بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   الأربعون النــووية ( 18 - 40 ) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=11707)

بنت الاسلام 06-24-2013 01:58 PM

الأربعون النــووية ( 18 - 40 )
 
الأخت / الملكة نور


الأربعين النووية
(الحديث الثامن عشر :
تَقوَى اللهِ تَعَالَى وَ حُسنُ الخُلُق)
مفردات الحديث
المعنى العام :
1 - التقوى سبيل النجاة
2 - التوبة شرط لتكفير الكبائر
3 - الأخلاق أساس قيام الحضارة الإنسانية
4 - من مكارم الأخلاق
عن أبي ذَرٍّ جُنْدُب بِن جُنَادَة ،
و أبي عبد الرحمن مُعَاذ بِن جَبَلٍ رضي الله عنهما ،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( اتَّقِ اللهَ حيثُ كنتَ وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تَمْحُهَا
وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ )
رواه الترمذي
و قال : حسن صحيح
مفردات الحديث :
اتق الله
التقوى في اللغة :
اتخاذ وقاية و حاجز يمنعك و يحفظك مما تخاف منه و تحذره ،
و تقوى الله عز و جل :
أن يجعل العبد بينه وبين ما يخشاه من عقاب الله وقاية تقيه و تحفظه
منه ، و يكون ذلك بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه .
حيثما كنت
أي في أي زمان ومكان كنت فيه ، وَحْدَكَ أو في جمع ،
رآك الناس أم لم يَرَوْكَ .
أتبعْ
ألحقْ ، وافعل عقبها مباشرة
السيئة
الذنب الذي يصدر منك
تمحها
تزيلها من صحائف الملائكة الكاتبين و ترفع المؤاخذة عنها .
خالِقْ
جاهد نفسك و تكلف المجاملة .
بخلق
الخلق الطبع والمزاج الذي ينتج عنه السلوك
المعنى العام :
التقوى سبيل النجاة :
أعظم ما يوجهنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية
تقوى الله عز و جل ، التي هي جماع كل خير والوقاية من كل شر،
بها استحق المؤمنون التأييد و المعونة من الله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ }
[ النمل : 128 ]
و وعدهم عليها الرزق الحسن ، و الخلاص من الشدائد :
{ وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ }
[ الطلاق : 2 - 3 ]
و بها حفظهم من كيد الأعداء :
{ وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا }
[ آل عمران :120 ]
و جعل للمتقين حقاً على نفسه أن يرحمهم :
{ وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ }
[ الأعراف: 156]
و لقد كثرت الآيات والأحاديث في فضل التقوى و عظيم ثمراتها ،
و لا غرابة ، فالتقوى سبيل المؤمنين ، و خلق الأنبياء و المرسلين ،
و وصية الله تعالى لعباده الأولين و الآخرين ، فمن التزمها فاز
و ربح ، و من أعرض عنها هلك و خسر:
{ وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ
وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الأَرْضِ
وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}
[النساء: 131]
فالتقوى ليست كلمة تقال ، أو دعوى تُدعى دون برهان، بل هي
عمل دائب في طاعة الله عز وجل ، وترك صارم لمعصية الله تبارك
و تعالى .
ولقد فسر السلف الصالح التقوى بقولهم :
أن يُطَاع اللهُ فلا يُعْصَى ، و يُذْكَرَ فلا يُنْسَى، ويُشْكَر فلا يُكْفَر .
و لقد عملوا بهذا المعنى و التزموه ، في سرهم و علانيتهم ،
و كل حال من أحوالهم و شؤونهم ، تنفيذاً لأمر الله تعالى و تلبية
لندائه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ
إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
[ آل عمران : 102 ]
و من كمال التقوى :
البعد عن الشبهات وما التبس بالحرام من الأمور :
( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه )
البخاري ومسلم
[ انظر الحديث رقم : 6 ]
شرط تحقق التقوى :
لا تتحقق التقوى بمعانيها ولا تؤتي ثمارها ، إلا إذا توفر العلم بدين
الله تعالى لدى المسلم ، ليعرف كيف يتقي الله عز و جل :
{ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ }
[ فاطر : 28 ]
لأن الجاهل لا يعرف ما يجب عليه فعله و ما يجب عليه تركه ،
و لذلك كان العلم أفضل العبادات ، و طريق الوصول إلى الجنة ،
وعنوان إرادة الخير بالمرء ، قال صلى الله عليه و سلم :
( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم )
رواه الترمذي
و قال :
( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له طريقاً إلى الجنة )
رواه مسلم
و قال :
( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )
متفق عليه

