بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   الأربعون النــووية ( 15 - 40 ) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=11644)

بنت الاسلام 06-21-2013 02:03 AM

الأربعون النــووية ( 15 - 40 )
 
الأخت / الملكة نور
الأربعين النووية
(الحديث الخامس عشر :
من خِصَال الإيمَان القول الحسن و رعاية حق الضيف و الجار )
مفردات الحديث
المعنى العام - 1- من آداب الكلام
2 - العناية بالجار و الوصاية به
3 - من وسائل الإحسان إلى الجار
4 - إكرام الضيف
ما يستفاد من الحديث
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضي اللهُ عنه قال :
قاَل رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ و الْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُل خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ ،
و مَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ ،
ومَنْ كانَ يُؤمِنُ باللهِ و الْيوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ )
رواه البخاري و مسلم
مفردات الحديث :
يؤمن
المقصود بالإيمان هنا : الإيمان الكامل ،
و أصل الإيمان التصديق و الإذعان
اليوم الآخر
يوم القيامة
يصمت
يسكت
فليكرم جاره
يُحَصِّل له الخير ، و يَكُفّ عنه الأذى و الشر
فليكرم ضيفه
يقدم له الضيافة (من طعام أو شراب) و يحسن إليه
المعنى العام :
يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث على أعظم خصال
الخير وأنفع أعمال البِرّ ، فهو يُبَيِّن لنا أن من كمال الإيمان و تمام
الإسلام ، أن يتكلم المسلم في الشؤون التي تعود عليه بالنفع في
دنياه أو آخرته ، و من ثَمّ تعود على المجتمع بالسعادة و الهناء ،
و أن يلتزم جانب الصمت في كل ما من شأنه أن يسبب الأذى أو
يجلب الفساد ، فيستلزم غضب الله سبحانه و تعالى و سخطه .
روى الإمام أحمد في مسنده :
عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى
يستقيم لسانه ، ولا يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره
بوائقه )
الراوي :أنس بن مالك - المحدث : الألباني –
المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم : 2554
خلاصة حكم المحدث : حسن

و الخوض في الكلام سبب الهلاك . قال صلى الله عليه و سلم :
( من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه )
صحيح الترمذي
و المعنى أن الكلام فيما لا يعني قد يكون سبباً لإحباط العمل
و الحرمان من الجنة .
فعلى المسلم إذا أراد أن يتكلم أن يفكر قبل أن يتكلم :
فإن كان خيراً تكلم به ، و إن كان شراً أمسك عنه ،
لأنه محاسب عن كل كلمة يلفظ بها .
قال الله تعالى :
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
[ ق : 18 ]
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( كلُّ كلامِ ابنِ آدمَ عليهِ لا لهُ إلَّا أمرًا بمعروفٍ ، أو نهيًا عن منكَرٍ
أو ذِكرًا للهِ )
الراوي : - المحدث : الألباني – المصدر : الإيمان لابن تيمية –
الصفحة أو الرقم : 46
خلاصة حكم المحدث : حسن
و قال :
(إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ،
يرفعُ اللهُ بها درجاتٍ ، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ،
لا يُلقي لها بالًا ، يهوي بها في جهنَّمَ . )
رواه البخاري

بنت الاسلام 06-21-2013 02:04 AM

ومن آداب الكلام :
الإمساك عن الكلام المحرَّم في أي حال من الأحوال و عن اللغو
و هو الكلام الباطل ، كالغيبة و النميمة و الطعن في أعراض الناس
و نحو ذلك .
عدم الإكثار من الكلام المباح ، لأنه قد يجر إلى المحرم أو المكروه .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تُكثِروا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللهِ فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللهِ
قسوةٌ للقلبِ وإن أبعدَ الناسِ من اللهِ القلبُ القاسي )
رواه الترمذي
العناية بالجار و الوصاية به :
و من كمال الإيمان وصدق الإسلام الإحسان إلى الجار والبر به
والكف عن أذاه ، فالإحسان إلى الجار و إكرامه أمر مطلوب شرعاً ،
بل لقد وصلت العناية بالجار في الإسلام ، إلى درجة لم يعهد لها مثيل
في تاريخ العلاقات الاجتماعية ،
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )
رواه البخاري .
إن إيذاء الجار خلل في الإيمان يسبب الهلاك :
و هو محرم في الإسلام ، و من الكبائر التي يعظم إثمها و يشتد
عقابها عند الله عز و جل . عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( و الله لا يؤمن ، و الله لا يؤمن . قيل : من يا رسول الله ؟
قال : من لا يأمن جاره بوائقه )
رواه البخاري .
أي لا يَسْلَم من شروره وأذاه ، و المراد بقوله :
( لا يؤمن ) ، أي الإيمان الكامل المنجي عند الله عز و جل .
من وسائل الإحسان إلى الجار :
1- مواساته عند حاجته ، روى الحاكم عن النبي صلى الله عليه و سلم :
( ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به )
صحيح الجامع
2- مساعدته و تحصيل النفع له ، و إن كان في ذلك تنازل عن حق
لا يضر التنازل عنه .
3- الإهداء له ، و لا سيما في المناسبات .
إكرام الضيف من الإيمان و من مظاهر حسن الإسلام :
يبين لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث :
أن من التزم شرائع الإسلام ، و سلك مسلك المؤمنين الأخيار،
لزمه إكرام من نزل عنده من الضيوف و الإحسان إليهم ،
( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه )
هل الضيافة حق واجب أم إحسان مستحب ؟
ذهب أحمد إلى أنها واجبة يوماً و ليلة ، و الجمهور على أن الضيافة
مستحبة ، و من باب مَكَارِمِ الأخلاق ، و ليست بواجبة .
و من أدب الضيافة و كرمها البِشْر و البشاشة في وجه الضيف ،
و طيب الحديث معه ، و المبادرة بإحضار ما تيسر عنده من طعام
و شراب ، و أما الضيف فمن أدبه أن لا يضيق على مزوره و
لا يزعجه ، و من التضييق أن يمكث عنده و هو يشعر أنه ليس عنده
ما يضيفه به .

ما يستفاد من الحديث :
إن العمل بما عرفناه من مضمون هذا الحديث بالغ الأهمية ،
لأنه يحقق وحدة الكلمة ، و يؤلف بين القلوب ، و يذهب الضغائن
و الأحقاد ، و ذلك أن الناس جميعاً يجاور بعضهم بعضاً ، وغالبهم
ضيف أو مضيف ، فإن أكرم كل جار جاره ، وكل مضيف ضيفه ،
صلح المجتمع ، و استقام أمر الناس ، و سادت الأُلفة و المحبة ،
و لا سيما إذا التزم الكل أدب الحديث ، فقال حسناً أو سكت .


All times are GMT +3. The time now is 10:05 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.