![]() |
الأربعون النــووية ( 13- 40 )
الأخت / الملكة نور الأربعين النووية (الحديث الثالث عشر : أُخُوَّةُ الإِيمَانِ و اْلإسْلاَمِ ) مفردات الحديث المعنى العام 1- تماسك المجتمع المسلم و المحبة والود فيه 2- الإيمان الكامل ما يستفاد من الحديث عن أبي حَمْزَةَ أَنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه خادِم رسولِ الله صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه ) رَواهُ البُخاري و مُسلم مفردات الحديث : لا يؤمن الإيمان الكامل أحدكم من يدعي الإيمان و الإسلام منكم لأخيه المسلم و المسلمة ، و قيل : لأخيه الإنسان ما يحب لنفسه = مثل الذي يحبه لنفسه من الخير المعنى العام : تماسك المجتمع المسلم و المحبة و الود فيه يهدف الإسلام أن يعيش الناس جميعاً متوادين ومتحابين ، يسعى كل فرد منهم في مصلحة الجميع و سعادة المجتمع ، حتى تسود العدالة ، و تنتشر الطمأنينة في النفوس ، و يقوم التعاون والتضامن فيما بينهم ، و لا يتحقق ذلك كله إلا إذا أراد كل فرد في المجتمع لغيره ما يريده لنفسه من السعادة والخير و الرخاء ، ولذا نجده صلى الله عليه و سلم يربط ذلك بالإيمان ، و يجعله خَصْلَة من خِصَاله . الإيمان الكامل إن أصل الإيمان يتحقق بتصديق القلب الجازم ، و إذعانه لربوبية الله عز وجل ، والاعتقاد ببقية الأركان ، من الإيمان بالملائكة و الكتب والرسل و اليوم الآخر و القضاء و القدر ، و لا يتوقف أصل الإيمان على شيء سوى ذلك . وفي هذا الحديث يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإيمان لا ترسخ جذوره في النفس ، و لا يتمكن من القلب ، و لا يكمل في صدر المسلم ، إلا إذا أصبح إنسان خير، بعيداً عن الأنانية و الحقد ، و الكراهية والحسد ، ومما يحقق هذا الكمال في نفس المسلم : أن يحب لغيره من الخير المباح و فعل الطاعات ما يحبه لنفسه ، و أن يبغض لهم من الشر و المعصية ما يبغضه لنفسه أيضاً . أن يجتهد في إصلاح أخيه المسلم ، إذا رأى منه تقصيراً في واجبه ، أو نقصاً في دينه . روى مسلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( فمن سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه موتته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه ) صحيح ابن ماجه من كمال الإيمان في المسلم أن لا يقتصر في حب الخير لغيره وبغض الشر له على المسلم فحسب ، بل يحب ذلك لغير المسلم أيضاً ، و لا سيما الإيمان ، فيحب للكافر أن يسلم و يؤمن ، و يكره فيه ويبغض له الكفر والفسوق ، قال عليه الصلاة و السلام : ( و أَحِبَّ للناسِ ما تُحِبُّ لنفسك تكنْ مؤمنًا ) صحيح الجامع و لهذا كان الدعاء بالهداية للكافر مستحباً . في هذا الحديث حثُّ منه صلى الله عليه وسلم لكل مسلم ، أن يحمل نفسه على حب الخير للناس، ليكون ذلك برهاناً منه على صدق إيمانه و حسن إسلامه . و هكذا تسري المحبة بين الناس جميعاً ، و ينتشر بينهم الخير . أما المجتمع غير الإيماني فهو مجتمع أناني بغيض : إذا ذبل الإيمان في القلوب وانتفى كماله وانتفت محبة الخير للناس من النفوس ، وحل محلَّها الحسدُ ونية الغش ، وتمكنت الأنانية في المجتمع ، و أصبح الناس ذئاباً بشرية ، وانطبق على مثل هذا المجتمع قول الله عز و جل : { أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [ النحل : 21 ] فهذا المجتمع إلى خراب و زوال . ما يستفاد من الحديث : الحث على ائتلاف قلوب الناس ، و العمل على انتظام أحوالهم ، و هذا من أهم ما جاء الإسلام من أجله و سعى إليه . التنفير من الحسد ، لأنه يتنافى مع كمال الإيمان ، فإن الحاسد يكره أن يفوقه أحد في خير أو يُساويه فيه ، بل ربما تمنى زواله عنه و لو لم يصل إليه . الإيمان يزيد و ينقص : تزيده الطاعة و تنقصه المعصية . |
All times are GMT +3. The time now is 12:15 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.