بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   حكاية العلق مع طبيب غير مسلم (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=10222)

adnan 03-25-2013 08:45 PM

حكاية العلق مع طبيب غير مسلم
 
الأخت / الملكة نــــــــور
حكاية العلق مع طبيب غير مسلم
بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
ماجستير في علوم القرآن والتفسير
يحكي الدكتور إبراهيم خليل في كتابه :
" لماذا أسلم صديقي ، و رأي الفاتيكان في تحديات القرآن "
يحكي قصة طبيب مصري مسيحي قرر كتابة كتاب يرد فيه على تحدي
القرآن ، يعنون له بعنوان :
" و انتهت تحديات القرآن "
و قد كتب الطبيب المصري رسالة ، و أرسل صورة منها إلى ألفي عالم
أو معهد أو جامعة ممن تخصصوا بالدراسات العربية و الإسلامية
في مختلف أنحاء العالم ، و كان مما سطره في خطابه قوله :
[ القرآن يتحدى البشرية في جميع أنحاء العالم في الماضي و الحاضر
و المستقبل بشيء غريب جداً ، و هو أنها لا تستطيع تكوين
ما يسمى بالسورة باللغة العربية.. السورة رقم 112،
و هي من أصغر سور القرآن ، و لا يزيد عدد كلماتها عن 15 كلمة ،
و يتبع ذلك أن القرآن يتحدى البشرية بالإتيان بـ(15) كلمة لتكوين
سورة واحدة كالتي توجد بالقرآن ..
سيدي: أعتقد أن مهاجمة هذه النقطة الهامة و الخطيرة ،
و ذلك بالإتيان بأكبر عدد ممكن من السور كالتي توجد، أو - آمل أن تكون –
أفضل من تلك الموجودة بالقرآن سيسبب لنا نجاحاً عظيماً لإقناع المسلمين
بأنا قبلنا هذه التحديات ، بل و انتصرنا عليهم ..
فهل تتكرم يا سيدي مشكوراً بإرسال 15 كلمة بالغة العربية أو أكثر
من المستوى البياني الرفيع مكوناً جملة كالتي توجد في القرآن ..]
و قد أثبت إبراهيم خليل العناوين الألفين التي أرسل لها الخطاب ،
و تكررت محاولة الطبيب المسيحي أربع مرات طوال سنة 1990م .
فكانت محصلة ثماني آلاف رسالة أرسلها أن وصلت إليه ردود اعتذار باهتة
عرض صورها إبراهيم خليل ،
منها : اعتذار كلية الدراسات الشرقية و الإفريقية في جامعة لندن
فقد كان ردها :
" آمل أن نتفهم أن كليتنا وأعضاؤها يرفضون الخوض في المنازعات
الدينية ، و بالتالي فإنه لا يمكننا إجابة طلبك " .
و أما رد إذاعة حول العالم (مونت كارلو) فكان :
" الموضوع الذي طرحته موضوع هام، لكننا كإذاعة لا نحب أن ندخل
في حمى و طيس هذه المعركة ، إذ لا نظن أنها تخدم رسالة الإنجيل،
فرسالتنا هي رسالة محبة ، و ليست رسالة تحدي .." .
و أما رد الفاتيكان فقد جاء فيه :
" بوصفنا مسيحيين فنحن لا نقبل بالطبع أن يكون القرآن هو كلام الله
على الرغم من إعجابنا به حيث يعتبر القمة في الأدب العربي ..
و لقد أخبرني زميل مصري بأن أفضل أجزاء القرآن تذكره بأجزاء من الكتاب
المقدس ، و لكن هذا بالطبع لا يعني أنه أوحي به من عند الله كما هو الحال
في الكتاب المقدس ، و هناك نقطة عملية تعوق مسألة الإتيان بسورة
من مثل القرآن ، و هي :
من ذا الذي سيحكم على هذه المحاولة إن تمت بالفعل .." .
و لذلك اعتذروا عن إجابة طلبه ، فأعاد المراسلة جميع معاهد و مؤسسات
الفاتيكان طالباً إجابة التحدي ، وعرض أن يكون هو الحكم بين القرآن
و الفاتيكان ، و طلب من الأب " ليو" في الفاتيكان أن ينقل أي جزء مكون
من (15) كلمة من الكتاب المقدس ليعارض بها القرآن ،
فكانت الإجابة مشابهة لإجابة المئات الذين لم يردوا على الطبيب،
بل صمت مدقع .
وكنموذج للإعجاز القرآني عرض إبراهيم خليل لكلمة " علق "
الواردة في قوله تعالى :
{ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ }
[العلق: 2]
فلمادة " علق " في اللغة واحداً و ثلاثين معنىً ذكرها ابن منظور
في قاموسه " لسان العرب " ، و هذه المعاني كما يرى إبراهيم خليل
تنطبق جميعاً على الإنسان فقد " وصفت جميع صفات الإنسان التشريحية
و الفسيولوجية و النفسية و العاطفية و الاجتماعية منذ كان جنيناً في بطن
أمه حتى صار رجلاً يحب و يكره ..
فالإنسان بحق من علق قد خلقه الله من السائل المنوي (العلوق) ،
و علقت بأمه (حملت به) ، فأصبح علقة كدودة حمراء تكون في الماء
تعلق بالبدن وتمتص الدم ثم إذا خرج من بطن أمه احتاج إلى الشراب
و اللبن والطعام (العليق و العلوق) ، و يطلق العلق أيضاً على ما يتبلغ به
من العيش .
والإنسان شديد الخصومة محب للجدل (علاقي معلاق) يكره (امرأة علوق)
و يحب (علقت منه كل معلق) .. إلى آخر تلك المعاني التي فصلت خصائص
الإنسان و أطوار حياته الأولى .
و صدق العلماء الذين درسوا إعجاز القرآن حين قالوا :
[ إن القرآن رغم إيجازه المعجز في عدد كلماته ، بل وفي عدد حروفه
إلا أن المعاني التي تجيء بها كل كلمة فيها إرباء و إنماء و زيادة ،
أي أن كل كلمة تولد ، و تعطي من المعاني ما لا يحصر له ] .
و مرة أخرى سارع الطبيب النصراني إلى مراسلة كليات و معاهد العالم
طالباً منهم أن يأتوا بكلمة بديلة لـ " علق " تقوم مقامها أو تعطي
نصف المعاني التي تعطيها كلمة " علق " ، و مرة أخرى لا مجيب !!


All times are GMT +3. The time now is 06:34 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.