![]() |
جزاء الإعراض عن ذكر الله
الأخوات من مجموعة / طوبى الإسلامية قالالله تعالى : } وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى { ] طه :124- 126[ } وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي { أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه. }فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا{ أي : في الدنيا ، فلا طمأنينة له ، ولا انشراح لصدره ، بل صدره ضيق حرج لضلاله ، وإن تنعم ظاهره ، ولبس ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإنقلبهما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك ، فلا يزال في ريبة يتردد . فهذا من ضنك المعيشة . عن ابن عباس قال : كل مال أعطيته عبدا من عبادي ، قل أو كثر ،لا يتقيني فيه ، فلا خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة . ويقال : إن قوما ضلالا أعرضوا عن الحق ، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين ، فكانت معيشتهم ضنكا ; [ و ] ذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلفا لهم معايشهم ، من سوء ظنهم بالله والتكذيب ، فإذا كان العبد يكذب بالله، ويسيء الظن به والثقة به اشتدت عليه معيشته، فذلك الضنك . وقال سفيان بن عيينة في قوله : يضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه فيه . من تفسيرابن كثيـر سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن تفسير هذه الآية : } وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى { هل هذه الآية على كل شخص يغفل عن ذكر الله ؟ فأجاب : هذا وعيد شديد لمن أعرض عن ذكر الله وعن طاعته فلم يؤد حق الله ، هذا جزاؤه ، تكون له معيشة ضنكا وإن كان في مال كثير وسعة لكن يجعل في عيشته ضنكاً ، لما يقع في قلبه من الضيق والحرج والمشقة فلا ينفعه وجود المال ، يكون في حرج وفي مشقة بسبب إعراضه عن ذكر الله وعن طاعة الله جل وعلا ، ثم يحشر يوم القيامة أعمى . فالمقصود أن هذا في من أعرض عن طاعة الله وعن حقه جل وعلا ، ولم يبالِ بأمر الله بل ارتكب محارمه وترك طاعته جل وعلا ،فهذا جزاؤه ، نسأل الله العافية . الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز |
All times are GMT +3. The time now is 10:16 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.