بيت عطاء الخير الاسلامي - التقنية واثرها

التقنية واثرها

اليوم جمعت أطفالي على ـ غير ميعاد ـ لحاجة في نفسي
من الخطابة والوعظ الذي لا تنفكّ منه ـ أغلب الأمهات ـ
ولأنني ضبطتهم بالجرم المشهود حين التقيتهم وكـلّ واحد منهم ممسك بجوّاله المحمول ....
ولأشارك الفيس بوك بأفراحـه حيث أعلن عن مليار مستخدم سجلوا في يوم واحد ...
لكنها فرحة واحتفال على ـ طريقتي الخاصّة ـ .
..قلت للأولى : أطلب منك أن تذهبي لبيت فلانة (جارتنا)
وتجلسي هناك للفرجة على طريقة طبخها المتقن ..

وأنت يا (فلانة ) اذهبي لجارتنا التي تملك طفلة مدللة ...
اضحكي معها وراقبي طفلتها وسجّلي هذه اللحظات التاريخية من حياة طفل ...

وأما أنت فـ (جارتنا) ذهبت للسياحة مؤخراً في بلد أوروبي ..
.فـ هلاّ ذهبت إليها وتفرّجت على ألبوم الصور خاصّتها .
..امكثي ما شئت من الوقت ..المهم أن تتفرّجي ...

نظر إليّ أطفالي بعد هذا الكلام كأنّ بي مسّا من خرف ..
وقالوا باستغراب : ماما هل تطلبين منّا أن نضيّع أوقاتنا بشئ تافه كـهذا ؟؟
قلت لهم ومالذي تفعلونه بأجهزتكم إذن ؟؟؟
هل تقرؤون شيئا مفيدا ؟؟
هل تتعلمون علما نافعا ؟؟
أراكم متسمّرين حول ماجريّات الحياة ...
والذي أطلبه منكم هو ماتفعلونه بأنفسكم ...
تنظرون إلى الإنستغرام وآخر الصور الاستعراضية
التي تنزل من قبل المهوسين بالتصوير ...
وتتابعون بقية التقنية من غير فائدة تذكر ...
ألم تسمعوا لقوله تعالى
( وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القرآن والغـوا فيه ... لعلكم تغلبـــون)
فهـل كتبت لهم الغلبة علينا ؟؟؟
هي التقنية أداة صنعها الكفـار لنا ..لتشغلنا عن القرآن ...
عن قراءة ماتيسّر ... عن التلذّذ بسماعه
...هـي في أيدينا لنحسن استخدامها وليست للتسلية ....
. سرقت منكم أوقاتكم ..وقوّتكم .
هذي حياتكم ..إن لم تستغلّوها بشكل صحيح ...
وتهتموا لأمرها .. فلن يهتم لكم أحد .
انتهت الخطبة .. وأثمر الغرس ..
.. أحدهم شعر بفداحة مايفعل فـقررّ عازما على ترك الجوال لمدّة شهر عندي ...
و(عادة سحب الجوّال من أيدي أطفالي )...
باتت عادة معروفة لدى الجميع ...
لدرجة أن يعتبرها البعض من باب اغتيال حرية الأطفال في امتلاك الجوال أو الآيباد وغيره
... وربما لو كانوا يملكون ..لـ وشوا بي.. إلى جمعيات حقوق الكائنات إلا الإنسان
..الذي انتهت كلّ مشاكله ولم يبق إلا حلّ هذه المعضلة الكبيرة ..
اعذروني ـ فلا ثقة لي _ بهذه الأجهزة التي أينما قلبتها لا تأت بخير ..
وليرض عني الناس أو فليسخطوا ..
فلن يحزنني قولهم ..ولأعمل على شاكلتي ..
وأملي بالله أن يصلح أبناءنا وأبناء المسلمين أجمع .
اللهم آمين .

بقلم : فاطمة الجراد

رائعة جدا