ما مَنَّ به على الأولياء مِن النِّعمِ:
كراماتِ الأولياءِ، لِقَدْرِهم عنده ومنزلتهم لديه، فهو سبحانه يُنعمُ على
مَنْ يُكْرِمُ ومَنْ لا يُكْرِمُ، ولا يُكرم إلا مَنْ عليه فِي الآخرة يُنْعِم.

قال الله تعالى:

{ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ *
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ }
[الفجر: 15، 16]؛

يعني: أنه إذا مَنَحه نعيمًا فِي الدُّنيا يقولُ: ذلك دليلٌ على كرامتي، وإذا قَدَر
عليه رزقَهُ يقول: ذلك دليلٌ على إهانتي، وليس الأمرُ كذلك، فليس نعيمُ الدُّنيا
دَليلًا على نعيمِ الآخرةِ، ولا هَوَانُ الدُّنيا دليلًا على هَوَانِ الآخرةِ، وإكرامُه
للعبد يكون مُعجَّلًا فِي الدُّنيا ومُؤجَّلًا فِي الآخرة، ويكون عمومًا فِي الخليقَةِ،
وخصوصًا لأهل الحقيقَةِ.
قال تعالى:
{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } [الإسراء: 70]» اهـ .

3- حَثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّتَه على الدعاء بهذين الاسمين فقال:
«ألظُّوا بِيَاذا الجَلالِ والإكرامِ».

ومعنى ألظُّوا؛ أي: الزَمُوا هذه الدعوةَ، وأكثِروا منها،
ودُوموا على قولِكم ذلك فِي دُعَائِكم وسؤالِكم لرِّبكم جلَّ شأنُه.

ولمَّا سَمِعَ رَجُلًا يدعو فِي المسجدِ يقولُ: اللَّهم إني أسألُكَ بأنَّ لك الحمْدَ
لا إله إلا أنتَ الحنَّانُ المنَّانُ، بديعُ السماواتِ والأرض، يا ذا الجلالِ والإكرامِ،
يا حيُّ يا قَيُّومُ، قال صلى الله عليه وسلم: «دَعَا اللهَ باسمِهِ الأعظمِ الذي إذا
دُعي به أجَابَ، وإذا سُئِلَ به أعطَى».

4- وكان صلى الله عليه وسلم إذا انصَرَف من صلاتِهِ استغفرَ ثلاثًا وقال:
«اللهم أنتَ السَّلامُ، ومنكَ السَّلامُ، تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ».


أسأل الله لي و لكم الثبات اللهم صلِّ و سلم و زِد و بارك
على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين




All times are GMT +3. The time now is 07:32 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.