![]() |
سؤال الإعجاز : ما هي المعصرات ؟ ( 10 - 30 ) / عبد الدائم الكحيل
الأخ المهندس / عبدالدائمالكحيل باحث الإعجازات فى القرآن الكريم سؤال الإعجاز : ما هي المعصرات ؟ ما هو معنى قوله تعالى : { وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً } [ النبأ : 14 ] وما هو وجه الإعجاز في هذه الآية الكريمة ؟ لا يوجد كتاب واحد على وجه الأرض يشبه القرآن الكريم في دقة كلماته وقوتها وبلاغتها العلمية ، فقد ظن العلماء وحتى عهد قريب أن الغيوم ليس لها وزن ، وما هي إلا هواء كثيف ينزل على شكل أمطار ! وعندما تطورت المعرفة البشرية أدرك العلماء أن هذه الغيوم ما هي إلا ماء تبخر من البحار والمحيطات ثم تكثف بفعل برودة الجو العالي ، ومن ثم تحولت هذه الغيوم إلى قطرات مطر ، لتعود إلى البحار وتتبخر من جديد وهكذا كل عام . ولم يدرك أحد الدور المهم الذي تلعبه الشمس بوهجها وحرارتها في تبخير ماء البحر , حيث تبين أن هنالك دور مهم لحرارة وهج الشمس وتأثيرها المباشر على حركة ذرات بخار الماء . نعلم اليوم تماماً أن للشمس الدور الأكبر في تبخير الكميات الضخمة من مياه البحر ، فكلما ارتفعت حرارة الشمس وزاد وهجها ازدادت كمية المياه المتبخرة . وهنا يجب أن نميِّز بأن ضوء الشمس ليس هو الذي يقوم بالتبخير ، بل وهج الشمس ، أي كمية الإشعاعات المختلفة التي تبثها الشمس . فالشمس تبث الطيف الضوئي المرئي وتبث الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية . هذا الطيف الكامل من الأشعة المرئية وغير المرئية يسمى بوهج الشمس . والقرآن الكريم يتحدث عن هذا الوهج ودوره في إنزال المطر، يقول عز وجل : { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً {13} وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً } [ النبأ : 13 – 14 ] والمعصرات : هي الغيوم الكثيفة . وتأمل معي كلمة { وَهَّاجاً } وهي صفة حرارة الشمس التي سماها الله بالسراج المشتعل ، وهذه تسمية دقيقة من الناحية العلمية . وكلمة { وَهَّاجاً } لم ترد في القرآن إلا في هذا الموضع ، وجاء بعدها مباشرة الحديث عن إنزال المطر . إذن القرآن هو أول كتاب ربط بين وهج الشمس ونزول المطر بكلمتين . { وَهَّاجاً } و { ثَجَّاجاً } . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بقلم / عبد الدائم الكحيل |
All times are GMT +3. The time now is 03:19 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.