![]() |
الحفظ أو الحوار
الأخ البروفيسور / زهير السباعى في ركني الحفظ أو الحوار بقلم البروفيسور / زهير بن أحمد السباعي أنا في حيرة من أمري .. وأقول في نفسي .. لو أنني طرحت هذه القضية للنقاش عل " ضيقتي تفك " . كنت وأنا أدرس الطب قبل ما ينوف عن ربع قرن من الزمان ، أتواصى مع زملائي من طلاب السنة النهائية .. إذا دخلت إلى الدكتور الممتحن (س) وسألك عن عملية جراحية ، عليك أن تذكر له العملية التي يجريها هو ، وليس العملية التي يجريها زميله (ص) . واليوم ننظر إلى هذا الأسلوب في التعليم على أنه أسلوب عفى عليه الزمن فالطالب يجب أن يشجع على الموازنة بين الأمور ، وتبني وجهة نظر غير مقيدة برأي (س) أو (ص) . اليوم فاجأتني أبنتي وهي في مرحلة الثانوية العامة .. تطلب مني أن أُسمع لها قطعة أدبية من بضعة سطور تدور حول تحليل نقدي لقصيدة شعر . أسمع لك ؟ سألتها .. ولماذا لا أستمع إلى وجهة نظرك وأناقشك في الموضوع . قالت .. ولكني لكي أضمن العلامة القصوى يجب أن أذكر هذا التحليل النقدي بنصه في ورقة الامتحان . أنا حقيقة غير قادر على استيعاب الموضوع هل أخطأت ابنتي التقدير وبالغت في تصوره ؟ أم هي حقيقة واقعة تقول أن الطالب يجب أن يستظهر وجهة نظر حول أبيات من الشعر ويضعها كما هي على ورقة امتحان . إذا كانت الأولى فعساني أستطيع أن أقنع ابنتي ومن قبلها أمها التي تذكرها ليل نهار بأن عليها أن تتخرج من الثانوية العامة بعلامات عالية ، علي أستطيع أن أقنعهما بأن العلامات العالية رهينة بالقدرة على التحليل ، و الاستنباط ، والتعبير ، والحوار ، أكثر مما هي رهينة بالحفظ والاستظهار . وإذا كانت الثانية فإن أريد أن أعرف لماذا كان الحفظ والاستظهار أدعى للحصول على العلامات النهائية في الامتحان . فقد تكون هناك وجهة نظر جديرة بالاعتبار . |
All times are GMT +3. The time now is 09:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.