حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ الثَّعْلَبِيِّ

عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ

أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

( خَيَّرَ غُلَامًا بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ )

قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُما

وَجَدِّ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ

قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

وَأَبُو مَيْمُونَةَ اسْمُهُ سُلَيْمٌ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ

النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ قَالُوا يُخَيَّرُ الْغُلَامُ بَيْنَ أَبَوَيْهِ إِذَا وَقَعَتْ

بَيْنَهُمَا الْمُنَازَعَةُ فِي الْوَلَدِ وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ

وَقَالَا مَا كَانَ الْوَلَدُ صَغِيرًا فَالْأُمُّ أَحَقُّ فَإِذَا بَلَغَ الْغُلَامُ سَبْعَ سِنِينَ خُيِّرَ بَيْنَ أَبَوَيْهِ

هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ هُوَ هِلَالُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أُسَامَةَ وَهُوَ مَدَنِيٌّ وَقَدْ رَوَى

عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ

الشــــــــــــــــــــروح


قَوْلُهُ : ( خَيَّرَ غُلَامًا )

قَالَ الْقَارِي : أَيْ : وَلَدًا بَلَغَ سِنَّ الْبُلُوغِ ، وَتَسْمِيَتُهُ غُلَامًا بِاعْتِبَارِ مَا كَانَ

كَقَوْلِهِ تَعَالَى

{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}

وَقِيلَ غُلَامًا مُمَيِّزًا . انْتَهَى

قُلْتُ : الظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ الْغُلَامُ الْمُمَيِّزُ ( بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ ) قَالَالْقَارِي

وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ ، وأَمَّا عِنْدَنَا فَالْوَلَدُ إِذَا صَارَ مُسْتَغْنِيًا بِأَنْ يَأْكُلَ وَحْدَهُ

وَيَشْرَبَ وَحْدَهُ وَيَلْبَسَ وَحْدَهُ قِيلَ : وَيَسْتَنْجِيَ وَحْدَهُ فَالْأَبُ أَحَقُّ بِهِ

والْخَصَّافُ قَدَّرَ الِاسْتِغْنَاءَ بِسَبْعِ سِنِينَ ، وَعَلَيْهِ الْفَتْوَى

قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ : إِذَا بَلَغَ الْغُلَامُ السِّنَّ الَّذِي يَكُونُ الْأَبُ أَحَقَّ بِهِ كَسَبْعٍ مِثْلًا

أَخَذَهُ الْأَبُ ، ولَا يَتَوَقَّفُ عَلَى اخْتِيَارِ الْغُلَامِ ذَلِكَ

وعِنْدَ الشَّافِعِيِّ : يُخَيَّرُ الْغُلَامُ فِي سَبْعٍ ، أَوْ ثَمَانٍ

وعِنْدَ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ : يُخَيَّرُ فِي سَبْعٍ . لِهَذَا الْحَدِيثِ . انْتَهَى

قَوْلُهُ : ( وفِي الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُما)

أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو دَاوُدَ بِلَفْظِ : أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي

هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً ، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً ، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً

وإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي ، وَأَرَادَ أَنْ يَنْزِعَهُ مِنِّي

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي)

وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ ، وَصَحَّحَهُ وَجَدِّ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ

أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الطَّلَاقِ ، وَالنَّسَائِيُّ فِي الْفَرَائِضِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ

عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ سِنَان رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين

أَنَّهُ أَسْلَمَ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ فَجَاءَ بِابْنٍ لَهُ صَغِيرٍ لَمْ يَبْلُغْ

فَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَبَ هَاهُنَا وَالْأُمَّ هَاهُنَا ، ثُمَّ خَيَّرَهُ

وَقَالَ : " اللَّهُمَّ اهْدِهِ " فَذَهَبَ إِلَى أَبِيهِ

رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وفِي رِوَايَةٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ :

أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي رَافِعِ بْنِ سِنَانَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُم أجمعين أَنَّهُ

أَسْلَمَ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ أَنْ تُسْلِمَ فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ :

ابْنَتِي ، وَهِيَ فَطِيمٌ ، أَوْ شَبَهُهُ ، وقَالَ رَافِعٌ : ابْنَتِي

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْعُدْ نَاحِيَةً ، وَقَالَ لَهَا

" اقْعُدِي نَاحِيَةً " ، فَأُقْعِدَتِ الصَّبِيَّةُ بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ قَالَ " ادْعُوهَا "

فَمَالَتْ إِلَى أُمِّهَا - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ اهْدِهَا "

فَمَالَتْ إِلَى أَبِيهَا فَأَخَذَهَا

رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وعَبْدُ الْحَمِيدِ هَذَا

هُوَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ سِنَانٍ الْأَنْصَارِيُّ