![]() |
الأربعون النــووية ( 28 - 40 )
الأخت / الملكة نور الأربعين النووية ( الحديث الثامن و العشرون : لزومُ السُّنَّة و إجتنابُ البِدَع ) مفردات الحديث المعنى العام : 1- صفات الموعظة المؤثرة : أ- انتقاء الموضوع ب - البلاغة في الموعظة ج - عدم التطويل د - اختيار الفرصة المناسبة و الوقت الملائم 2- صفات الواعظ الناجح 3- فضل الصحابة و صلاح قلوبهم 4- الوصية بالتقوى 5- الوصية بالسمع والطاعة 6- لزوم التمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين 7- التحذير من البدع ما يستفاد من الحديث عن أبي نَجيحٍ الْعِرْباضِ بنِ سارِيَةَ رضي اللهِ عنه قال : وَعَظَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنها الْقُلُوبُ ، و ذَرَفَتْ منها الْعُيُونُ ، فَقُلْنا : يا رسول اللهِ ، كأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فأَوْصِنا . قال : ( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، و السَّمْعِ والطَّاعَةِ ، و إن تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ ، فإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً ، فَعَليْكُمْ بِسُنَّتي و سُنَّةِ الخُلفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ ، و إيَّاكُمْ و مُحْدَثاتِ الأُمُورِ، فإنَّ كلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ) رواه أبو داود و الترمذي و قال : حديث حسن صحيح أهمية الحديث : هذا الحديث اشتمل على وصية أوصاها الرسول صلوات الله و سلامه عليه لأصحابه وللمسلمين عامة من بعده ، و جمع فيها الوصية بالتقوى لله عز وجل ، و السمع و الطاعة للحكام المسلمين ، و في هذا تحصيل سعادة الدنيا و الآخرة . كما أوصى الأمة بما يكفل لها النجاة والهدى إذا اعتصمت بالسنة و لزمت الجادة ، و تباعدت عن الضلالات و البدع . مفردات الحديث : موعظة من الوعظ ، و هو التذكير بالعواقب . وَجِلَتْ بكسر الجيم : خافت . ذرفت سالت . الراشدين جمع راشد ، و هو من عرف الحق واتبعه . النواجذ جمع ناجذ ، و هو آخر الأضراس الذي يدل ظهوره على العقل ، و الأمر بالعض على السنة بالنواجذ كناية عن شدة التمسك بها . محدثات الأمور الأمور المحدثة في الدين ، و ليس لها أصل في الشريعة . بدعة البدعة لغة : ما كان مخترعاً على غير مثال سابق ، و شرعاً : ما أُحدث على خلاف أمر الشرع و دليلِهِ . ضلالة بُعْدٌ عن الحق . المعنى العام : صفات الموعظة المؤثرة : حتى تكون الموعظة مؤثرة ، تدخل إلى القلوب ، وتؤثر في النفوس يجب أن تتوفر فيها شروط : انتقاء الموضوع : فينبغي أن يعظ الناس ، و يذكرهم ويخوفهم بما ينفعهم في دينهم و دنياهم ، بل ينتقي الموضوع بحكمة ودراية مما يحتاج إليه الناس في واقع حياتهم ، ولا شك أن غالب خطب الجمع و الأعياد أصبحت اليوم وظيفة تؤدي لا دعوة تُعْلَن و تُنْصَر ، فتسهم من غير قصد في زيادة تنويم المسلمين ، و إيجاد حاجز كثيف بين منهج الإسلام ، وواقع الحياة ومشاكل العصر . البلاغة في الموعظة : و البلاغة في التوصل إلى إفهام المعاني المقصودة و إيصالها إلى قلوب السامعين بأحسن صورة من الألفاظ الدالة عليها ، و أحلاها لدى الأسماع و أوقعها في القلوب . عدم التطويل : لأن تطويل الموعظة يؤدي بالسامعين إلى الملل والضجر، و ضياع الفائدة المرجوة ، و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يقصر خطبه و مواعظه و لا يطيلها ، بل كان يُبَلِّغ و يُوجِز ، ففي صحيح مسلم عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه قال : ( كنتُ أصلي مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فكانت صلاتُهُ قصدًا ، وخطبتُهُ قصدًا ) صحيح الترمذي |
اختيار الفرصة المناسبة والوقت الملائم : ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يديم وعظهم ، بل كان يتخولهم بها أحياناً . قال عبد الله بن مسعود : ( كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتخوَّلُنا بالموعظةِ في الأيَّامِ كراهةَ السَّآمةِ علَينا ) صحيح البخاري صفات الواعظ الناجح : 1- أن يكون مؤمناً بكلامه ، متأثراً به . 2- أن يكون ذا قلب ناصح سليم من الأدناس ، يخرج كلامه من قلبه الصادق فيلامس القلوب . 3- أن يطابق قوله فعله ، لأن السامعين لموعظته ، المعجبين بفصاحته و بلاغته ، سيرقبون أعماله و أفعاله ، فإن طابقت أفعاله أقواله اتبعوه و قلدوه ، و إن وجدوه مخالفاً أو مقصراً فيما يقول شَهَّروا به و أعرضوا عنه . فضل الصحابة وصلاح قلوبهم : إن الخوف الذي اعترى قلوب الصحابة ، و الدموع التي سالت من عيونهم عند سماع موعظة النبي صلى الله عليه و سلم ، دليل على فضل و صلاح ، وعلو وازدياد في مراقي الفلاح و مراتب الإيمان . الوصية بالتقوى : التقوى هي امتثال الأوامر ، و اجتناب النواهي ، من تكاليف الشرع ، والوصية بها اعتناء كبير من النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن في التمسك بها سعادةَ الدنيا و الآخرة ، وهي وصية الله تعالى للأولين و الآخرين ، قال الله تعالى : { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } [ النساء : 131 ] الوصية بالسمع والطاعة : و السمع و الطاعة لولاة الأمور من المسلمين في المعروف واجب أوجبه الله تعالى في قرآنه حيث قال : { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } [ النساء : 59 ] و لذلك أفرد النبي صلى الله عليه وسلم الوصية بذلك . لزوم التمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين : و السنة هي الطريق المسلوك ، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و خلفاؤه الراشدون من الاعتقادات و الأعمال و الأقوال . و قد قرن النبي صلى الله عليه و سلم سُنَّة الخلفاء الراشدين بسنته ، لعلمه أن طريقتهم التي يستخرجونها من الكتاب و السنة مأمونة من الخطأ . و قد أجمع المسلمون على إطلاق لقب الخلفاء الراشدين المهديين على الخلفاء الأربعة : أبي بكر، و عمر، و عثمان ، و علي ، رضي الله عنهم أجمعين . التحذير من البدع : و قد ورد مثل هذا التحذير في الحديث الخامس الخاص : ( من أحدثَ في أمْرِنَا هذا ما ليسَ منه فهو رَدٌّ ) صحيح مسلم ما يستفاد من الحديث و يرشد الحديث إلى سنة الوصية عند الوداع بما فيه المصلحة ، و سعادة الدنيا والآخرة . النهي عما أُحدث في الدين مما ليس له أصل يستمد منه . |
All times are GMT +3. The time now is 07:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.