بنت الاسلام 06-24-2013 01:59 PM

يوجهنا الحديث إلى :
أن التوبة من الذنب الإسراع في عمل الخير لأن هذا خلق المؤمنين
المتقين ، و قد يغلب على الإنسان النسيان أو الغفلة ، و قد تغريه
نفسه أو يوسوس له شيطانه ، فيقع في المعصية و يرتكب الذنب ،
و من التقوى - عندئذ - أن يسارع إلى التوبة ويستغفر الله عز وجل
إذا ذكر أو نُبِّه ، قال تعالى في وصف المتقين :
{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا
وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
[ آل عمران : 135 ]
ثم يبادر المسلم التقي ، بعد التوبة والاستغفار ، إلى فعل الخيرات
و الإكثار من الأعمال الصالحة ، لتكفر عنه ذنبه وتمحوا ما اقترفه
من إثم ، واثقاً بوعد الله تعالى إذ قال :
{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ }
[ هود : 114 ]
و مستجيباً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال :
( و أتبع السيئة الحسنة تمحها )
التوبة شرط لتكفير الكبائر :
أجمع المسلمون على أن الحسنات تُكَفِّر الذنوب الصغيرة ،
و أما الذنوب الكبيرة – و هي كل ذنب توعد الله تعالى عليه بالعقاب
الشديد، كعقوق الوالدين ، و قتل النفس ، و أكل الربا ، و شرب
الخمر و نحو ذلك - فلا بد فيها من التوبة ،
قال تعالى :
{ وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى }
[ طه : 82 ]
و هذا إذا كان الذنب لا يتعلق بحق العباد ، فإن كان متعلقاً بحق العباد
- كالسرقة و الغصب و القتل ونحو ذلك - فلا بد فيها من أداء
الحقوق لأهلها ، أو طلب المسامحة منهم و مسامحتهم ، فإذا حصل
ذلك رُجي من الله تعالى القَبول و محو الذنوب ، بل تبديلها حسنات ،
قال الله تعالى :
{ إِلا مَنْ تَابَ وَ آمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }
[ الفرقان : 70 ]
و من فضل الله عز و جل :
أنه إذا لم تكن للمكلف ذنوب صغيرة ، فإن الأعمال الصالحة تؤثر
بالذنوب الكبيرة ، فتخفف إثمها بقدر ما تكفر من الصغائر ، و إذا لم
تكن له ذنوب كبيرة و لا صغيرة فإنه سبحانه يضاعف له الأجر
والثواب .
الأخلاق أساس قيام الحضارة الإنسانية :
يوجهنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، في هذه الوصية ، إلى أمر
فيه صلاح حياة الفرد و استقامة نظام المجتمع ، ألا وهو معاملة
الناس بالخلق الحسن الجميل ، معاملة الإنسان للناس بما يحب أن
يعاملوه به من الخير، حتى يصبحَ المسلمُ أليفاً ، يُحبُّ الناسَ
ويُحبونه ، و يُكرمهم ويُكرمونه ، و يُحسن إليهم ويُحسنون إليه ،
وعندها يندفع كل فرد في المجتمع ، إلى القيام بواجبه راضياً مطمئناً
فتستقيمُ الأمور وتسودُ القيم وتقوم الحضارة .
و للأخلاق منزلة رفيعة في الإسلام ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ألا أخبرُكم بأحبِّكم إلى الله ، و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة ؟
قالوا: بلى ، قال : أحسنكم خلقاً )
رواه ابن حبان في صحيحه
اكتساب الخلق الحسن :
يمكن للإنسان أن يكتسب الأخلاق الحسنة الرفيعة ، و ذلك بالاقتداء
برسول الله صلى الله عليه و سلم في حسن خلقه ، و لقد أمرنا الله عز
و جل بذلك إذ قال :
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
[ الأحزاب : 21 ]
و من وسائل اكتساب الأخلاق الحميدة :
صحبة الأتقياء والعلماء ، وذوي الأخلاق الفاضلة ، و مجانبة
الأشرار و ذوي الأفعال الدنيئة الرديئة .
من مكارم الأخلاق :
من حسن الخلق صلة الرحم ، و العفو و الصفح ، و العطاء رغم
المنع .
ومن حسن الخلق :
بشاشة الوجه، والحلم والتواضع ، و التودد إلى الناس و عدم سوء
الظن بهم ، وكفُّ الأذى عنهم . قال صلى الله عليه وسلم :
( لا تحقرن من المعروف شيئاً و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق )
رواه مسلم




All times are GMT +3. The time now is 07:06 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.